منافسة شرسة وجماهيرية كبيرة.. 167 بطولة كروية تحيي رمضان عدن
يشكّل شهر رمضان مناسبة لإطلاق الكثير من الطاقات الإيجابية في مختلف المجالات الخيرية والإنسانية، وحتى الرياضية.
ومنذ عقود، اعتاد أبناء عدن وشبابها على تنظيم بطولات ودوريات رمضانية في كرة القدم، تشكّل فرصة لجمعهم في منافسات ودية خلال أيام الشهر الفضيل، غير أن هذا العام تحديداً، شهد غزارة في البطولات التي أقيمت في مدينة عدن، حتى تجاوز عددها 167 بطولة كروية، في مختلف المديريات.
وتتميز البطولات والدوريات المقامة بدعم ورعاية من قبل شركات تجارية ورجال أعمال، بالإضافة إلى تسمية بعضها بأسماء عدد من الشهداء، ممن قضوا في حرب مليشيات الحوثي بعدن.
طقس كروي في رمضان
يتحدّث مساعد مسؤول النشاط الرياضي في نادي الشعلة الرياضي بعدن، محمد الحامدي، عن المعاني التي تحملها بطولات رمضان.
ويقول الحامدي لـ"العين الإخبارية" إن الدوريات الكروية باتت طقساً مهماً من طقوس شهر رمضان الفضيل، ونشاطاً ينتظره شباب عدن ومحبو الرياضة كل عام بشغف ولهفة.
ويؤكد أن هذه الدوريات تحظى باهتمام جميع فئات المجتمع اليمني، وهناك حرص كبير على متابعتها بشكل يومي، من كبار السن والشباب وحتى الأطفال.
ويلفت الحامدي إلى أن هناك تنافساً إيجابياً بين منظمي البطولات لجذب أكبر قدر ممكن من المتابعين والجمهور.
في مديرية البريقة، غرب عدن، ثمة بطولة لفتت الأنظار، هي بطولة البريقة الرمضانية، ويشير مشرف البطولة، محمد الحامدي، إلى أنها استقطبت أقوى وأبرز الفرق الشعبية في المديرية.
ويؤكد أن البطولة نجحت في أن تصبح حديث المواطنين، وضمت 20 فريقاً شعبياً تمثل مناطق وحارات وضواحي مديرية البريقة، وتقام بنظام خروج المغلوب، وقد وصلت حالياً إلى مراحلها النهائية.
يقول الحامدي: "نحن الآن في مرحلة المربع الذهبي، حيث تأهلت أقوى 4 فرق، بعد منافسة شرسة، كما أن قوة الفرق وفّرت للجمهور المتابع مباريات متكافئة وندية، ضمنت المتعة والفرجة".
دعم ورعاية
ويثني محمد الحامدي على الشركات ورجال الأعمال، الذين لم يبخلوا في دعم الشباب، وضمان إقامة دوريات وبطولات رياضية.
ويصف الحامدي هذا التوجه بـ"النبيل"، الذي يأتي انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات التجارية والاستثمارية في عدن، واليمن عموماً تجاه الشباب.
انتشال الشباب
ويرى مشرف بطولة البريقة الرمضانية أن مثل هذه الأنشطة تساهم في الحفاظ على الشباب اليمني، والعدني خصوصاً، من التطرف والأفكار المنحرفة.
ويؤكد أهمية الدوريات الرمضانية في توجيه طاقات الشباب واستثمارها في جوانب إيجابية، وتوظيفها بشكل صحيح، ولعل الرياضة واكتشاف المواهب الكروية وتنميتها أبرز تلك الجوانب.
وتنتشل هذه الأنشطة الرياضية الشباب من مخاطر الوقوع في فخاخ التنظيمات المتطرفة والأفكار المنحرفة.
ويرى الكثير من المتابعين لهذه البطولات الكروية في شهر رمضان بعدن أنها فرصة حقيقية وبديلة لغياب المنافسات والمسابقات الرياضية الرسمية، والمتوقفة بسبب الحرب الحوثية على اليمنيين.