أكبر مدن الشرق الكونغولي بقبضة المتمردين.. وترامب يعلق (صور)
كما كان متوقعا، «سقطت» أكبر مدن الشرق الكونغولي بقبضة متمردي «إم 23» قبل أن يواصلوا زحفهم في أكبر تصعيد منذ 2012.
وبحسب وكالة رويترز، أعلن متمردو حركة «23 مارس» المعروفة اختصار بـ«إم 23»، الخميس، سيطرتهم على غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو وأكبر مدن الشرق بالكونغو الديمقراطية.
ووفق المصدر نفسه، طالب المتمردون السكان باستئناف حياتهم الطبيعية حتى مع اشتباكهم مع القوات الكونغولية في محاولاتهم السيطرة على مزيد من الأراضي.
واستولى المتمردون على غوما هذا الأسبوع ويزحفون جنوبا في أكبر تصعيد منذ عام 2012، في صراع مستمر منذ عقود تقول الأمم المتحدة إنه يهدد بالتحول إلى حرب إقليمية كبرى أخرى.
وقد يسمح التقدم المستمر والناجح للمتمردين في إقليم جنوب كيفو المجاور بالسيطرة على أراض لم تسيطر عليها حركات تمرد سابقة منذ نهاية حربين رئيسيتين استمرتا بين عامي 1996 و2003 لاقى فيهما ملايين المدنيين حتفهم، معظمهم بسبب سوء التغذية والمرض.
ترامب يعلق
في تعليقه عن التطورات في الشرق الكونغولي، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ما يحدث بين رواندا والكونغو الديمقراطية «مشكلة خطيرة للغاية».
وتدعم قوات من بوروندي المجاورة، التي تناصب رواندا العداء، القوات الكونغولية في إقليم جنوب كيفو، مما يعني تفاقم احتمالات اندلاع صراع أوسع نطاقا. ورفض جيش بوروندي التعليق على الوضع شرقي الكونغو الديمقراطية.
وتقول رواندا إنها تدافع عن نفسها، وتتهم الجيش الكونغولي بالانضمام إلى مليشيات يقودها أفراد من قبيلة الهوتو تستهدف قتل المنتمين لقبيلة التوتسي في الكونغو الديمقراطية وتهديد رواندا التي استهدفت قبيلة الهوتو فيها قبيلة التوتسي في إبادة جماعية عام 1994 وفر بعضهم لاحقا إلى الكونغو الديمقراطية.
وتنفي كينشاسا هذه الاتهامات وتتهم رواندا باستخدام متمردي «إم 23» تصفها بأنها "وكيل إرهابي لرواندا"، لنهب المعادن الثمينة من الأراضي الكونغولية. ورصد خبراء من الأمم المتحدة تصدير كميات كبيرة من المعادن المنهوبة عبر رواندا.
لكن ردود الفعل الدولية ضد رواندا بلا أي تأثير واضح على الأرض.
وشملت ردود الفعل الدولية إلغاء ألمانيا لمحادثات المساعدات وتهديد بريطانيا بحجب 32 مليون جنيه استرليني (40 مليون دولار) من المساعدات الثنائية السنوية لرواندا.
وقال مصدران محليان إن متمردي «إم 23» الذين يتقدمون على طول بحيرة كيفو تم دحرهم أمس الأربعاء عند بلدة نيابيبوي على بعد نحو 50 كيلومترا من بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو، واشتبكوا اليوم الخميس في قتال مع القوات الكونغولية في موقع كاهالالا القريب.
وقال أحد المصدرين وهو من إحدى منظمات المجتمع المدني في بوكافو "يقاوم الجيش الكونغولي بضراوة هناك فيما يبدو".
نهب متاجر الغذاء
قدمت حركة «إم 23» نفسها في مدينة غوما على أنها الإدارة الجديدة للمدينة.
وقال كورنيل نانجا، زعيم تحالف نهر الكونغو الذي يضم الحركة للصحفيين "نطلب من جميع سكان غوما العودة إلى أنشطتهم الطبيعية. وسنستأنف الأنشطة المدرسية والأكاديمية وإمدادات المياه".
لكن الوضع في المدينة كان بعيدا عن المعتاد، حيث امتلأت الشوارع بالحطام وتناثرت الملابس العسكرية على الأرض، وخلت الشوارع غالبا من المارة بينما كان المتمردون المدججون بالسلاح يجوبونها في شاحنات صغيرة.
وتحدث برنامج الأغذية العالمي عن أعمال نهب واسعة النطاق تضمنت نهب متاجر الأغذية.
وقبل استيلاء المتمردين على غوما، كان البرنامج يقدم مساعدات طوارئ لأكثر من 800 ألف شخص في أنحاء المدينة و1.5 مليون شخص في الأقاليم الشرقية الأربعة بالكونغو الديمقراطية.
وقالت سينثيا غونز، المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي، إن "مخيمات النازحين حول غوما التي كانت تؤوي نحو 800 ألف شخص أصبحت خالية الآن مع فرار الناس بحثا عن الأمان. الصراع ما زال يلاحقهم بعد تشريدهم مرات".