انقطاع الكهرباء يفاقم معاناة اللبنانيين.. ارتفاع مخاطر الإصابة بالتسمم
وصلت الانعكاسات السلبية لانقطاع الكهرباء في لبنان إلى حد تهديد صحة اللبنانيين بمخاطر التعرض للإصابة بالتسمم الغذائي.
ويأتي ذلك نتيجة عدم القدرة على حفظ الأطعمة والمواد الغذائية في المنازل والمطاعم والسوبرماركت بشكل سليم.
وواجه عدد من اللبنانيين أوجاعاً في البطن بعد تناول الطعام إما من خارج المنزل أو المعدّ داخله، واكتفى بعضهم بتناول الحبوب المسكنة إن توفرت وأدوية مطهرة للمعدة، وبعضهم الآخر لم يتحمل الألم، فقصد المستشفى لتلقي العلاج.
وبين هذا وذاك أكدت مديرة الوقاية الصحية في وزارة الصحة اللبنانية الدكتورة جويس حداد لـ"العين الإخبارية" أنه "علمياً تحفظ المأكولات بطريقتين، إما على درجة حرارة منخفضة أو تعالج على درجة حرارة مرتفعة أي عبر الطبخ، أما إذا تعدت الحرارة الخمس درجات وما فوق تتكاثر البكتيريا بشكل سريع وتصل إلى نسبة تضر بصحة الإنسان، وكما هو معلوم فإن انقطاع الكهرباء يؤدي الى فساد المأكولات من هنا يأتي الخوف من تكاثر البكتيريا".
وأكدت حداد أنه "لا يمكن ربط حالات التسمم بانقطاع التيار الكهربائي أو غيره من الأسباب كأن تكون تحتوي المأكولات على نسبة بكتيريا مرتفعة" لافتة إلى أن "حالات التسمم تزداد في هذه الفترة من كل سنة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فعلى سبيل المثال شراء المأكولات من السوبرماركت والتوجه بها إلى المنزل يحتاج وقتاً ما يعرضها إلى حرارة مرتفعة وبالتالي إمكانية انتشار البكتيريا فيها، كما أنه في فصل الصيف يزيد عدد المناسبات، من حفلات زفاف وغيرها، حيث تعرض المأكولات على الطاولات لوقت طويل، ما قد يؤدي إلى التسمم".
وعن عدد حالات التسمم التي سجلت في لبنان هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية أجابت "لا يمكن المقارنة مع السنة الماضية كون المطاعم كانت مغلقة نتيجة تفشي وباء كورونا، كنا في حجر ومنعت كذلك المناسبات، أما بالمقارنة مع سنة 2019 فقد شهدنا 70 حادثة في حين سجلنا سنة 2021، 32 حادثة، وللتوضيح الحادثة تعني مناسبة وتشمل 3 أشخاص وأكثر، كما سجلنا 654 حالة تسمم سنة 2019 أما هذه السنة فقد وصل الرقم حتى الآن الى 210 حالات".
وعن النصيحة التي توجهها حداد للمواطنين قالت "أن يحافظوا على حرارة البراد من خلال عدم فتحه المتكرر خلال انقطاع الكهرباء، وعدم ترك المأكولات لوقت طويل من دون تبريد، إضافة إلى تجنب وضع المأكولات على الموائد في المناسبات لفترة طويلة".
"انقطاع الكهرباء عن براد بين أربع إلى ست من دون فتحه بشكل مستمر لا يضر بالطعام لكن إن طالت مدة التقنين يعني أننا أمام خطر التسمم" بحسب ما أكدته اختصاصية التغذية والصحة العامة ميرنا الفتى لـ"العين الإخبارية" مقدمة نصائح للحفاظ على سلامة المأكولات الغذائية منها "ضرورة وضع البيض داخل البراد وليس على بابه كما يفعل الكثيرون، وذلك كي لا يتعرض للتعرق، ما يعني تسلل البكتيريا المتواجدة على القشرة إلى داخل البيضة، إذ عندها يصبح تناولها خطراً ويعرضنا إلى الاصابة بالسلمونيلا، كذلك الأمر فيما يتعلق بالكاتشاب والخردل وغيرها التي يجب استبدال مكانها إلى داخل البراد".
كما تطرقت الفتى إلى ضرورة "تغليف الجبن بشكل محكم ليس فقط من خلال وضعها داخل علبة بل لفها بالسيلوفان كذلك، واذا كان لدينا عدد من انواع الجبن يفضل وضعها في الثلاجة، وفي حال قطعت الكهرباء ما بين اربع الى ست ساعات عن اللبنة من الأفضل تنشيفها ووضعها في قطرميز، أما اذا انقطعت الكهرباء عنها لساعتين فيفضل وضع اللبنة في زيت زيتون داخل علبة، كما يفضل وضع الطبخة في الثلاجة وترك البراد للفاكهة".
وشددت الفتى على ضرورة مراقبة المأكولات داخل الثلاجة قائلة "اذا كان الثلج يغطيها فلا مشكلة، ولكن في حال ذوبان الثلج عنها يجب تناولها على الفور"، لافتة إلى ضرورة "وضع الخضار داخل كيس كبير في الثلاجة، وإبعاد اللحوم الحمراء عنها وعن السمك والدجاج، فلكل منها بكتيريا مختلفة وفي حال تداخلها يعني أننا أمام مخاطر الإصابة بالسلمونيلا والتكسو بلازما وغيرها"، وإلى عشاق المثلجات (البوظة) نصحت الفتى "بأن يقتصر الأمر في هذه الفترة على الخالية من الكريمة كون انقطاع الكهرباء عن الأخيرة يؤدي إلى التسمم وإن كان الحليب مبستراً".
وعن عوارض التسمم قالت الفتى "وجع رأس، غثيان، تقيؤ، إسهال محدود قد يتحول إلى إسهال قوي ما يفقد جسم المريض الماء والمعادن كالبوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم ويؤدي إلى جفاف"، مشيرة إلى أن "الأمر يتعلق بنوع التسمم فإذا كان بكتيريا قد يوصل إلى التهاب في الأمعاء ويتطلب دخول المستشفى" محذرة: "التسمم الغذائي قد يسبب الموت خاصة عندما يصيب الاولاد".