حمدان بن راشد.. فارس الرياضة الإماراتية يترجل
لم يقتصر دور الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية الإماراتي الراحل، على الحياة السياسية والاقتصادية فحسب، بل كانت له أيادٍ بيضاء على الرياضة الإماراتية بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في وقت سابق الأربعاء، وفاة أخيه الشيخ حمدان بن راشد.
وبخلاف رئاسة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، لنادي النصر، عميد الأندية الإماراتية، كان رياضيا من الطراز الرفيع، وله العديد من الإسهامات في تطوير الرياضة الإماراتية.
نادي النصر
ويعتبر الشيخ حمدان بن راشد أقدم رئيس نادٍ في العالم، حيث ترأس نادي النصر منذ تأسيسه في عام 1960 حتى رحيله.
يقول المؤرخ الرياضي محمد الجوكر، في مقال نشره بصحيفة البيان الإماراتية، إن الشيخ حمدان بن راشد خلال فترة رئاسته للنادي، قدم دعما غير محدود، وأسهم في النهضة الشاملة فيه حتى صار منبع الأبطال في مختلف الرياضات، وأصبح واحداً من أكثر الأندية احتضاناً للألعاب الرياضية.
وخلال فترة رئاسته، وتحديدا في عام 1978 تم افتتاح استاد آل مكتوم، ملعب نادي النصر، الذي يعد أحد الملاعب المتميزة في قلب لؤلؤة الخليج، حيث استضاف العديد من البطولات الدولية والعربية، وأيضاً أهم وأبرز الأحداث الرياضية الكبرى.
وكان ملعب النصر مسرحاً على مدار سنوات طويلة لزيارة أهم الأندية العالمية مثل سانتوس ونجمه الأسطوري بيليه عام 1970، وساوباولو البرازيلي خلال زيارته لدبي عام 1973.
واستضاف الملعب كذلك ليفربول الإنجليزي مرتين إحداهما عام 1978 وكان وقتها متوجاً بأبطال أوروبا، ثم أرسنال الإنجليزي شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1976 ومارس/ آذار 2019، ونوتنجهام فورست وأستون فيلا ومعسكرات أندية ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ وهامبورج وبروسيا مونشنجلادباخ.
وفي عهده، تحول استاد آل مكتوم إلى تحفة معمارية رائعة، وتم افتتاحه بعد التطوير في مارس/آذار من عام 2019، بتكلفة 500 مليون درهم.
ولم يقتصر اهتمام الشيخ حمدان بن راشد على نادي النصر فحسب، بل يحسب له أيضا مساهماته الكبيرة في تحويل أندية دبي إلى أندية نموذجية من خلال موقعه كرئيس للبلدية في دبي لفترة طويلة.
وعلى الصعيد العربي نظم النصر البطولة العربية الثانية للأندية أبطال الكؤوس في ديسمبر/كانون الأول عام 1991 بمشاركة عربية واسعة، حيث توج باللقب فريق الأولمبي المغربي، بعد تفوقه في النهائي على نادي المقاولون العرب المصري.
واستضاف النادي الكثير من اللقاءات والمباريات العربية، منها لقاء كأس دبي الذهبية بين المريخ السوداني والزمالك المصري عام 1990، وبطولة التعاون لكرة القدم وغيرها من المناسبات الكروية.
اتحاد الكرة
وفي يوم 23 ديسمبر/كانون الأول عام 1969، تولى الرئاسة الفخرية لاتحاد كرة القدم بدبي.
وأهدى الشيخ حمدان بن راشد كرة القدم الإماراتية، المقر الجميل لأكبر الاتحادات الرياضية والكائن بمنطقة الخوانيج، والذي أصبح بمثابة مدينة كروية رياضية مصغرة، بسبب وفرة الإمكانيات التي قدمتها الحكومة لدعم مسيرة الكرة الإماراتية.
وحسب الإعلامي محمد الجوكر، رئيس لجنة الإحصاء والتوثيق باتحاد الكرة الإماراتي، في مقاله بالبيان الإماراتية، فإن الفضل في توفير كل الاحتياجات الخاصة لمبنى اتحاد الكرة الذي يعد مفخرة على مستوى المباني الخاصة لأكبر هيئة رياضية كروية ليس فقط في الدولة وإنما على مستوى الوطن العربي يعود للشيخ حمدان.
كما أمر الشيخ حمدان بن راشد ببناء مقر جديد للجنة الأولمبية الوطنية، بتكلفة إجمالية تصل إلى 45 مليون درهم.
الرياضات البحرية
وقد ترك الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بصمات مضيئة في تاريخ الرياضات البحرية، وذلك منذ تأسيسها وبداية مسيرتها الحافلة، وأسهم كثيرا في تطورها بدعمه المتواصل والسخي حتى أصبحت هذه السباقات أحد أهم الفعاليات الرياضية في برنامج الموسم الرياضي البحري وتستقطب عددا كبيرا من شرائح المجتمع.
ووضع الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الكثير من الأفكار، وكان عام 1991 موعدا لانطلاقة أكبر وأضخم سباق تراثي بحري مع حدث القفال الذي يعد واحدا من أشهر وأهم السباقات في المنطقة العربية والعالم.
وكان السباق هو البداية التي تبعها عدد من المبادرات، حيث كان النواة في التطوير عبر القوارب الشراعية المحلية 43 قدما، ومن أفكاره سباقات السفن والقوارب الشراعية المحلية 60 و43 و22 قدما، وقوارب التجديف المحلية 30 قدما، والتي وقف وراء نجاحها حتى احتلت المكانة الأولى من حيث الشعبية وأصبح يمارسها الكثير من أبناء الدولة.
وحرص الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم أن يكون مهرجانا "القفال" تراثياً وليس سباقا فحسب، يحمل في طياته الكثير من المعاني التي تجسد ارتباط أهل الإمارات بالموروث الحضاري، وجعل التظاهرة تتحول إلى كرنفال وعرس تراثي أصيل يجمع ما يزيد عن 5000 شخص في عرض مياه الخليج لإحياء هذه الملحمة التاريخية .
كما حرص منذ تأسيس الحدث على الحضور في جميع السباقات التي أقيمت طوال السنوات الماضية إلى جزيرة /صير بونعير/ قبل يوم من الانطلاق للالتقاء مع النواخذة وملاك السفن والتحاور معهم حول كل ما يهم التراث والسباق وأهمية الوصول به إلى أفضل مستوى.
وطوال مسيرة الحدث قدم الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم دعما كبيرا وسخيا من أجل تطوير واستمرار السباق، وذلك من خلال تحفيز المشاركين ورفع قيمة الجوائز المالية والعينية، حيث بلغ مجموع الجوائز المالية في النسخ بين 1991-1993 مبلغ 3 ملايين درهم، وبين أعوام 1994-2005 مبلغ 4 ملايين درهم، ووصلت عام 2006 إلى 6 ملايين درهم، فيما أصبحت بين أعوام 2007-2015 مبلغ 10 ملايين درهم، وأضيفت إلى المبلغ بين أعوام 2016-2019، 3 سيارات، فيما تقرر رفع جوائز النسخة الـ 29 عام 2019 إلى مبلغ 12 مليون درهم، إضافة إلى 3 سيارات.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA=
جزيرة ام اند امز