
تتصدر المعادن النادرة إلى جانب السباق التكنولوجي لاسيما في الذكاء الاصطناعي موقعاً أساسياً في قلب التنافس العالمي على الهيمنة.
وتنبع أهمية هذه المعادن من خصائصها الكيميائية والفيزيائية الفريدة، والتي تجعلها ضرورية في العديد من التطبيقات التكنولوجية والصناعية الحيوية.
وتسمى أحيانا بالعناصر الأرضية النادرة وتشمل قائمة من 17 عنصراً كيميائياً، أصبحت على مدى العقود الماضية مطلوبة بشكل كبير بسبب استخدامها في العديد من التقنيات المتقدمة.
وتشمل الاستخدامات النهائية للمعادن الأرضية النادرة إنتاج المغناطيسات والبطاريات والمحفزات والشاشات وغيرها. وتعتمد العديد من الصناعات بشكل كبير على هذه المعادن بسبب خصائصها الفريدة التي لا يمكن استبدالها. وبلغ الإنتاج العالمي من أكاسيد المعادن الأرضية النادرة حوالي 390000 طن متري في عام 2024.
الصين
ووفقاً لتقرير نشرته "ستاتيستا Statista" -مؤسسة الأبحاث والاستشارات الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين- فإنه بفضل امتلاكها لأكبر الاحتياطيات المعروفة عالميًا، ليس من المستغرب أن تمثل الصين وحدها نحو 69% من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2024.
وتحتفظ الصين بالمركز الأول عالميًا في إنتاج المعادن الأرضية النادرة بالفعل به منذ سنوات. وتُعد منطقتا منغوليا الداخلية وسيتشوان من أهم المقاطعات المنتجة في الصين. وفي عام 2024، جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية عالميًا، حيث أنتجت نحو 45000 طن متري من مركزات معدن الباستناسايت (bastnäsite) بما يعادل أكاسيد المعادن النادرة، بالإضافة إلى 1300 طن متري من المركبات والمعادن النادرة. ومع ذلك، تُعد الولايات المتحدة أيضًا مستوردًا رئيسيًا لهذه المعادن، حيث جاء ما يقرب من ثلاثة أرباع وارداتها من الصين في عام 2023، بينما جاء الباقي من ماليزيا، إستونيا، اليابان ودول أخرى.
نظرًا لسيطرة الدولة على صناعة المعادن النادرة في الصين، فإن هناك عددًا قليلاً فقط من الشركات الكبرى من دول أخرى تشترك في نصيب من السوق. ومن بين أبرز الشركات غير الصينية شركة Lynas Corporation الأسترالية. وتشمل الشركات الرائدة الأخرى Iluka Resources وAvonlea Minerals وArafura Resources، وجميعها مقراتها في أستراليا.
وفي عام 2024، شهدت أسعار المعادن النادرة انخفاضًا كبيرًا بسبب فائض العرض وتراجع الطلب في العديد من قطاعات الاستخدام النهائي. وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تظل الصين المنتج الرئيسي للمعادن النادرة حتى عام 2030، بينما يُتوقع أن تحل أستراليا محل الولايات المتحدة كثاني أكبر منتج بحلول ذلك الوقت.
أكبر مالكي المعادن النادرة
وفي تقرير أخر نشرته منظمة "وورلد بوبيوليشن ريفيو World Population Review" -المختصة في تقديم بيانات وإحصائيات حول سكان العالم-، أشارت أحدث الإحصاءات إلى أن الصين تتصدر المشهد العالمي، باحتياطي يقدر بنحو 44 مليون طن متري. وتأتي فيتنام في المرتبة الثانية باحتياطي يبلغ 22 مليون طن، متقدمة بفارق بسيط على البرازيل التي تمتلك نحو 21 مليون طن. ورغم الفارق الكبير مع الصين، إلا أن البلدين يُعدّان من أهم المنافسين على خريطة إنتاج المعادن النادرة في المستقبل القريب، خصوصًا مع جهود التنمية والاستثمار في قطاع التعدين.
أما في المرتبة الرابعة، فتأتي روسيا باحتياطي يقدر بـ10 ملايين طن متري، تليها الهند بحوالي 6.9 مليون طن، مما يجعلها أيضًا من الدول التي تملك قدرات واعدة في هذا المجال، وإن كانت أقل من نظيراتها من حيث الحجم.
ويمثل هذا التوزيع الجغرافي تحديًا استراتيجيًا لبقية دول العالم، وعلى رأسها الدول الصناعية الكبرى، في سبيل تأمين سلاسل التوريد وضمان استقرار الصناعات التقنية والدفاعية المعتمدة بشكل مباشر على هذه العناصر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز