بالصور.. شاب يمني يحول خردوات الحرب إلى أدوات سلام
أحالت القذائف التي يرسلها الإرهاب الحوثي حياة اليمنيين إلى جحيم، لكنها تحولت بالنسبة للشاب، خالد سعيد، إلى قصة ملهمة.
قبل 4 أعوام، كان "خالد"، ذو الثالثة والعشرين عاما، ينفق جهده ووقته في جمع الخردوات من مخلفات الحرب والأدوات النحاسية المستعملة مكتفيا بمردود يسير من بيع ما يجده.
لكن ريحاً عاصفة هبت ذات يوم على مدينة "مأرب"، شرقي البلاد، وحطّمت مظلة من الحديد كانت تغطي مستودعه المتواضع، فحلقت به عاليا في أفق النجاح.
كان "خالد" بحاجة إلى تعويض مستودعه الذي عصفت به الرياح، ولأنه لا يملك ثمنا لشراء مستلزمات جديدة، لاحت له فكرة استخدام مخلفات الحرب.
وقال خالد لـ"العين الإخبارية" إن البداية كانت بتعويض السطح الذي أخذته العاصفة، وقام بإعادة تدوير المخلفات وتشكيلها بما يناسب حاجته فقط، ونجح الأمر.
ولم يكن الشاب الموهوب يدرك أنه قد أنجز خطوة تنقله من جامع الخردوات والمواد المستعملة، إلى مالك ورشة فنية تحقق أرباحا وفيرة.
جذبت المظلة الحديدية التي صممها الشاب اليمني من مخلفات الحرب الأنظار في المدينة، وذلك نظرا لمتانتها وتصميمها اللافت، وبدأت الطلبات تنهال عليه لتجهيز أشياء مماثلة.
يقول محمد فاروق، وهو من المتعاملين مع الشاب خالد، لـ"العين الإخبارية"، إنه أول مهندس في البلاد يقوم بتدوير مخلفات الحرب بهذه الطريقة الفنية وبقدرة إبداعية.
وتوالت على خالد طلبات شراء من الناس الذين بدأ يتزايد عددهم مع مرور الوقت، وأظهر مهارة عالية واستعدادا كبيرا للتكيف مع معطيات السوق مستغلا قدراته في تصميم منتجات متنوعة.
وذكر خالد أن العمل بدأ بالارتفاع تدريجيا، وأنه يعمل أغلب ساعات النهار والليل حاليا، من أجل تلبية طلبات الزبائن.
وتحوّل المستودع المتواضع إلى ورشة فنية متكاملة، وخلافا للمظلات، بدأ خالد بابتكار المخيمات الصغرى وأسّرة النوم الحديدية، وتسييج المزارع وأعمدة الخيام.
ومع تزايد الأفكار لإنتاج أشكال هندسية جديدة، تحول جامع الخردوات السابق إلى تاجر يقوم بشراء مخلفات الحرب من جامعي الخردوات، ويقوم بإعادة تصميمها وقولبتها كأدوات للحياة والسلام.
وفي ظل تزايد النازحين بمأرب، قام خالد بتحويل بقايا القذائف والصواريخ الحوثية التي شردت المدنيين إلى مخيمات تأوي عشرات الأسر وتمنح لهم الطمأنينة هذه المرة.
وأشار المهندس خالد إلى أنه تلقى دورة في التعامل مع مخلفات الحرب لدرء مخاطر محتملة والتمييز بين المقذوفات المعرضة للانفجار، لافتا في حديثه لــ"العين الإخبارية":" أنه كان عند مصادفته لمقذوفات قابلة للانفجار ، يذهب بها إلى مختصين لفحصها والتعامل معها".
وبات خالد قصة نجاح ملهمة وتجربة للكثير من الشباب، وخصوصا بعد أن تحولت ورشته البسيطة إلى تقديم خدمات اجتماعية وإنسانية وبيئية، ستظل شاهدة لعقود قادمة على مرارة الأيام التي يعيشها اليمن في ظل الانقلاب الحوثي.