الباذنجان والطماطم والفلفل والإخوان.. رباعية أطاحت بأردوغان
تجاهل أردوغان للصعوبات الاقتصادية، وتركيزه على الملف الأمني والإرهاب و"القوى المعادية"، يدفع الأتراك إلى التصويت للمعارضة.
"المعجزة الاقتصادية" التي بنى عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوهاما عبر من خلالها إلى أعلى السلطة في بلاده، هي نفسها التي أوقعته من عليائه، وأذاقته هزيمة بطعم العلقم خصوصا في إسطنبول.
نتائج صادمة للانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا، الأحد، خصوصا في العاصمتين: الإدارية أنقرة والاقتصادية إسطنبول، حيث مني حزب أردوغان بهزيمة كلفته التنازل عن حكم المدينتين لصالح المعارضة.
نتائج لم ترق بطبيعة الحال لحزب العدالة والتنمية، فكان من الطبيعي أن يعلن اللجوء إلى الطعن فيها، ويقول متابعون إنه لن يغير شيئا من واقع الحال، ومن حقيقة أن أهم مدن البلاد اختارت حكم المعارضة.
تحول لافت بالنسبة لأنقرة التي تعتبر المعقل التاريخي لحزب أردوغان، وإسطنبول المدينة التي نشأ فيها الأخير، وترأس بلديتها لأعوام، وضربة قاصمة لحزب رفعته أمجاد "الإنجازات الاقتصادية"، وهي نفسها التي أنزلته الحضيض بعد أعوام.
فمع بلوغ التضخم (أسعار الاستهلاك) نسبة 20%، بدا الإنهاك واضحا على الأتراك مع تدهور قدرتهم الشرائية، وكانوا حتى وقت قريب قبيل الاقتراع، يعتقدون أن الحملات الانتخابية للحزب الحاكم ستركز على معاناتهم، قبل أن يكتشفوا العكس تماما.
لكن، خلال حملته الانتخابية، أسقط أردوغان الصعوبات الاقتصادية، وركز على الملف الأمني والإرهاب و"القوى المعادية"، بل حدث وأن قال خلال تجمع انتخابي في إسطنبول، إن "التصويت لن يكون على سعر الباذنجان أو الطماطم أو الفلفل، وإنما هي انتخابات من أجل بقاء البلاد".
ووفق تقارير لإعلام تركي معارض، فإن هذه العبارة كانت كافية لوحدها لإسقاط حكم حزب أردوغان في إسطنبول التي تأكد سكانها أن معاناتهم اليومية مع غلاء المعيشة وخلاص الفواتير والحصول على قوت يومهم، موجود في ذيل اهتمامات رئيسهم إن لم يكن خارجها.
إخوان تركيا وسر الانقلاب على أردوغان
حتى قبل إجراء الانتخابات، بدا من الواضح، استنادا إلى خارطة التحالفات، أن التكتل المعارض للرئيس التركي يتزايد بشكل مطرد، خصوصا عقب انضمام حزب "السعادة" أو إخوان تركيا، إلى تحالف أحزاب معارضة تريد تجريد حزب العدالة والتنمية الحاكم من غالبيته.
تحالف حرم أردوغان من جزء كبير من ثقل كان يأمل بأن يستثمره لتعبئة قاعدته الناخبة في الاقتراع، وجعله يخسر أصواتا لصالح "السعادة"، هذا الحزب الذي يستمد جذوره من الفكر السياسي الإسلامي نفسه لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
فبتحالفه الهجين مع أحزاب ذات مرجعية علمانية، أسقط مرشح أردوغان في بلدية إسطنبول، في تحد يستبطن رسالتين للرئيس التركي.
الرسالة الأولى عبارة عن تهديد وتحذير ضمني لأردوغان بضرورة التحالف مع إخوان البلاد في أي انتخابات برلمانية مقبلة، على أن يمنحهم حصتهم من كعكة السلطة، عكس ذلك، فإنهم قد يكررون السيناريو نفسه معه.
أما الرسالة الثانية، ففيها خط أحمر يرسمونه لأردوغان، ويحذرونه من خلاله من مغبة التفكير في تسليم أي من عناصر إخوان مصر الهاربين في تركيا، لسلطات البلد الأول.