إطلاق الريح أحد الأسباب.. تراجع في أعداد الأغنام بنيوزيلندا
أعلنت هيئة الإحصاء الحكومية في نيوزيلندا أن نسبة الأغنام مقارنة بالفرد الواحد وصلت لأدنى مستوياتها في العام الماضي 2022، وتحديدا أدنى مستوى لها منذ العام 1850.
وأظهرت البيانات أن ثمة 5 شياه مقابل المواطن الواحد، هذا وسجل العام 1982 نحو 22 شاةً مقابل الفرد الواحد.
التراجع ليس الأخير، فخلال شهر يونيو 2022، كانت أعداد الأغنام في البلد سجلت حوالي 25.3 مليون رأس، مع انخفاض بـ 400 ألف رأس، أي حوالي 2% وذلك مقارنة بالإحصاء السابق قبل 5 سنوات.
ويرجع البعض تراجع أعداد الخراف من حوالي 72 مليوناً في ثمانينيات القرن الماضي إلى 25 مليونا حالياً، بسبب زيادة تكلفة التربية وتراجع سعر الصوف.
تصدير الصوف
لكن في الواقع، لا تزال نيوزيلندا واحدة من أكبر مصدري الصوف في العالم، إذ بلغت قيمة صادراتها منه خلال 2022 نحو 284 مليون دولار.
وبجانب الاستفادة من صادرات الصوف، تتوارث الأجيال في المزارع النيوزيلندية طرقا وأساليبَا خاصة بالتعامل مع الأغنام، وجزّ الصوف بشكلٍ تقني.
كما ظهرت في البلاد مسابقات لجزّ صوف الأغنام - كثير منها يُؤخذ على محمل الجد -، ومن بين المسابقات، بطولة Golden Shears الدولية، التي ظهرت فكرتها في العام 1958، واليوم تستقطب جزازي الصوف من مختلف أنحاء العالم، الكل يحاول إظهار البراعة والبعض ينجح في جزّ صوف شاة وتشذيبها في 60 ثانية فقط قبل أن يبدأ بشاة ثانية.
يذكر أنه في ديسمبر الماضي، تم تحطيم الرقم القياسي العالمي المنفرد بجزّ صوف نحو 746 خاروفاً خلال ثماني ساعات فقط.
ضريبة على تجشؤ المواشي
تشكل الغازات كالميثان الذي ينبعث بصورة طبيعية من نحو 6.2 مليون بقرة ونحو 25 مليون رأس غنم في نيوزيلندا عند إطلاقها الريح أو لدى تجشوئها، وأكسيد النيتروز الموجود في بول المواشي، إحدى أبرز المشكلات البيئية في البلد وأحد أسباب الاحترار الحراري، لذا كان الحل - من وجهة نظر حكومية – هو التوجه لفرض ضريبة على انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة من المواشي، في خطوة هي الأولى في العالم.
وتأمل الحكومة النيوزيلندية في أن يؤدي فرض الضريبة إلى تقليص الانبعاثات من المواشي بنسبة 20%.
لكن وفي أكتوبر الماضي، قُوبلت هذه الخطط باحتجاجات من قبل عدد من المزارعين في مدن كبرى في نيوزيلندا، فيما دعا البعض الحكومة إلى التخلي عن خططها.
نيوزيلندا.. مكاسب مالية أم رفاهية الحيوانات
في العام 2021، أعلنت نيوزيلندا أنها قررت حظر تصدير الأبقار الحية وحيوانات المراعي الأخرى عن طريق البحر، وذلك بسبب مخاوف تتعلق برفاهيتها خلال عمليات النقل.
وحينها، قال وزير الزراعة إن دخول الحظر حيز التنفيذ بالكامل سيستغرق عامين لمنح العملاء الذين استثمروا في القطاع فرصة لتحويل أنشطتهم إلى قطاعات أخرى.
ولفت الوزير إلى أن الخطر يفوق أي مكاسب مالية، لأنه لا توجد طريقة لحماية رفاهية الحيوانات بمجرد مغادرتها شواطئ نيوزيلندا.
وجدير بالذكر أن قيمة صادرات الحيوانات الحية في نيوزيلندا بلغت في عام الجائحة 2020 حوالي 184 مليون دولار، بزيادة ثلاثة أضعاف عن العام 2019. وتمثل هذه الصادرات جزءا فقط من إجمالي الصادرات الزراعية للبلد، التي تعد من أهم مصادر الدخل الأجنبي.
نيوزيلندا.. علاقات خاصة مع الطيور أيضاً
كانت نيوزيلندا قبل ألف عام، كما يصفها البعض، جنة طيور من كل الأنواع تتجول بحرية.
ولطالما اشتهر البلد بطيور الكيوي رمزاً وطنياً، سيما في أسطورة الماوري، التي اعتبرتها قوية ومرنة وقابلة للتكيف كما هي صفات النيوزيلنديين.
وفي إبريل الماضي وحول تلال العاصمة، ويلينغتون، وللمرة الأولى منذ قرن، ظهر الطائر - الذي لا يطير - من جديد وذلك بعد حملة استهدفت القضاء على الحيوانات المفترسة وبسبب أكثر من 90 مبادرة مجتمعية، لكن وبحسب خبراء يتطلب إنقاذها جهودا مستدامة.
وتشير التقديرات إلى أنه لم يتبق سوى حوالي 70 ألف طائر كيوي في نيوزيلندا، فيما من المستهدف إطلاق 250 طائرا على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى البرية.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4yNiA=
جزيرة ام اند امز