"المتنبي" يجمع العراقيين في ليالي رمضان.. فعاليات ثقافية وترفيهية (صور)
يشهد شارع المتنبي وسط بغداد تدفقا كبيرا من العراقيين والنخب الثقافية والأوساط المختلفة خلال ليالي شهر رمضان.
ويأتي ذلك في أجواء يختلط فيها الترفيه والفعاليات الفنية وتبادل المعارف مع الآخرين.
وكانت السلطات العراقية أنهت في أواخر العام الماضي حملة عمرانية لإحياء معالم شارع المتنبي بترميم بعض الصروح والمراكز الثقافية المهمة بدعم مالي مقدم من البنك المركزي وصندوق المصارف الأهلية.
ويشكل شارع المتنبي أحد أهم الأماكن الثقافية والأدبية في العراق لما يزخر فيه من مقاه قديمة ومراكز ثقافية بينها القشلة والمركز الثقافي البغدادي فضلاً عن سوق كبير يعنى ببيع وتداول الكتب ومتابعة الإصدارات الحديثة.
وكانت أمانة بغداد دعت المواطنين والمختصين لحضور الأمسيات الرمضانية في شارع المتنبي، حيث تتخلل هذه الأمسيات، عروض مسرحية وسينمائية وخيال ظل، إضافة إلى فعاليات فنية وثقافية أخرى.
وشكلت الزيارات الليلية وتزاحم حركة المارة عند ساعات المساء أهم المتغيرات التي طرأت على معالم الشارع المعتق بالثقافة والقدم، وسط تصاعد في الإقبال من قبل مختلف الشرائح.
كما شكلت نواصي وممرات شارع المتنبي أهم المناطق الترفيهية التي يقصدها الزائرون خلال ليالي شهر رمضان الحالي على خلاف بقية المواسم السابقة، وما تبعها من افتتاح لحدائق مبنى القشلة الأثري.
وكانت دائرة الآثار والتراث العراقية أعلنت عن فتح حدائق مبنى "القشلة" عند شارع المتنبي وسط بغداد أمام المواطنين طيلة ليالي شهر رمضان، يتخللها إقامة العديد من الفعاليات بعد الإفطار، تتمثل بتنظيم ندوات ثقافية واقتصادية وشبابية.
علي الطائي، الذي يعمل عند بسطة لتزيين الأحجار الكريمة وعمل الزخارف على الجداريات والأواني الزجاجية، يقول: "التطورات الأخيرة التي شهدها شارع المتنبي جعلت منه منطقة لا تعرف النوم أو السبات".
وانعكس تدفق الوافدين على شارع المتنبي بتحسن تجارة الطائي وارتفاع المردود المادي جراء العمل الذي يديره من داخل البسطة. يقول: "بدت حركة التكسب المعاشي تتصاعد عند تلك المنطقة سواء على مستوى بيع الكتب أو المقاهي والجوانب الأخرى المتعلقة بالمتكسبين من ذلك الشارع بعد أن كانت محصورة فقط عند أيام الجمع من كل أسبوع".
من جانبها، تقول أم غيث التي قصدت المركز الثقافي البغدادي لحضور إحدى الفعاليات الأدبية مع ولديها الاثنين، إنها "بارقة أمل في عودة الروح الحضارية إلى العاصمة بغداد بما يحرك ركودها المعرفي بعد سنوات من الغياب".
وتضيف أم غيث ذات الـ50 عاماً، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنها ومنذ بداية شهر رمضان أجرت أكثر من 4 زيارات إلى شارع المتنبي الذي بات يهدي القادمين إليه من خلال أضوائه السامقة وجريان مياه نهر دجلة عند أوداجه.
ويبلغ طول الشارع نحو كيلومتر واحد، ويؤدي إلى إحدى ضفاف نهر دجلة، حيث ينتصب تمثال الشاعر العراقي الشهير أبو الطيب المتنبي.
وشهد العراق منذ منتصف العام الماضي، حركة متصاعدة في إقامة الفعاليات الفنية والحفلات الموسيقية والمعارض الادبية عبر مؤسسات وأماكن ترفيهية عدة.
وعد باحثون ومهتمون بالشأن الثقافي العراقي، أن ذلك يمثل انبعاثة جديدة لحاضرة البلاد لإحياء مدنيتها التي طالما حاصرتها نوزاع التطرف ومحاولات تغريبها عن جذورها التاريخية وعمقها التوعوي والمعرفي.