أكرم إمام أوغلو.. معارض تركي أنقذ إسطنبول من أردوغان
مرشح حزب الشعب الجمهوري لبلدية إسطنبول يطيح بمنافسه مرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بحصوله على 4 ملايين و159 ألفا و650 صوتا
في إسطنبول إحدى أكبر وأهم المدن التركية، تمكن المعارض أكرم إمام أوغلو من تحطيم هيمنة حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المدينة، والمستمرة منذ ربع قرن.
- أكرم إمام أوغلو يطيح بـ"مرشح أردوغان" ويفوز ببلدية إسطنبول
- صحف عالمية: الناخبون الأتراك يعاقبون أردوغان في اختبار حاسم لشعبيته
وبحسب نتائج أولية، أطاح إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري لبلدية إسطنبول، بمنافسه مرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بحصوله على 4 ملايين و159 ألفا و650 صوتا، مقابل 4 ملايين و131 ألفا و761 صوتا للأخير.
نتائج الصناديق، تدعم استطلاعات رأي أظهرت جميعها أن المعارض ورئيس بلدية مقاطعة بيليك دوز، سيكون مقصلة يلدريم في إسطنبول.
وبخسارة العدالة والتنمية لمدينة إسطنبول، ينجح إمام أوغلو في إنقاذ القلب الديموغرافي والاقتصادي للبلاد من هيمنة أردوغان، خاصة أن منافسه كان رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم، المقرب من أردوغان.
وتستعرض "العين الإخبارية"، لمحة عن معارض تمكن من قلب تاريخ الحكم المحلي في إسطنبول.
إمام أوغلو سياسي تركي ولد في مدينة طرابزون عام 1970.
وبعدما أنهى المرحلة الثانوية بالولاية التي ولد بها، تخرج من قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في جامعة إسطنبول قبل حصوله لاحقا على درجة الماجستير من قسم الإدارة والموارد البشرية بجامعة إسطنبول.
وفي عام 1992، بدأ حياته العملية من خلال العمل في شركة العائلة الناشطة بمجال الإنشاءات، ثم تولى منصب رئيس مجلس إدارتها في مرحلة لاحقة.
وخلال سنوات الدراسة، لعب كرة القدم كهاوٍ، وتولى منصبا إداريا في عدد من النوادي الرياضية مثل طرابزون سبور وبيلك دوزو سبور.
وبرز اسمه بالمشهد السياسي في 16 سبتمبر/أيلول 2009، عندما أصبح رئيسا لمقاطعة تابعة لحزب الشعب الجمهوري، ثم رشحه الحزب، خمس سنوات إثر ذلك لمنصب عمدة بلدية بيليك دوزو، وفاز بها.
فوز منح إمام أوغلو أهمية سياسية كبيرة، وجلب الأنظار إلى حزبه في بيليك دوزو، بفضل سياساته المعتمدة على التوسع الحضاري وتزيين الشوارع وإقامة أماكن حضارية مميزة لجذب الشركات للاستثمار، في إنجازات سرعان ما وضحت ملامحها وأثارت الإعجاب.
وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، أعلن إمام أوغلو أنه طلب لقاء أردوغان غير أن الأخير لم يستجب، رغم أنه أراد تخصيص اللقاء لمناقشة سبل تنمية مدينة إسطنبول والنهوض بها.
تصريحات أوغلو شكلت إحراجا كبيرا للرئيس التركي ولحزبه، وأثارت ردود فعل واسعة، حتى إن تقارير إعلامية وصفت طلب المعارض بـ"اللكمة القوية" بوجه أردوغان، مرجحة أن تلك الحادثة كانت من بين الأسباب التي أسهمت في تقليل حظوظ يلدريم بانتخابات الأحد.
ويولي أردوغان وحزبه أهمية كبرى لبلدية إسطنبول التي نشأ فيها وترأس بلديتها بين عامي 1994 و1998، غير أنه أدرك صعوبة المهمة في هذه المدينة، في ضوء استطلاعات الرأي.
ولذلك، أعلن السبت ترشيح رئيس وزرائه السابق لرئاسة بلدية المدينة، أملا في تفادي هزيمة مذلة، ستكون لها تداعيات وخيمة على شعبيته وحزبه بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
لكن حزب الشعب الجمهوري المعارض قدم مرشحا من العيار الثقيل، ويلاقي القبول لدى سكان إسطنبول الملمين بإنجازاته، والمتطلعين إلى تغيير حقيقي شامل، فكان أن عزف على وتر تذمر أغلبية الناس من أتباع أردوغان، وضرب في عمق الأحداث.
فيلدريم البالغ من العمر 63 عاما، والذي يشغل حاليا منصب رئيس البرلمان، يعد من رجال أردوغان المخلصين، وأحد المتحمسين لسياساته منذ أن كان رئيسا للحكومة، ولذلك يعول عليه في ترأس بلدية إسطنبول، المنصب الذي بدأ منه قصة صعوده السياسي في التسعينيات.
لكن بفوز إمام أوغلو، الذي يحظى بإجماع أبرز تشكيلات المعارضة التركية، يتبين أن انتقال بلدية إسطنبول إلى معسكر المعارضة ينذر بقرب أفول الحزب الحاكم وسط الأزمات السياسية المتلاحقة التي تدكه، إلى جانب تفاقم التدهور الاقتصادي.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز