إعلام أوروبي: هزيمة حزب أردوغان "مذلة وصفعة مزدوجة"
الإعلام الأوروبي اعتبر أن فقدان حزب أردوغان المدينتين الأكبر في البلاد بمثابة هزيمة مذلة للرئيس التركي.
سلطت وسائل إعلام أوروبية الضوء على الهزيمة التي تلقاها حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "العدالة والتنمية"، بفقدانه المدينتين الأكبر في البلاد أنقرة وإسطنبول، بالانتخابات البلدية، بعد سيطرة دامت منذ أكثر من عشرين عاماً، معتبرة أنها بمثابة "صفعة مزدوجة لأردوغان."
وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إلى أن هزيمة الحزب الحاكم في أنقرة وإسطنبول، تشكل ضربة قوية لأردوغان الذي سيطر على الحياة السياسية بالمدينيتن الأكبر منذ 20 عاماً.
- صحف عالمية: الناخبون الأتراك يعاقبون أردوغان في اختبار حاسم لشعبيته
- رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية: تقدم مرشح المعارضة في إسطنبول
بداية النهاية لأردوغان
وأوضحت "لوموند" أن الهزيمة في هذه الانتخابات بمثابة تحذير لأردوغان، معتبرة أنها بداية النهاية للرئيس التركي.
من جانبها، اعتبرت إذاعة "20 مينيت" أن أردوغان تلقى صفعة مزدوجة، وانتكاسة لم يسبق لها مثيل، الأمر الذي يعكس الرغبة الحقيقية للأتراك لرفض سياساته.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن حزب أردوغان واجه ازدراء ورفضاً شعبياً أدى إلى خسارة حزبه في المدن الكبرى، خلال الانتخابات البلدية التي جرت، الأحد.
تهور أردوغان
وأشارت "20 مينيت" إلى أن أردوغان أخطأ بإقحام نفسه بهذه الحملات الانتخابية بشكل متهور، موضحة أن مئات من اللقاءات الجماهيرية التي أجراها في جميع أنحاء البلاد ارتبطت بالانتخابات، إذ اعتبر الاقتراع لصالح حزبه بمثابة استفتاء على شخصه، وهو قرار خاطئ في ظل العاصفة الاقتصادية التي تعيش فيها البلاد.
ووفقاً للإذاعة، فإن حزب العدالة والتنمية كان يحافظ في السنوات الماضية على الأغلبية في الانتخابات المحلية البلدية، حتى إنه من فرط الثقة في الفوز، أعلنت وسائل الإعلام الموالية لأردوغان كذباً نجاح مرشحي "العدالة والتنمية" في أنقرة وإسطنبول.
لكن رئيس "اللجنة العليا الانتخابات التركية سعدي جوفن، دحض هذه المزاعم، وأعلن، الإثنين، أن النتائج الجزئية بناء على فرز نحو 80% من الأصوات أظهرت فوز مرشح المعارضة في إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، متقدماً على منافسه من حزب أردوغان بنحو 28 ألف صوت.
وأوضحت "20 مينيت" أن خسارة أردوغان لإسطنبول التي تعد الشريان الاقتصادي والديمغرافي للبلاد، فعلاً نكسة لاذعة في ظل خسارته للعاصمة أنقرة، الذي حصل فيها مرشح المعارضة منصور يافاس، بنحو 509% من أصوات الأغلبية مقابل مرشح حزب أردوغان محمد أوزباسيكي الذي حصل على نحو 47.06% من الأصوات.
هزيمة تاريخية
وتحت عنوان هزيمة تاريخية لأردوغان، قالت إذاعة "أر. تي. إل" البلجيكية إن خسارة إسطنبول ستظل ندبة لن تلتئم لأردوغان، لكون هذه المدينة التي ترعرع وانطلقت منها مسيرته السياسية، إذ كان عمدة إسطنبول ما بين 1994 حتى 1998، معتبرة أن خسارة الحزب الحاكم للعاصمة بمثابة هزيمة تاريخية.
وفيما يتعلق بأسباب الهزيمة، فسرت الإذاعة البلجيكية أن السبب الرئيسي يتمثل في معاناة الأتراك من الأوضاع الاقتصادية التي تمثل الشواغل الرئيسية للناخبين، وهو ما ركزت عليه المعارضة في أنقرة وإسطنبول، إذ استفادت المعارضة من الوضع الراهن وضغطت على وتر الحالة الاقتصادية الذي كانت تلعب عليه "العدالة والتنمية" خلال الانتخابات السابقة منذ عام 2002.
وإلى ذلك، قالت صحيفة "ليكو" البلجيكية إن أردوغان فقد السيطرة تماماً على إسطنبول وأنقرة، موضحة أن أردوغان لن يسمح أن تهرب المدينتان الرئيسيتان في البلاد من يده دون قتال، إذ أعلن أنه سيطعن في النتائج للتحقق من صحة عشرات الآلاف من البطاقات البيضاء الباطلة التي بلغت نحو 290 ألف صوت باطل في إسطنبول و90 ألفاً في أنقرة.