أزمة قطر أنها تظن أنها قادرة من خلال صندوقها السيادي على أن تشتري كل الضمائر وكل الوسائل الإعلامية وكل الأقلام.
سخر البعض مني -جزاهم الله خيراً- على مقالتي أمس عن أنه يمكن لدولة قطر العزيزة أن تقوم نتيجة رغبة قيادتها السياسية بالمشاركة في ائتلاف إقليمي جديد يضم دولاً وجماعات وحركات مصالح، أهم ما يجمعها 3 أمور:
1- أنها غير عربية الجنسية، وغير عروبية الهوى.
2- أنها تدعم فكرة دولة الخلافة وليس مشروع الدولة الوطنية.
3- أنها تسعى، من خلال دعم قوى وجماعات ومصالح، إلى تدعيم «مشروع تفكيك» المنطقة بهدف إعادة صياغتها إلى دويلات عرقية وقومية وطائفية ومذهبية.
أزمة قطر أنها ترى أن فكر طهران أقرب لها من الرياض، وأن فكر أنقرة أقرب لها من الإمارات، وأن دور إسرائيل عندها أهم من دور مصر، وأن «طالبان» أقرب لها من البحرين، وأن حماس وغزة أهم من القدس ورام الله.
ويحق لأي دولة على ظهر كوكب الأرض، بما فيها دولة قطر، أن تتخذ ما تراه مناسباً من قرارات سيادية مثل الدخول في تحالفات ثنائية أو إقليمية أو دولية، وأيضاً الخروج من أي ارتباطات أو تحالفات إقليمية.
ورغم أن قطر لم تُخطر مجلس دول التعاون الخليجي، قولاً أو كتابة، مباشرة أو تلميحاً، برغبتها في الانسحاب من المجلس أو تجميد عضويتها لفترة قصيرة أو طويلة، فإنها فعليا من قبيل «السلوك» و«القرارات» والمواقف العلنية منها والسرية، قد غادرت هذا المجلس، بل أضرت بميثاقه ونظامه وصالح أعضائه.
أزمة قطر أنها ليست صاحبة خلاف موضوعي كما يقول منظروها، وليست ضحية السعودية والإمارات لأنها تريد ممارسة حقها في اختيار السياسات المناسبة، بل هي عكس ذلك تماماً.
أزمة قطر أنها ليست على خلاف موضوعي أو ثانوي مع السعودية والإمارات والبحرين.
أزمة قطر أنها ليست على خلاف معهم لكنها على خلاف عليهم، وعلى خلاف مع طبيعة حكامهم وشخوصهم الكريمة، وعلى خلاف مع توجهات بلادهم الأساسية.
أزمة قطر أنها ليست -إطلاقاً- مع المشروع التحكيمي إقليمياً، بل هي ضده.
أزمة قطر أنها ترى أن فكر طهران أقرب لها من الرياض، وأن فكر أنقرة أقرب لها من الإمارات، وأن دور إسرائيل عندها أهم من دور مصر، وأن «طالبان» أقرب لها من البحرين، وأن حماس وغزة أهم من القدس ورام الله.
أزمة قطر أن قيادتها ترى وتؤمن بأن قيادة المنطقة يجب أن تكون في يد العثمانيين الجدد بقيادة رجب طيب أردوغان.
أزمة قطر أنها تظن أنها قادرة من خلال صندوقها السيادي على أن تشتري كل الضمائر وكل الوسائل الإعلامية وكل الأقلام لإقناع العرب بأنها عروبية وهي تصادق إيران، وقومية وهى حليفة لإسرائيل، وحريصة على إرضاء أمريكا وهى تضم 11 ألف كم على أرضها لقاعدة أمريكية هي الأكبر في الشرق الأوسط.
أزمة قطر أن إعلامها يرفع شعار الدفاع عنا وهي ضدنا، ويتحدث عن العروبة وهو يدمر مفاصلها الأساسية، وينادي بالتضامن العربي وهو يقوم بعمل ممنهج ليل نهار لتدمير ما بقي من أشلاء هذه الأمة.
أزمة قطر أنها تعطي إشارة ضوئية للعالم بأنها تتجه إلى اليمين بينما هي -في الحقيقة- تعرف مسبقاً أنها متجهة يساراً.
أزمة قطر هي التذاكي الممزوج بالثأر الشخصي المموَّل من خزانة قاربت على النضوب.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة