شهر رمضان صديق للمناخ والاستدامة.. كيف ولماذا؟
أيام قليلة تفصل قرابة مليار ونصف المليار مسلم عن أعظم الشهور التي يتقرب فيها المسلم إلى ربه، وهو شهر الصوم والعبادات والطاعة شهر رمضان، وهو يعد من الشهور الصديقة للمناخ.. فكيف ولماذا؟
ولمحبي البيئة يمثل شهر الصوم مساحة زمنية وسلوكية ذات قيمة عالية خاصة من الناحية الروحية تساعد في التحول نحو أسلوب حياةٍ صديق للبيئة وأكثر استدامة.
وحسب تعاليم الدين التي تتسق ولا تتعارض بأي حال مع كل معايير البيئة الصحية والاستدامة يجتهد المسلمون في جميع أنحاء العالم في تخصيص وقتهم للصوم والتأمل والسعي إلى الانضباط الذاتي كوسيلة لتحسين أنفسهم.
وفي هذا الشهر بشكل خاص يحدد أسلوب حياتنا مدى التزامنا بالحفاظ على بيئتنا وكوكبنا وتصبح عاداتنا اليومية وطرق تفكيرنا ومعاملتنا للآخرين وحتى العالم الذي يحتوينا موضوع تقييم وتغيير.
يمكن أن تكون الممارسات والمعتقدات الدينية الإسلامية مصدر إلهام للعمل البيئي، والتي تضم قيم خلافة الإنسان لله على الأرض ليعمرها ويصلحها، وسعى المسلم الدؤوب نحو التوازن والحكمة كونها من مبادئ علاقة كمسلمين بالبيئة.
الاستهلاك والتوازن
البعض يستغّل شهر رمضان كشهر استهلاكي بإعداد صنوف من السلع الاستهلاكية، رغم أن تعاليم الدين الجلية تدعو للاستفادة من أشهر رجب وشعبان للاستعداد للشهر المبارك روحيا ونفسيا.
ويبدو أن الأشهر التي يجب أن يتحول فيه تركيزنا نحو الروحانية والإخلاص لله، أصبحت أكثر حول القوة الشرائية، وتؤثر الشركات علينا بسهولة لجعل شهر رمضان حالة تجارية.
ويتضمّن ذلك العلاقة التي تربطنا بالبيئة والوعي البيئي لدينا، والطريقة التي نتصرف بها إزاء منزلنا المشترك.
وبناءً على فهمنا لتعاليم الدين وواجبنا نحو البيئة تتبلور فكرة الوعي البيئي والاستدامة خلال شهر رمضان
ولذلك يجد الأفراد والعائلات أنفسهم أمام خيار التصرف وفقًا للصلة الموجودة بين الممارسات الروحية والخلافة البيئية وإدماج العادات الصديقة للبيئة في عبادتهم خلال شهر رمضان.
وعلينا جعل شهر رمضان مساحة لتعزيز طرق الحياة المستدامة ونشجّع بعضنا البعض على اتخاذ خطوات مثل الحد من هدر الطعام والحفاظ على المياه واستخدام المنتجات الصديقة للبيئة.
ويمكن أن يكون شهر رمضان رسالة قوية لزيادة الوعي حول تأثير أفعالنا على البيئة وإلهام الآخرين لإحداث فرق.
كيف تجعل رمضانك صديقا للبيئة؟
يمكن أن تشمل ذلك المبادرات التي يمكن اتخاذها في المنزل والمدارس والمساجد، طريقا لجعل شهر رمضان صديق للبيئة بسلوكيات مثل تقليل استهلاك الطاقة، واستعمال أدوات المائدة القابلة لإعادة الاستخدام أثناء الإفطار، والحفاظ على الموارد المهمة مثل المياه.
وإليك بعض النصائح التي تجعل رمضانك صديقا للبيئة وداعما للاستدامة:
- التخفيف من هدر الطعام
- حافظ على المياه
- استخدم مستلزمات صديقة للبيئة
- من مكان لآخر تنقل بطريقة مستدامة (المشي والدراجة مثلا)
- أطلب من إمام المسجد أن يتحدث عن البيئة والمناخ لزيادة الوعي
- قلل من استهلاك اللحوم واستبدلها بالغذاء النباتي
- خفف من استهلاكك للطاقة
- تبرع لمؤسسات خيرية تعمل بمجال البيئة
- تبضع بطريقة مستدامة وخصوصا لزينة شهر رمضان
ماذا سنحقق من رمضان صديق للبيئة؟
المسلمون مدعوون بشكلٍ أساسي للتفكير لتحقيق الهدف من فعل الصيام الجسدي بتغيير الأفعالنا والكلمات.
وتراثنا الإسلامي يحضنا على الالتزام بالقيم البيئية في حياتنا اليومية، لأن هذا ببساطة يحقق لنا:
- صون النُظم البيئيّة وضمان استدامة الموارد الطبيعيّة للأجيال المقبلة
- الحفاظ على التوازن بين البشر والطبيعة
- تحقيق وصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه بأنّ الامتناع عن الأكل والشرب (الصوم) يفقد أهمّيته في حال لم يكن المرء واعيًا لتصرّفاته ولتطوّره الشخصي.
- تحقيق المعنى الإلهي السامي باستخلاف الإنسان على الأرض لإصلاحها والحفاظ عليها وإعمارها كقيمة وثيقة الصلة بشهر رمضان المبارك بوجهٍ خاصّ.
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز