"عنتيل الإخوان".. أساء للإسلام بجرائم أقلها الاغتصاب
الجريمة الكبرى لرمضان هو رسم صورة سيئة لشخص منتسب للإسلام، وما يعقد الأمور وصفه بـ"مفكر إسلامي"، حيث أصبح أسوأ واجهة للإسلام
دأبت وسائل الإعلام والصحف المصرية على وصف المهووسين جنسيا ومرتكبي جرائم الاغتصاب والتحرش المتكررة بـ"عنتيل"، ومع تعدد جرائم الاغتصاب المتهم فيها حفيد مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، طارق رمضان، جاز أن يطلق عليه "عنتيل الإخوان".
وفي جريمة اغتصاب جديدة خرجت علينا الأنباء لتعلن توجيه القضاء الفرنسي تهمة الاغتصاب لرمضان، بعد شكوى امرأة خامسة ضده.
والخميس الماضي، عقدت الجلسة الثانية من التحقيقات الجارية مع طارق رمضان، المتهم بأربع جرائم اغتصاب، وبحسب تقارير إعلامية فقد شهدت الجلسة الثانية مواجهة طارق رمضان مع السيدة التي تتهمه باغتصابها، وتدعى "بريجيت".
ربما لا يكون الاغتصاب هو الجريمة الكبرى لرمضان، لكن جريمته الكبرى هو رسم صورة سيئة لشخص منتسب للإسلام، وما يعقد الأمور وصفه بـ"مفكر إسلامي"، حيث أصبح أسوأ واجهة للإسلام، كما لا يمكن تغافل انتمائه الفكري لإحدى جماعات الإسلام الراديكالي التي تنتهج العنف كوسيلة للتغيير وهي جماعة الإخوان.
وفي محاولة لكبح جماح الملاحقات القضائية ضده، شن طارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية من خلال أنصاره، حربا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد القضاء الفرنسي، مستغلا شعارات "الإسلاموفوبيا" وكراهية الإسلام، على نهج جماعته الإرهابية.
سفير جماعة الإخوان الإرهابية
ويواجه رمضان -الذي يوصف بأنه سفير جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا- 5 قضايا اغتصاب في فرنسا وسويسرا، من بينها تهمة اغتصاب لفتاة من ذوي الاحتياجات.
وقالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن خط دفاع رمضان الجديد سيرتكز على استغلال مسألة "الإسلاموفوبيا"، أي التحامل والكراهية والخوف من الإسلام، زاعما أنه يتعرض للعنصرية من جانب القضاء الفرنسي.
وأضافت الصحيفة أن ضحايا حفيد مؤسس الإخوان ومحاميهم يتلقون تهديدات منتظمة، ويتعرضون للسب والقذف من قبل أقارب وأنصار طارق رمضان.
ونوهت بتعرض هند عياري، أول سيدة قامت بملاحقة رمضان قضائيا بتهمة اغتصابها والاعتداء عليها جنسيا، للسب والضرب في محيط مدينة روان الفرنسية، ورفعت دعوى قضائية جديدة بهذه الواقعة.
وفي ٧ مايو الماضي كان الكاتب والصحفي الفرنسي السويسري إيان هامل ومؤلف كتاب "طارق رمضان .. قصة دجال" في مرمى اعتداءات أنصار حفيد مؤسس الإخوان، وتعرض للاعتداء، حسب ما ذكر موقع ميديا بارت الإخباري الفرنسي.
وبدأت قضية رمضان عام 2017، حين رفعت الناشطة النسوية هند العياري و"كريستيل" شكوى ضده لاتهامه بالاغتصاب في 2009 و2012.
ووجهت إلى من يوصف بـ"المفكر الإسلامي" في إطار هاتين القضيتين تهمة "الاغتصاب" و"اغتصاب شخص ضعيف"؛ إذ إن "كريستيل" من ذوي الاحتياجات الخاصة.
رمضان الذي يوصف بأنه سفير جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا، يخضع حاليا للمراقبة القضائية وممنوع من مغادرة الأراضي الفرنسية، إلا أنه لم يزل نشطا على شبكات التواصل الاجتماعي.
الشيطان في جسد
عرضت محطة "فرانس إنفو" فيلما وثائقيا عن طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان المتورط في قضايا اغتصاب وتهديد بالقتل في فرنسا وسويسرا.
وحملت فقرة رمضان عنوان "شيطان في جسد"، طارحة سؤالا هل هو حقاً مفكر ديني سويسري كما يزعم؟
وطرح الوثائقي أسئلة على عدة سيدات من ضحايا طارق رمضان اللاتي اتهمنه بالاغتصاب، والذي دائماً ما يعرض نفسه كرجل إيمان، في حين أن الوجه الحقيقي له مغتصب مدعي التدين، استغل جاذبيته وقدرته على الإقناع على شاشات التلفاز في الإيقاع بالسيدات لاغتصابهن.
وأعطى الفيلم الوثائقي الكلمة لعدة نساء فرنسيات وسويسريات وأمريكيات اتهمن رمضان بالاعتداء الجنسي، فروت إحدى الضحايا قائلة: "إنه رجل كان يمثل نموذجا لمجتمعه طوال حياته، لكنه يخفي وراء ذلك وجها آخر، وجها مزدوجا".
المفكر الديني المدعي، الذي تجري محاكمته من قبل العديد من النساء الفرنسيات والسويسريات والأمريكيات بتهمة الاعتداء الجنسي والاغتصاب، هو الآن قيد التحقيق وينتظر المحاكمة.
وفي اعتراف فج قال طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، إنه مارس الجنس مع النساء اللواتي اتهمنه بجرائم جنسية، مشيرا إلى أن هذه الممارسات كانت بالتراضي معهن.
وأضاف رمضان خلال حواره مع قناة "RMC" الفرنسية، في سبتمبر/أيلول الماضي أن الدعاوى القضائية التي قدمتها هؤلاء النساء ضده، واتهامهن له باغتصابهن، ما هي إلا مكيدة منهن للإيقاع به.
وأكد أن تكذيبه في السابق بشأن عدم ممارسة هذه الأفعال كان محاولة منه لحماية نفسه، قائلا: "أطلب أن يسامحني الله، وكذلك عائلتي، والذين أصيبوا بإحباط تجاهي من الجالية المسلمة بسبب أفعالي".
وكانت التحقيقات مع حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان بدأت في فبراير عام 2018، بعد اتهامه بالاغتصاب من قبل سيدتين، وقضى 9 شهور في الحبس احتياطيا، وأُفرج عنه لاحقا.
وجه رمضان الحقيقي
طارق سعيد رمضان ولد في 26 أغسطس 1962 في جنيف، سويسرا وينظر إليه كـ" مفكر" سويسري من أصل مصري، وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا من أمه، ونجل سعيد رمضان سكرتير البنا، وأخوه هو هاني رمضان أستاذ وإسلامي سويسري ومدير مركز جنيف الإسلامي.
بدأت قصة رمضان مع قضايا الاغتصاب نهاية عام 2017، عندما تقدمت امرأتان فرنسيتان بشكوى ضد رمضان متهمتاه إياه بالاغتصاب.
يعمل طارق رمضان كأستاذ دكتور متخصص في الفكر الإسلامي، ومحاضر في جامعة أوكسفورد ببريطانيا وجامعة فرايبورغ بألمانيا، ويعتبر سفيرا لجماعات الإسلام السياسي خاصة الإخوان في أوروبا.
في 31 يناير 2018، قامت السلطات الفرنسية بإيقافه بباريس، وإخضاعه للاستجواب على خلفية قضيتي اغتصاب تعودان إلى عامي 2009 و2012.
وفي الثاني من فبراير 2018، بعد يومين من توقيفه رهن التحقيق، طلبت النيابة العامة وضع طارق رمضان قيد التوقيف الاحتياطي.
في 23 أكتوبر 2018 اعترف طارق بإقامة علاقة جنسية مع الامرأتين، لكنه شدد على أن تلك العلاقة كانت بالتراضي وليس اغتصاباً وأجبر طارق على هذا الاعتراف بعد الكشف نهاية سبتمبر عن مئات الرسائل الهاتفية القصيرة من هاتف قديم لكريستال.
وفي الثاني من ديسمبر 2018، كشفت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية عن العثور على 776 صورة إباحية وجنسية على هواتف وحواسيب ووسائط حفظ البيانات الخاصة بطارق رمضان.