صور.. شباب يمني يتحدى الحرب بإفطار الصائمين في رمضان
يتسابق الشباب اليمني في كل عام، وخلال شهر رمضان المبارك في مجال العمل الطوعي، وخدمة الصائمين رغم كل آلام الحرب والأزمة.
وتتعدد الأعمال الخيرية والتطوعية التي تنفذها المبادرات الشبابية في مختلف البلاد، رغم ظروف الحرب القاسية، التي شكلت دافعًا إضافيًا للعطاء.
وأبرز ما قد يلفت الأنظار خلال شهر رمضان، هو كثرة مشاريع الإفطار التي تنفذ بجهود ذاتية من قبل مجاميع الشباب في مبادرات اجتماعية وإنسانية وخيرية بحتة.
قبيل مغرب كل يوم، ثمة ثلة من الشباب في عمر الزهور، ينتشرون على مداخل ومخارج مديريات محافظة عدن (جنوب اليمن)، وفي أياديهم وجبات خفيفة للإفطار.
يحرص هؤلاء الشباب على توزيع ما بأيديهم من وجبات على الصائمين المارين والعابرين، ممن تقطعت بهم السبل وقت أذان المغرب، قبل الوصول إلى منازلهم لتناول وجبات الإفطار.
وهي مشاريع تحرص على تنفيذها الكثير من المبادرات الشبابية الصغيرة، وحتى المؤسسات والمنظمات الكبرى؛ نتيجة أثرها وأجرها الكبير.
عابرو السبيل
إحدى تلك المشاريع في إفطار الصائمين تنفذها مؤسسة شباب الخير، بمدينة عدن، التي ركزت مشاريعها على الطريق الرئيسي للمسافرين، الرابط بين مدينة عدن والساحل الغربي لليمن.
يقول المدير التنفيذي للمؤسسة، علي معروف: "إن مشروع إفطار المسافرين من أهم مشاريع المؤسسة الرمضانية، وتزداد أهميته بحكم اختيار موقع توزيع وجبات الإفطار".
ويتحدث معروف لـ"العين الإخبارية" عن أن كثيرا من المسافرين تنقطع بهم السبل، قبل أن يصلوا إلى وجهاتهم، ويضطرون إلى استمرار الصيام.
"غير أن المشروع يمنحهم فرصة لتناول وجبات الإفطار وهم في طريق السفر، دون الاضطرار للتوقف، أو مواصلة صيامهم"، بحسب علي معروف.
اختلاف وتنوع
ولفت المدير التنفيذي لمؤسسة شباب الخير إلى أن مشروع إفطار الصائمين المسافرين، الذي تنفذه المؤسسة، مختلف عن المشاريع المشابهة التي تنفذها مبادرات ومؤسسات أخرى.
وأشار علي معروف إلى أن الاختلاف يكمن في أن مشروع مؤسسته يركز على المسافرين ممن يقطعون مسافات طويلة، مشيدًا بالمشاريع الأخرى التي تهتم وتستهدف الصائمين في الشوارع والحارات الداخلية، أو منافذ ومخارج المدن.
وأكد علي معروف أن هذا الاختلاف والتنوع يعمل على توسيع نطاق عمل الخير، وتعدد أوجهه؛ مما يجسد التكامل في العمل الخيري، وهو ما يبرر وجود العديد من المبادرات والمؤسسات.
تبرعات وجهود ذاتية
يكشف معروف عن تكلفة الوجبات التي يتم توزيعها للمسافرين على الطريق الدولي، والتي تتميز بأنها وجبة متنوعة.
ويشير إلى أن كل وجبة تكلف 650 ريالاً يمنيًا، ما يعادل أقل من دولار أمريكي واحد، وهو مبلغ مكلف، بالنظر إلى الأوضاع العامة التي تعيشها اليمن.
ويؤكد معروف أن قيمة الوجبة يتم توفيرها من تبرعات فاعلي الخير، بالإضافة إلى الجهود الذاتية التي يبذلها منتسبو المؤسسة.
إفطار الصائمين عبر المبادرات الشبابية والمؤسسات الطوعية والخيرية في مدينة عدن، بات أمر لا بد منه مع حلول شهر رمضان كل عام.
ولاقت هذه المبادرات والمشاريع الطوعية دعمًا من العائلات والأسر اليمنية، التي أصبحت تقوم بعمل وجبات منزلية، ومنحها لشباب المبادرات لتوزيعها على الصائمين.
وذلك نظرًا لما لإفطار الصائم من أجر كبير، يستشعره اليمنيون ويحرصون على إحياءه كل رمضان.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز