بالصور.. الروهينجا.. قصص الهروب من جحيم العنصرية
قصص معاناة مسلمي الروهينجا خلال محاولة هروبهم من ميانمار
يضطر مسلمو الروهينجا لاتخاذ مسارات خطرة عبر أحد الأنهار القريبة للهرب من ميانمار إلى بنجلاديش؛ حيث يقولون إن شرطة ميانمار تبعدهم عن الحدود وتجبرهم على اتخاذ هذا الطريق.
أكثر من 160 ألفاً عبروا الحدود الآن منذ آخر موجة عنف اندلعت في 25 أغسطس/آب، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، جنباً إلى جنب مع الآلاف الذي يصلون يومياً.
وفي أعقاب تقارير حول الإصابات بسبب الألغام الأرضية على الحدود، يقول الوافدون الجدد إن مسارات الخروج تم إغلاقها.
ونظراً للوضع الخطر للهاربين من ميانمار، أجرت صحيفة "تلجراف" البريطانية حواراً مع سيدة ولدت طفلها خلال رحلتها إلى الحدود.
حميدة كانت في الشهر الأخير لحملها عندما دق العنف أبواب قريتها الواقعة في ولاية راخين، وهنا تقول: "سمعت صوت إطلاق نار، فنظرت إلى الخارج لأجد القرية تحترق، هربت لأنقذ حياتي أنا وابني الذي لم يولد بعد، لم أتمكن من التفكير حينها في شيء سوى الفرار".
حميدة هربت مع زوجها وشقيقتها وأفراد آخرين من أسرتها. في البداية اختبئوا في الغابة للمرور من مرحلة الخطر، ثم بدأوا بعد ذلك رحلتهم إلى بنجلاديش، لكن المفاجئة أنه في اليوم التالي أتاها المخاض.
تقول حميدة: "كنت أشعر بآلام مبرحة، الطبيب ساعدني، ولم يكن هناك أدوية".
حميدة ولدت طفلها على جانب الطريق، وفي حالة من التوتر والارتعاش، بدأ زوجها شوبيور رحمن في سرد قصة مشاهدته زوجته بينما تعاني.
حكى رحمن أنه كان عاجزاً حينها، ولم يكن هناك أحد لمساعدة زوجته، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك قابلات أو أطباء أو أدوية على الإطلاق.
لكن بعد استراحة استمرت بضع ساعات وقفت حميدة على قدميها وبدأت في السير، لكن الآن أصبح لديها هماً أكبر، ألا وهو كيف ستطعم وليدها؟
هذة العائلة الصغيرة ليس لديها أقارب في بنجلاديش، ولا يعلم أفرادها أين يجدوا مكانا للإقامة، وفي جنوب غرب بنجلاديش، المدن والقرى مكدسة باللاجئين الذين بدأوا يتدفقون فجأة.
أيضاً هناك محمد زوبير، الذي سار بقدميه الحافيتين وسط طين يصل إلى كاحليه، حاملًا ابنه الرضيع على كتفيه لإبقائه آمناً، بعيداً عن تلك الأرض الرطبة المتسخة.
عندما وصل زوبير إلى الحدود أوقفه حارس بورمي من شرطة الحدود، بينما يوجه السلاح نحوه، وأمره بالابتعاد.
وقال زوبير: "كان من الصعب اتخاذ المسار الآخر، نهر ناف يتدفق بسرعة كبيرة، والأطفال كانوا خائفين".
النساء والأطفال ركبوا على متن قوارب محدودة الأعداد، بينما الرجال والأولاد الأكبر سناً كانوا مجبورين على السباحة.
ويستكمل: "شرطة ميانمار تريد تصعيب أمر المغادرة علينا قدر الإمكان، لماذا؟ إنهم لا يرغبون في تواجدنا هناك، إذاً لم لا يدعونا نغادر؟".
ومن جانبه، أكد أحد عناصر حرس الحدود ببنجلاديش التقارير التي تقول إن هناك أشخاصا لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم عبور نهر ناف، مشيراً إلى أن الحدود من ناحية بنجلاديش مفتوحة.. وستبقى هكذا.