شركة المعادن النادرة.. سلاح صيني عملاق في حرب التجارة
على خلفية الحرب التجارية مع أمريكا، لجأت الصين إلى سلاح تجاري لكن من النوع النادر الذي قد يمكنها من تعطيل أبرز الصناعات العالمية.
و أعلنت الصين، الخميس، عن إطلاق شركة عملاقة للمعادن النادرة تحت اسم المجموعة الصينة للمعادن النادرة، ومن شأن هذا الإعلان أن يشعل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وخاصة أن الدولة الآسيوية العملاقة هي أكبر منتج للمعادن النادرة في العالم.
والمعادن النادرة هي مجموعة من 17 عنصرا هى لانثانوم، سيريوم، براسيوديميوم، نيوديميوم، بروميثيوم، سماريوم، يوروبيوم، جادولينيوم، تيربيوم، ديسبروسيوم، هولميوم، إربيوم، ثوليوم، إيتربيوم، لوتيتيوم، سكانديوم، وإيتريوم.
- عودة تسلا إلى نادي التريليون دولار.. مغامرات "إيلون ماسك" المثيرة
- لمتحدثي العربية.. وظيفة روسية براتب خرافي لكن الشروط "خيالية"
وتستخدم خصوصا في الهواتف الذكية وشاشات البلازما والمركبات الكهربائية وفي الأسلحة أيضا، والطائرات المقاتلة، والمكونات الداخلة في كافة الأجهزة الإلكترونية المتقدمة تقريباً. كما أن تلك المعادن ضرورية في العديد من تقنيات الطاقة النظيفة المتوقع ظهورها في المجال العام خلال العقد الحالي.
وخلافا لما يوحي به اسمها، فإن المعادن النادرة وفيرة نسبيا. لكنّ خصائصها الكهرومغناطيسية وهي حيوية في القطاع، تجعل منها معادن استراتيجية، كما أنَّ استخراجها عملية صعبة وباهظة التكاليف.
وأعلنت الحكومة الصينية في مرسوم إنشاء "مجموعة تشاينا للمعادن النادرة" المرتبطة مباشرة بالدولة. وأنشئت هذه المجموعة نتيجة اندماج 3 شركات كبيرة هي "مجموعة تشانتشو للمعادن النادرة" و"شينالكو" و"تشاينا ماينميتالز كورب".
هيمنة صينية
وبحسب المرسوم فإن بكين حددت حصص تصدير هذه المواد لحماية مواردها المهددة بالاستنفاد، وتعتمد أمريكا وأوروبا على الصين في توفير احتياجتها من هذه المعادن.
تهيمن الصين على سوق العناصر الأرضية النادرة على مستوى العالم. حيث يوجد حوالي 35% من احتياطيات العناصر النادرة في الصين، وهي الأعلى في العالم، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وقالت الهيئة أيضا إن الصين أنتجت 120 ألف طن متري أو 70% من إجمالي العناصر الأرضية النادرة في عام 2018، مقارنة بالولايات المتحدة التي استخرجت 15 ألف طن متري من التربة النادرة في نفس العام.
كما أن الاحتياطيات الأمريكية تتضاءل مقارنة بالصين. حيث تمتلك الولايات المتحدة إجمالي 1.4 مليون طن متري من الاحتياطيات، مقابل 44 مليون طن متري من الاحتياطيات في الصين.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ففي العام 2019، حصلت الولايات المتحدة على 80% من وارداتها من المعادن النادرة من الصين.
أما الاتحاد الأوروبي فحصل من الصين على 98% منها، وفق تقرير المفوضية الأوروبية الصادر في سبتمبر/أيلول 2020، وفقا لما ذكرته فرانس برس.
سلاح صيني في وجه العالم
في إطار المشاحنات التجارية والجيوسياسية، تشعر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالقلق من الاعتماد المفرط على العملاق الآسيوي في هذا المجال ويسعان إلى تنويع إمداداتهما.
فالصين التي تسيطر على ما يقرب من 80% من سوق العناصر الأرضية النادرة، ما بين ما تعمل على استخراجه بنفسها، أو العمليات الجارية على المواد الخام من أماكن أخرى حول العالم، استخدمت العناصر النادرة كتهديد خلال حربها التجارية مع الولايات المتحدة في عام 2019، عندما هددت بكين بقطع الإمدادات عن الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء بلومبرج.
تقييد الإمدادت
وإذا ما قررت الحكومة الصينية الاستعانة بسلاح تقييد الإمدادات من هذه العناصر – الأمر الذي هدَّدت به بكين من قبل – فمن شأن ذلك أن يخلق تحديات هائلة أمام المصنعين، فضلاً عن المأزق الجيوسياسي أمام العالم الصناعي، بحسب بلومبرج
وقد يحدث ذلك بالفعل. ففي عام 2010 هدَّدت الحكومة الصينية بقطع الصادرات إلى اليابان بشأن جزر «سينكاكو» المتنازع عليها بينهما.
وقبل عامين، أفادت التقارير الواردة باعتزام الحكومة الصينية النظر في فرض قيود على الصادرات إلى الولايات المتحدة بصورة عامة، وأيضاً ضد عدد من الشركات الأمريكية المعينة - مثل شركة الصناعات الدفاعية الأمريكية العملاقة لوكهيد مارتن - والتي تعتبرها الصين تمثل انتهاكاً لسياساتها ضد مبيعات الأسلحة المتقدمة إلى تايوان.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز