لماذا زار السيسي أوغندا بشكل مفاجئ اليوم؟
3 رسائل سياسية واقتصادية وراء زيارة السيسي المفاجئة لأوغندا
الرسائل الثلاث، عززتها مغادرة الرئيس المصري للبلاد، قبل يوم واحد من الموعد المحدد للزيارة، والتي كان مقررا أن تكون غدًا الاثنين.
3 رسائل سياسية واقتصادية حملتها زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى أوغندا، والتي تستمر ليوم واحد، بحسب خبراء مختصين بالشأن الإفريقي وصحيفة محلية.
الرسائل الثلاث، عززتها مغادرة الرئيس، للبلاد، قبل يوم واحد من الموعد المحدد للزيارة، والتي كان مقررا أن تكون غدًا الاثنين، بحسب مصدر حكومي مطلع.
المصدر الحكومي قال لبوابة "العين" الإخبارية ،إن الزيارة لم تكن مفاجئة ولكن جرى الترتيب لها منذ أسبوع، بعد دعوة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، لنظيره المصري، مشيرًا إلى أن الموعد المقرر كان الإثنين لكن تم التعجيل بالزيارة.
ولم يرغب المصدر في توضيح سبب تغيير موعد الزيارة، لكنه استبعد أن يكون ذات صلة بتقارير إعلامية حول تحرك سعودي في إثيوبيا.
وكانت وسائل إعلام دولية نقلت عن مصدر إثيوبي مطلع قوله، إن مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب، قام بزيارة إلى سد النهضة الإثيوبي.
وبعيداً عن هذا الربط يبقى التساؤل حول سبب زيارة السيسي لأوغندا اليوم، محل اهتمام من المراقبين الدوليين والمختصين بالشأن الإفريقي، وهو ما فسره خبيران، ومسؤول مصري بأنه ذات رسائل سياسية واقتصادية.
المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف قال في بيان صحفي، إن زيارة السيسي إلى أوغندا بهدف بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتأتي في إطار انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة، وحرصها على تدعيم التعاون معهم.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة أن الرئيس المصري سيعقد مع نظيره الأوغندي مباحثات تتطرق لعدد من القضايا الإفريقية ذات اهتمام مشترك، دون أن يحدد طبيعة هذه القضايا.
السفير هاني مخلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية ومندوب مصر السابق لدى الجامعة العربية، إن زيارة الرئيس السيسي لأوغندا تحمل 3 أبعاد رئيسية، الأولى اهتمام مصر بتأمين الحدود الليبية بالتنسيق مع دول إفريقية مثل تشاد ومالي وبالطبع أوغندا لقطع الطريق على تحرك عناصر داعش والقاعدة في إفريقيا.
البعد الثاني يتصل بسد النهضة الأثيوبي الذي يثير مخاوف مصر على حصتها من مياه النيل، وهو ما يستدعي تشاورات على أعلى مستوى، للشروع في تسوية فنية أو سياسية ذات نوع من المؤامة المصرية الإثيوبية.
أما البعد الثالث، يرجع إلى حرص القيادة المصرية منذ ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 لاسترجاع المكانة المصرية بعدما كان هناك نقصان في الحضور الإفريقي.
وتوقع المسؤول المصري أن تشهد الأيام المقبلة مجموعة من الأنشطة والمشروعات المشتركة لخدمة التنمية والإعمار بين مصر والدول الأفريقية، مضيفًا: بالطبع كنا نتمنى أن يتم ذلك بالتنسيق مع الدول الخليجية ذات القدرات المالية لكن الظرف الآن غير مناسب.
واستبعد السفير المصري الربط بين توجه مصر لتعزيز العلاقات المصرية الإفريقية وبين تحركات الرياض سواء في جيبوتي أو أثيوبيا، قائلًا: ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها القيادة بأريتريا وإفريقيا.
وبخلاف زيارة المسؤول السعودي لأثيوبيا، كشف وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، مطلع الشهر الحالي، أن، مؤكدا أن قيادات عسكرية سعودية أجرت زيارات استكشافية إلى بعض المناطق الجيبوتية التي ستستضيف الوجود العسكري السعودي قريباً، وفق اتفاق أمني وعسكري وإستراتيجي، الذي لم يتم توقعيه بعد.
وعلى غرار السفير المصري، قال هاني رسلان، الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية لبوابة "العين" الإخبارية إن زيارة الرئيس السيسي تعكس توجه مصر لدعم العلاقات الثنائية مع دول حوض النيل جنباً إلى جنب مع نشاط مصر في العمل الإفريقي الجماعي، مستبعداً وجود رابط بين ما يحدث من تحركات سعودية وبين هذا التوجه.
وأضاف رسلان، أوغندا في إقليم البحيرات وأثيوبيا في الحوض الشرقي، وحتى الربط فيما يتعلق بالتأثيرات مع سد النهضة بعيدة، خاصة لعدم وجود قضايا مائية مشتركة حتى وإن كانتا دولتان في حوض النيل.
وتابع الخبير الإستراتيجي، أما ملف العلاقات السعودية الإثيوبية، فنحن نعتبرها نوع من المقايضة والتصعيد غير المدروس، لكن مصر موقفها واضح لا تقبل الإملاء وهو ما ظهر جليًا في سوريا واليمن حيث لا ترغب القاهرة في التورط في القتال العسكري، وبالتالي لن يكون هناك بديل عن هذا الموقف، أو دخول في سجال على كسب ود الدول الأفريقية بغرض المكايدة، ولكن توجه مصر لتعزيز علاقتها بأفريقيا ثابت بعيدًا عن ذلك الملف.
ونقلت صحيفة مصرية اليوم عن مصادر لم تسمها قولها إن زيارة الرئيس المصري لأوغندا تستهدف تعزيز التعاون الثنائى بين مصر ودول حوض النيل الجنوبى، من خلال توقيع عددا من الاتفاقيات التى تضمن زيادة التجارة البينية بين مصر وهذه الدول، ومنها اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين.
وقالت صحيفة "اليوم السابع"، نقلًا عن مصادر، إنه من المتوقع أن يتم الإعداد لتوقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بين مصر وأوغندا، لتسهيل استيراد وتصدير المنتجات الغذائية، ضمن سياسات مصر نحو تكثيف التعاون مع دول حوض النيل، التى تشمل اتفاقية لتسهيل إجراءات استيراد اللحوم من اوغندا واتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين.
بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قال لبوابة "العين" الإخبارية إن زيارة الرئيس السيسي لا يمكن أن تنفصل عن ملف الأمن المائي المصري، موضحًا أن الزيارة محورية بالنسبة لمصر فيما يتعلق بسبل حماية وتامين الأمن المائي المصري.
وأضاف عبد الفتاح: هناك أهمية استراتيجية فأي تحرك غير سياسي لمصر في ملف سد النهضة الإثيوبي، تبقى في حاجة لدعم لوجستي وجيواستراتيجي قبل اتخاذه.
بعد أخر، ذهب إليه عبد الفتاح وهو بعد اقتصادي ويتضمن الاتفاقات التجارية المشتركة للتعاون بين مصر وبين الدول الأفريقية. أما البعد الثالث بشأن تأمين الجهة الشرقية من الحدود مع ليبيا، قال عنه بشير: أمر يجعل التنسيق مع دول حوض النيل ضرورة لا غنى عنها، ليس في ملف أثيوبيا فحسب.
وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة، سيمثل نفعًا في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.