"روابي".. أحدث حلقات الإرهاب الحوثي بالبحر الأحمر
قصفٌ وخطفٌ وقرصنة، ممارسات حوثية "ثلاثية الأبعاد" لم تسلم منها الأجواء والأراضي والبحار اليمنية، وحتى مياه الملاحة الدولية.
وتواصلا لجرائمها وتهديدها المتواصل للملاحة الدولية، أضافت مليشيات الحوثي جريمةً جديدة لقائمة انتهاكاتها في هذا المجال.
ولم يستثن الانقلابيون الحوثيون حتى سفن الإغاثية الإنسانية من هذا التهديد، تماما كما فعلت مساء أمس الاحد، بممارسات قرصنة واختطاف بحق سفينة الشحن الإنسانية "روابي".
التحالف العربي أعلن تعرض سفينة الشحن "ذات النداء روابي" الإغاثية الإنسانية، تحمل علم دولة الإمارات العربية المتحدة، للاختطاف والقرصنة من قبل مليشيات الحوثي، خلال إبحارها قبالة سواحل محافظة الحديدة، غرب اليمن.
وهذا ما أكدته هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، صباح اليوم الإثنين، عقب تلقيها تقارير تفيد بوقوع هجوم على سفينة قرب شواطئ اليمن على البحر الأحمر.
وأوضحت الهيئة التي تُعدّ جزءًا من البحرية الملكية البريطانية، في تغريدة عبر "تويتر"، رصدتها "العين الإخبارية" أن تقارير تلقتها تتحدث عن وقوع هجوم على سفينة قبالة ميناء "رأس عيسى" اليمني المطل على البحر الأحمر.
تاريخ من التهديد
التهديدات الحوثية للملاحة البحرية لم تكن وليدة اليوم، بل إن المليشيات تمتلك سجلا أسود في هذا الجانب، منذ انقلابها على السلطة الشرعية في اليمن.
فبدءا من عام 2015، شرعت مليشيات الحوثي، وبشكل عشوائي في نشر الألغام والقوارب المفخخة في البحر الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من السواحل القريبة.
وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2016 استهدف الحوثيون سفينة "سويفت" التابعة للبحرية الإماراتية أثناء نقلها مساعدات قبالة ميناء المخا.
وبعدها بأيامٍ فقط، وفي العاشر من ذات الشهر، أطلقت المليشيات صاروخين باتجاه المدمرة الأمريكية "يو إس إس ماسون".
وفي 30 يناير/كانون الثاني 2017، تعرضت فرقاطة سعودية لهجوم شنه مسلحون حوثيون خلال قيامها بدورية قرب ميناء الحديدة، ما أسفر عن مقتل اثنين من طاقم الفرقاطة، وإصابة ثلاثة آخرين.
أما مطلع أبريل/نيسان 2018 فقد تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجومٍ حوثي غرب ميناء الحديدة.
وفي الشهر نفسه، احتجزت مليشيات الحوثيين 19 سفينة محمّلة مشتقات نفطية في البحر الأحمر، ومنعتها من دخول ميناء الحديدة.
أما في مايو/أيار 2018، فقد أعلنت القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي أنها دمرت زورقين "كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية في البحر الأحمر، فيما تمكن زورقان آخران من الفرار".
وفي نهاية يونيو/حزيران 2018، أعلن التحالف العربي إحباط محاولة هجوم لمليشيات الحوثيين بزوارق صيد مدنية في البحر الأحمر.
وفي 21 يونيو/حزيران 2019، دمّر التحالف 5 زوارق مفخخة شمال ميناء الحديدة، كانت تهدد الملاحة الدولية.
ووقع أحدث هجوم بحري قرب رأس عيسى في أواخر عام 2019 عندما سيطرت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران لفترة وجيزة على سفينة سعودية وسفينتين من كوريا الجنوبية.
تحركات تهدد الملاحة
وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أعلن مؤخرا عن رصد تحركات ونشاطات عدائية لمليشيات الحوثي.
وتمثلت في استخدام زوارق مفخخة، مشددًا على وجود مؤشرات خطر وشيك على الملاحة والتجارة العالمية في جنوب البحر الأحمر.
وأكد التحالف اتخاذ الإجراءات العملياتية لتحييد التهديد البحري وضمان حرية الملاحة.
واليوم الإثنين، أوضح التحالف تفاصيل تلك السفينة التي تعرضت لهجومٍ حوثي، بحسب تأكيدات البحرية البريطانية.
وقال إن سفينة الشحن "روابي" كانت تقوم بمهمة بحرية إنسانية من جزيرة سقطرى إلى ميناء "جازان"، مؤكدا أنها تحمل على متنها معدات ميدانية، خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة، كعربات الإسعاف والمعدات الطبية وغيرها.
وبيّن التحالف أن عملية القرصنة من قبل المليشيات الحوثية "تمثل تهديدا حقيقيا لخطر مليشيات الحوثي الإرهابية على حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر".
وشدد على أن "مليشيات الحوثي الإرهابية تتحمل المسؤولية الكاملة نتيجة فعلها الإجرامي بقرصنة السفينة وانتهاك مبادئ القانون الدولي الإنساني"، مطالبًا بإخلاء سبيل السفينة بصفة فورية، مهددا باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك بما فيها استخدام القوة عند الاقتضاء.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA==
جزيرة ام اند امز