لبنان الحزين.. الأزمة الاقتصادية تعصف بطقوس رمضان
لبنان حزين، لا أجواء رمضانية فيه، فالبلد الذي اعتاد استقبال الشهر الكريم بالزينة والتحضيرات المختلفة، لم يتخذ أي خطوة في هذا الصدد.
المفتش العام المساعد لدار الفتوى وإمام جامع الإمام علي في بيروت، الشيخ حسن مرعب قال لـ"العين الإخبارية" إن "الوضع سيء، الناس تخشى من الجوع في رمضان، فمن المعروف أن موائدنا في العادة تكون غنية، لكن هذه السنة سيواجه الناس صعوبة في تأمين طعامهم، ولا يعلمون إن كانوا سيتمكنون من إعداد ولو طبخة واحدة، في وقت تستمر فيه الأسعار بالارتفاع، وما زاد الطين بلّة الأزمة الروسية الأوكرانية".
وأضاف: "في شهر رمضان الماضي تقدّم خيرون بتوزيع اللحوم على المحتاجين، وكان يتراوح سعر الكيلو منها بين 40 و50 ألف ليرة، أطلقنا حملة استفاد منها ما يقارب 700 عائلة".
وتابع: "لكن هذه السنة حتى الآن لم يتقدم أحد للتبرع، فقد تغيرت ظروف فاعلي الخير، من هنا أقول لا أعلم كيف سيمر علينا رمضان، ولكن الأرزاق بيد الله ولا أحد يموت من الجوع، لكن لا شك أن الظروف صعبة".
ولفت الشيخ مرعب إلى أنه لم يتم تزيين مسجد الإمام علي حتى الآن، وقال: "قبل أيام وجدت بعض لمبات الإنارة الخاصة بالمسجد لا تعمل، لكنني خجلت من أن أطلب من الناس لاستبدالها، فالأولوية الآن أن يتمكن اللبنانيون من تأمين الطعام والشراب".
وحتى الآن لم تشتر سعاد منيمنة، ابنة بيروت، أي شيء استعداداً للشهر الكريم، وقالت: "سعر جالون الزيت وصل إلى نصف مليون ليرة، الجبن سعره مرتفع جداً كذلك رقاقات العجين، ما يعني أنني لن أحضر السمبوسك قبل حلول رمضان، كذلك لم ولن أشتري اللحوم والدجاج لأحفظها في الثلاجة".
وأضافت سعاد: "وجبة الإفطار هذا العام ستكون مختلفة جداً عن الأعوام الماضية، حيث بالكاد ستتمكن من إعداد الطبخة الرئيسية، متسائلة: "لا نعلم كم سيكلفنا صحن الفتوش، وهل سيختفي عن مائدتنا هو الآخر، أما الحلويات فأمرها محسوم إذ سنكون محظوظين لو تذوقناها مرة أو مرتين طوال الشهر الكريم، كذلك لن يكون بإمكاننا شراء الجلاب".
وتابعت: "لدي أربعة أولاد، اثنان منهما يصومان لكن إفطارهما لن يكون بالتأكيد كما يرغبان، هما يعلمان واقع الحال، وأن الأمر لا يقتصر علينا وحدنا بل يطال الغالبية العظمى من اللبنانيين".
كذلك حال محمد قزعون ابن بلدة قب الياس الجبلية الذي شدد على أن رمضان يطل هذا العام في ظل أصعب الظروف، وقال: "نأسف على الحال الذي وصلنا إليه حيث أصبحنا عاجزين عن تأمين الوقود للتدفئة والطعام لعائلتنا، حتى التمور التي تعتبر من أساسيات هذا الشهر تجاوز سعر الكيلو منها 300 ألف ليرة، لن تكون اللحوم والدجاج على مائدتنا لا بل حتى العصائر، ومع هذا لن نفقد الأمل، وبما أن رمضان شهر الخير سيمر بإذن الله أفضل من الشهور الماضية".
aXA6IDMuMTQ1LjEwMi4xOCA= جزيرة ام اند امز