"ريدي ميد".. شاب مصري يصنع أثاثا منزليا من خامات مهملة
أفقد تنسيق دخول الجامعات الطالب مصطفى حسين حلمه في الدراسة بكلية اللغات والترجمة، فكان قراره إعطاء المزيد من الاهتمام لهوايته
اتخذ مصطفى قراره عام 2003، وكان هذا القرار هو نفسه الذي وضعه على أولى درجات سلم النجاح، في مجال تصنيع الأثاث المنزلي من الخامات المهملة.
يقول مصطفى: "بعد أن فقدت الأمل في دراسة اللغات، اضطررت للالتحاق بكلية التربية، ودراسة ما لا أرغب، فقلت لنفسي هذه فرصة لإعطاء مزيد من الاهتمام لما أحب خارج نطاق الدراسة".
ومنذ كان مصطفى طالبا في مراحل التعليم المختلفة، وهو دائم التردد على قاعة التربية الفنية بالمدرسة، فهوايته التي تجري في نفسه، مجرى الدم في العروق، هي الاستفادة من أي شىء موجود في البيئة لاستخدامه في إعداد عمل فني، وهي الهواية التي كانت ملاذه بعد أن فقد حلمه في دراسة ما يرغب.
ويقول مصطفى: "خلال سنوات الدراسة الجامعية حصلت على تدريبات مهنية نظمتها مؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية، فتعلمت من خلالها بعض الأساسيات التي دعمت بها هوايتي، وبدأت بعد التخرج في الكلية عام 2008 في تصنيع منتجات منزلية، لكن لم يبرح هذا الجهد وقتها نطاق الاحتراف والتسويق التجاري".
وخلال السنوات من عام 2008 حتى 2015، كان مصطفى يعمل في بعض الشركات الخاصة للحصول على دخل مادي، يعينه في الإنفاق على هوايته، التي يخطط أن تكون هي مصدر رزقه الأساسي.
ويصف هذه الفترة من حياته قائلا: "كانت مرحلة التجربة والخطأ، فخلالها أخذت وقتا حتى أجرب الكثير من المصادر التي يمكن أن أحصل منها على الأخشاب والبراميل البلاستيكية التي أستخدمها في التصنيع، كما استغرقت وقتا حتى أصل إلى أنسب الورش التي يمكن أن أعطيها تصميماتي، لتعطيني النتيجة المطلوبة بالجودة والكفاءة التي أريدها".
لم يمل مصطفى خلال تلك الفترة من التعلم بطريقة "التجربة والخطأ"، وصولا إلى الشكل المثالي للمنتجات الذي يؤهله لتوسيقها على نطاق تجاري، فبدأ في 2015 تسويق منتجاته تحت اسم ريدي ميد "readymade"، من خلال معارفه الشخصية، وعبر صفحة بالفيس بوك التي تحمل نفس الاسم.
والـ"Readymade"، أحد المقررات الدراسية في كلية الفنون التطبيقية، وتعني توظيف خامات تستخدم في وظيفة معينة لأداء وظائف أخرى، وهي نفس الفكرة التي يقوم عليها نشاط مصطفى.
وتكشف صفحة مصطفى على "فيس بوك" عن كيفية استخدامه للبراميل في إنتاج الكرسي الهزاز والكرسي الثابت، وكيف دخلت أيضا في تصنيع وحدات للمطبخ ومكتبة منزلية، وهي الخامة التي تمكن من الحصول عليها من بعض الشركات التي تستورد منتتجات يتم تخزينها في تلك البراميل.
وتفاعل العشرات مع صور المنتجات التي تم وضعها على صفحة مصطفى على "فيس بوك"، وطلبوا شرائها.
ويعتز مصطفى بهذا المصدر، كأحد الروافد الرئيسية التي تساعد في التسويق، لكنه نجح مؤخرا في تأسيس شركة تحمل نفس اسم صفحة الفيس بوك.
ويطمح مع هذه الخطوة في تنفيذ آليات تسويقية أخرى، لا سيما أن منتجاته تملك ميزه تسويقية هامة، وهي سعر المنتج.
ويباع "الكرسي الهزاز"، على سبيل المثال، بمبلغ 700 جنيها، بينما يباع مثيله بمبلغ ألف جنيه في المتوسط، أي بأقل من 30%.
ويقول مصطفى: "هذه النسبة تتكرر تقريبا في كل المنتجات، وهو ما يجعلها ميزة تسويقية، لا سيما إذا اقترنت بجودة في المنتج".
وقبل أن يختم حديثه معنا، حرص على تقديم نصيحة للشباب بعدم الاستسلام لليأس والإحباط.
وقال: "كلما تذكرت لحظات الإحباط التي انتابتني بعد فشلي في الالتحاق بكلية اللغات والترجمة، ندمت على ضياع تلك اللحظات، وعدم توجيهها لهذا العمل الإيجابي".