شمال كيفو يشتعل مجددا.. "أزيز" التمرد يُجهض هدنة الكونغو الديمقراطية
لا يزال أزيز السلاح يدوي في شمال كيفو شرقي الكونغو الديمقراطية معلنا فشل هدنة من المفترض أنها دخلت حيز التنفيذ قبل يومين.
معارك ضارية لا يزال الجيش الكونغولي يخوضها، حتى اليوم الخميس، في الإقليم المثقل بهجمات متمردي حركة "23 مارس"، المعروفة اختصارا بـ"إم 23"، بحسب إعلام فرنسي.
وكان من المفترض أن تمضي الأمور شرقي الكونغو الديمقراطية نحو سلام تدريجي عقب إعلان سريان وقف إطلاق النار بين المتمردين والجيش منذ منتصف يوم الثلاثاء الماضي.
وحينها، قال لورانس كانيوكا المتحدث باسم حركة "إم 23"، في بيان، إن اتفاق وقف إطلاق النار بات "ساريا" اعتبارا من منتصف يوم الثلاثاء ( 11.00 بتوقيت غرينتش).
لكن إحداثيات الوضع على الأرض أظهرت فشل الهدنة، حيث لا تزال المعارك مستعرة في إقليم شمال كيفو وتقترب من مقاطعة جنوب كيفو المجاورة.
ووفق المصادر نفسها، لم يسجل أي خفض للقتال منذ التاريخ المفترض للهدنة، حيث لا يزال الجزء الأكبر من المعارك يتركز حول مدينة ساكي الواقعة على بعد 30 كيلومتر غرب غوما عاصمة شمال كيفو، والقريبة من بوكافو عاصمة كيفو الجنوبية.
الساعات الأخيرة
وبحسب مصادر محلية، فإن التحديات بالساعات الأخيرة تكمن في الطريق الرابط بين غوما ساكي وبوكافو (في جنوب كيفو)، حيث يحاول المتمردون فتحها لتأمين محور تمدد نحو عاصمة شمال كيفو.
ومنذ أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أغلقت السلطات الكونغولية، مع استئناف هجمات حركة إم 23، جميع المحاور التي تقود نحو غوما العاصمة الإقليمية الواحدة تلو الأخرى.
والأسبوع الماضي، توقفت حركة المرور على طريق واليكالي، وبذلك لم يتبق سوى محور وحيد يقود نحو مدينة مينوفا، ومع أن الأخير لا يعتبر من الشرايين المهمة، إلا أن بقاءه مفتوحا يمنحه طابعا استراتيجيا في ظل الظروف الحالية.
ولم يقتصر القتال على تلك الجبهات فقط، بل تجددت المعارك أيضا شمال مدينة روتشورو بإقليم شمال كيفو، قبل أن تسري عدواها إلى مدينة رويندي على مستوى جسر مابينجا.
"ألغام"
عقد العالم آمالا واسعة على الهدنة لتحقيق تهدئة في شرق الكونغو الديمقراطية، وفي ضوء تجدد المواجهات، تفشل مساعي قادة مجموعة شرق أفريقيا في تحقيق أهدافها على الأرض.
وفي فبراير/ شباط الماضي، دعا العديد من رؤساء الدول في شرق أفريقيا إلى "وقف فوري لإطلاق النار من جانب جميع الأطراف" وانسحاب جميع المجموعات المسلحة "بما فيها الأجنبية" من شرق الكونغو الديمقراطية.
اجتماع طارئ عقده قادة المجموعة التي تضم سبعة بلدان في العاصمة البوروندية بوجمبورا، لبحث سبل مواجهة تصاعد أعمال العنف في شرق الكونغو الديمقراطية، البلد المترامي في وسط أفريقيا.
ودعا القادة في بيان أصدروه إثر القمة إلى "وقف فوري لإطلاق النار من جانب جميع الأطراف" وانسحاب جميع المجموعات المسلحة "بما فيها الأجنبية".
كما طلبوا من قادة الجيوش الاجتماع خلال أسبوع بهدف تحديد جدول زمني لهذا الانسحاب، مؤكدين "ضرورة تعزيز الحوار بين جميع الأطراف".
من جانبهم، أقر رؤساء دول الاتحاد الأفريقي، خلال قمة عقدت الشهر الماضي في أديس أبابا، إنشاء آلية مسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار هذا وتوثيق الانتهاكات المحتملة.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تضرر أكثر من 800 ألف شخص خلال عام واحد من النزاع بين القوات المسلحة الكونغولية وحركة "إم 23" المتمردة.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز