لافتداء شريك "رئيسي" في الإبادة.. إيران على وشك إعدام الباحث السويدي
لا تزال إيران متمسكة بنهجها في ابتزاز الدول عبر وسائل ضغط غير إنسانية تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية.
وتأتي قضية الباحث السويدي الإيراني أحمد رضا جلالي، لتكون حلقة جديدة في مسلسل هذا الابتزاز، حيث تتهمه إيران بالتجسس لصالح إسرائيل وتلوح بإعدامه، لتضغط على القضاء السويدي وتوقف بالمقابل محاكمة حميد نوري، المعروف بـ"جلاد لجنة الموت".
وبحسب مصدر مطلع، فإن الحادث مرتبط بحقيقة أن إيران هددت بخطف وسجن مواطنين سويديين، كرد فعل على احتجاز ومحاكمة مسؤول إيراني في السويد لارتكابه إبادة جماعية.
وقال المتحدث باسم القضاء الإيراني، ذبيح الله خدائيان، اليوم الثلاثاء، إن حكم الإعدام الصادر بحق جلالي مطروح على جدول الأعمال وسيتم تنفيذه، دون أن يحدد موعدا لذلك.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية -شبه الرسمية- الأسبوع الماضي أن الباحث السويدي-الإيراني، المحكوم عليه بالإعدام بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، سيتم إعدامه بحلول 21 مايو/أيار.
وقالت مصادر لصحيفة "أفتون بلادت" السويدية، إنه تم اعتقال الباحث السويدي في وقت كان من المقرر أن يغادر فيه إيران بعد بضعة أيام من وجوده هناك بغرض السياحة، واصفة اعتقال السلطات الإيرانية له بأنها "عملية اختطاف"، لافتداء مسؤول سابق بالسلطة القضائية في النظام الإيراني يُحاكم في السويد.
وحميد نوري، التي تحاول السلطات الإيرانية أن تفلته من المحاكمة، متهم بالمشاركة في إعدامات جماعية لسجناء سياسيين في سجن "جوهاردشت" بمدينة كرج عام 1988، وهو محتجز حاليًا في السويد حيث يحاكم.
لعبة الخطف والترهيب
وفي طريقة معهودة للابتزاز طالبت إيران عبر قنوات مختلفة الحكومة السويدية بالتدخل والإفراج عن رجلها المتهم بجرائم إبادة، فيما الحكومة السويدية ترد بأن قضاءها مستقل، ولا يمكنها إطلاق سراح المتهم بالتدخل في عمل المحاكم.
وكتصعيد إضافي، ذكرت إيران أن المواطنين السويديين في إيران ليسوا بأمان، وفقاً للصحيفة السويدية، مشيرة إلى أن مواطنين سويديين تلقوا رسالة من الجانب الإيراني مفادها "أنتم تعتقلون مواطنينا، إذا يجب أن تنتبهوا لمواطنيكم في بلدنا".
في اليوم الأخير من محاكمة حميد نوري بالسويد، أعلنت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن إعدام أحمد رضا جلالي، سيتم تنفيذه في الأسبوعين المقبلين، بعد إدانته بالتجسس لصالح إسرائيل.
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي نفى فيه جلالي مرارًا وتكرارًا جميع التهم الموجهة إليه، وذكر أنه أُجبر على الاعتراف تحت التعذيب الجسدي والنفسي.
وفي السنوات الأخيرة، اعتقلت الحكومة الإيرانية أعدادًا كبيرة من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية بتهم مختلفة، بما في ذلك التجسس أو التعاون مع أجهزة أمنية أجنبية أو العمل ضد النظام، وتم تبادل بعض هؤلاء مع سجناء إيرانيين في دول أخرى.
وقد أدانت الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم عمليات الاعتقال التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد مزدوجي الجنسية أو الأجانب، معتبرة أنها "ابتزاز" بهدف "تحقيق أهداف سياسية".
وبدأت السويد محاكمة القاضي الإيراني السابق حميد نوري، بالتزامن مع تسلم إبراهيم رئيسي للحكم، شريكه في عمليات إعدام جماعية لمعارضين، وفقا لتقارير حقوقية، وشهادت ذوي الضحايا.
ومحاكمة نوري وهو نائب مدعٍ عام سابق، متهم إلى جانب الرئيس الإيراني الحالي بارتكاب عمليات إعدام جماعية لمعارضين للنظام، أمر بها المرشد الراحل آية الله الخميني في صيف عام 1988، إجراء غير مسبوق في الدولة الأوروبية، في هذا الملف الحساس للغاية.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA=
جزيرة ام اند امز