مجازر إيتوري وشمال كيفو.. الكونغو الديمقراطية بمفترق التمرد والإرهاب
رؤوس مفصولة عن أجسادها وبرك من الدماء تضرج عتبات الأكواخ وتصبغ الجدران بلون قاتم حولته النيران إلى سواد تماهى مع أكوام القش المحترق.
هكذا بدت المشاهد متشابهة هذا الصباح في أكثر من قرية بإقليم شمال كيفو ومقاطعة إيتوري شرقي الكونغو الديمقراطية، هناك حيث تحولت يوميات القرويين والسكان عموما إلى مآس تستعرض فصولا من المعاناة.
وغالبا، تختلف إحداثيات المكان والزمان، فيما تتشابه التفاصيل حد التماهي، فمتمردو ما يعرف بـ"تحالف القوى الديمقراطية" يعتمد نفس الأسلوب في جميع هجماته تقريبا.
فعند الفجر، يصل مسلحون على متن دراجات نارية، ويباغتون السكان النائمين في هزيع الليل الأخير، ويسحلونهم ثم يفصلون رؤوسهم بالمناجل، وأحيانا يختصرون جهودهم بإطلاق النار مباشرة، ومن ثم يضرمون النيران في المنازل، ويغادرون وهم يقتادون رهائن يستخدمونها للحصول على المال.
و"تحالف القوى الديمقراطية"، كان في الأصل حركة سياسية عسكرية أوغندية معارضة، لكنها وسَعت مجالها متمددة من أوغندا نحو الكونغو الديمقراطية المجاورة.
ذاع صيتها قبل سنوات وباتت من المجموعات المسلحة الأجنبية التي تبث الذعر أينما حلت، لكن "نجمها" تراجع لاحقا، مع تركز الأنظار حول حركة "23 مارس" أو ما يعرف اختصارا بـ"إم 23".
لكن يبدو أن الفصيل المتمرد قرر العودة بقوة بالأسابيع الأخيرة، مستنسخا مجازره في مقاطعتي إيتوري وشمال كيفو بشكل خاص.
مجازر ودعوات
منذ السادس من مارس/آذار الجاري، تسببت هجمات المتمردين الذين بايعوا تنظيم داعش، في مقتل 118 مدنيا على الأقل، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
وبالأسابيع الأخيرة، تركزت أعمال العنف بشكل رئيسي على بعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب مدينة بيني في إقليم شمال كيفو، وهي المنطقة التي من المفترض أن يحميها الجيش الكونغولي وقوات "مونوسكو" الأممية.
ومنذ تجدد العنف، دعا جزء من المجتمع المدني إلى تدخل قوات تحالف الجيشين الكونغولي والأوغندي (القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية - قوات الدفاع الشعبية الأوغندية)، والتي تنتشر عادة في الشرق.
ويعتبر مراقبون أن هذا التحالف أفضل تجهيزا وأكثر كفاءة من قوات الجيش الكونغولي وأصحاب القبعات الزرقاء خصوصا في ظل الرفض -يصل أحيانا حد العداء- من جانب جزء من السكان ضد قوات الأمم المتحدة.
وبحسب مصادر متطابقة، فإنه من المقرر إجراء تقييم للعمليات المشتركة بين القوات المسلحة للكونغو الديمقراطية وقوات الدفاع الشعبية الأوغندية في بداية أبريل/ نيسان المقبل.
ومن بين المشكلات التي سيتم بحثها: التنسيق بين القوات المسلحة الكونغولية وقوات الدفاع الشعبية الأوغندية، وبين هذا التحالف ومونوسكو، وكذلك إدارة أفراد الجيش الكونغولي المنتشرين على عدة جبهات وفي مقاطعات.
ومنذ أمس الثلاثاء، يجتمع المئات من ممثلي مختلف مكونات جنوب كيفو، في بوكافو عاصمة الإقليم، حول مائدة مستديرة حول السلام والتنمية.
وتهدف هذه الاجتماعات، التي تستمر أربعة أيام، إلى تسوية الخلافات وإيجاد حلول للسلام الدائم في هذه المنطقة التي غالبًا ما تقوضها النزاعات بين المجتمعات.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز