صحف عالمية: نتائج الانتخابات انتكاسة لأردوغان.. وتركيا تفلت من قبضته
الفوز الذي حققه مرشحو المعارضة التركية في عدد من المدى الكبرى، من بينها العاصمة أنقرة، كان هزيمة رمزية ساحقة لأردوغان.
سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طيلة سنوات لتعزيز قبضته على السلطة، وقمع المعارضة لضمان عدم قدرة خصومه على تحديه، لكن تصويت الانتخابات البلدية، أظهرت حسب صحف عالمية، أن حزبه فقد السيطرة على مركزه السياسي أنقرة، والتجاري إسطنبول في انتكاسة كبيرة لأردوغان.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن النتائج لا تعني أن أردوغان سيغير سلوكه، الذي يتضمن علاقات أكثر تقاربًا مع روسيا وبرودة مع الناتو، لكنها أظهرت أن لديه نقاط ضعف، حيث قالت أصلي أيدينتاسباس، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "إنها كارثة بالنسبة له. نعلم الآن أنه يقهر".
- صحف عالمية: الناخبون الأتراك يعاقبون أردوغان في اختبار حاسم لشعبيته
- رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية: تقدم مرشح المعارضة في إسطنبول
ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الفوز الذي حققه مرشحو المعارضة التركية في عدد من المدى الكبرى، من بينها العاصمة أنقرة، كان هزيمة رمزية ساحقة لأردوغان، حيث اعتبرت الانتخابات المحلية، التي شهدتها تركيا، الأحد، بمثابة استفتاء على سياسات الرئيس التركي وأسفرت عن نتائج متباينة.
وأوضحت الصحيفة خلال تقرير لها أن خسارة إسطنبول ستمثل ضربة قاسية على نحو خاص للرئيس، الذي كان عمدة للمدينة في الفترة من 1994 إلى 1998، ومنذ حينها أصبحت هي مصدر الثروات والنفوذ لحزبه.
وقال سولي أوزيل، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قادر هاس "تلك المملكة لا تنتمي لحزب العدالة والتنمية، بل أردوغان. سيكولوجيا، إنها خسارة كبيرة"، مشيرًا إلى أنه "في المدن الكبرى، كانت هناك تطلعات لمزيد من الانفتاح. يبدو أن جاذبية الرئيس تراجعت."
بالنسبة لبعض المصوتين، كانت مشكلة القدرة المالية هي المركز الاهتمام بينما توجهوا لمراكز الاقتراع، وقال محللون إن المصوتين الآخرين –خاصة في المراكز الحضرية– ربما صوتوا من أجل رفض تكديس سلطات أردوغان خلال السنوات الأخيرة وللاحتجاج على المناخ السياسي الخانق الذي سيطر على المشهد خلال الحملة الحكومية على المعارضين بعد محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016.
وربما تتخطى تداعيات نتائج الانتخابات مجرد الرمزية بالنسبة لأردوغان، في رأي أوزيل الذي أشار إلى أن "الخسارة المزدوجة سيكون لها أثر سلبي"، في ظل سيطرة حزب الرئيس التركي على أنقرة وإسطنبول منذ 1994، وبناء شبكة دعم خلال سنوات أسهمت في تمكينه وحلفائه مع تحول حزب "العدالة والتنمية" إلى طاغوت سياسي فاز بانتخابات تلو الأخرى.
من جانبها اعتبرت مراسلة صحيفة "التايمز" البريطانية، في إسطنبول هانا لوسيندا سميث أن النتائج لم تعد مفاجئة في الانتخابات التركية، فمنذ التصويت له بالانتخابات الرئاسية عام 2014، وتوليه منصب رئيس الوزراء منذ 2003، أحكم الرئيس التركي قبضته على مؤسسات البلاد ووسائل الإعلام والنظام القضائي لدرجة اعتقاد أن من المستحيل معاناته من هزيمة حقيقية.
عوضًا عن ذلك، أصبحت دوامة الاقتراع منذ 2014 -ثلاثة انتخابات برلمانية واستفتاء دستوري وانتخابات رئاسية والانتخابات المحلية الأحد- متعلقة بالعرض أكثر من النتيجة؛ فالحملات الانتخابية فرصة لأردوغان للسفر في جميع أنحاء البلاد واستعراض الذكاء الشعوبي الذي أبقاه في صدارة المشهد السياسي التركي 16 عاما.
وأشارت إلى أن أردوغان تحدث الشهر الماضي لحشود من 4 مدن مختلفة يوميا، وفي هذا الوقت، عاد لأسلوبه القديم بافتعال شجار مع عدو أجنبي –هذه المرة أستراليا ونيوزيلندا– لتعبئة قاعدة داعميه وصرف الانتباه عن إخفاقات حكومته، لكن هذه المرة، تلك الإخفاقات أكبر مما يمكن إخفائه.
عن هذه الإخفاقات، قال موقع "ديلي بيست"، إن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان فقد سيطرته على العاصمة التركية أنقرة في "انتكاسة كبيرة" في الانتخابات المحلية.
وأشار إلى أن أحزاب أردوغان كانت تسيطر على إسطنبول منذ عام 1994، عندما انتخب رئيس بلدية المدينة؛ ولكن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يتزعمه فقد السيطرة على أنقرة لأول مرة منذ تأسيس الحزب في عام 2001.
بينما قالت صحيفة "أيريش تايمز" الأيرلندية، في افتتاحية بعنوان "انتكاسة لأردوغان"، إن الرئيس التركي وحزبه يتحملان مسؤولية الركود والإدارة السيئة للأموال العامة، ووصفت نتائج الانتخابات المحلية التركية بأنها "مدعاة لسخرية مريرة".
واعتبرت أن نتائج الانتخابات تشكل واحدة من أكبر الانتكاسات التي عانى منها أردوغان منذ بدأ مسيرته السياسية قبل 16 عاما، بعد أن فقد السيطرة على إسطنبول في آخر اختبار انتخابي قبل الانتخابات الوطنية عام 2023، ما يضر بسمعته ويخلفه أكثر ضعفا من أي وقت مضى منذ أن أصبح رئيسًا.
في المقابل، تمثل النتائج دفعة حيوية للمعارضة بعد حملة مدتها 3 سنوات من التطهير وتعزيز السلطة من جانب أردوغان، كما أنها تجعلها تسيطر على 5 من أصل 6 مدن في تركيا، ما يحرم حزب "العدالة والتنمية" من شبكات المحسوبية التي عززت نجاحه.
وارتأت "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "قبضة أردوغان على تركيا تتراجع بعد الانتخابات"، حيث تلقى ضربة قوية، الأحد، بعد أن خسر حزبه سلسلة من معاقل الانتخابات البلدية في جميع أنحاء البلاد، وسجل الناخبون استياءهم من ارتفاع التضخم في البلاد وتباطؤ النمو.
واتفقت معها صحيفة "الجارديان" البريطانية التي قالت إن تركيا تفلت من قبضة أردوغان بينما حققت المعارضة مكاسب في الانتخابات المحلية التي تعتبر استفتاء على طريقة تعامل الرئيس مع الأزمة الاقتصادية، حيث تواجه البلاد التي يبلغ عدد سكانها 81 مليون نسمة ركودا للمرة الأولى منذ تقلد أردوغان المناصب قبل 16 عاما مضت.
وأكدت أن الانتخابات تمثل أيضا اختبار حقيقيا لمعرفة ما إذا كان الزعيم التركي مستعدا لاستخدام صلاحياته الرئاسية الموسعة حديثًا ورغبته المتزايدة في اتخاذ تدابير استبدادية لتأمين سيطرة حزبه في مدينتين رئيسيتين في البلاد.
ورأت أن الناخبين في أنقرة، العاصمة، وجهوا ضربة قاصمة للائتلاف الحكومي، الأحد، حيث أخرجوا المدينة من سيطرة الأحزاب الإسلامية لأول مرة منذ 25 عاما ما أثار صدمة في بقية أنحاء البلاد.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg
جزيرة ام اند امز