أسباب "غير نفطية" وراء صعود أسعار الخام
النفط يواصل الصعود مسجلاً 75 دولاراً للبرميل، وربما يقترب من كسر حاجز الـ 80 دولاراً .. لكن ما الأسباب؟.
مازالت أسعار النفط العالمية تواصل الصعود لأعلى مستوياتها منذ أواخر 2014، حيث قفزت في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، عقود خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 75.20 دولار، وهو مستوى لم تبلغه منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.
ووصل برنت إلى 75 دولارا، بزيادة 29 سنتا، أو 0.4%، عن آخر إغلاق له.
لكن أسعار النفط الخام المسجلة فعليا، تزيد بأكثر من 10 دولارات عن توقعات مؤسسات وبنوك إقليمية وعالمية، التي وضعت سعر 65 دولارا كمتوسط لبرميل النفط في 2018.
وفي تعاملات الأسبوع الماضي، صعد خام برنت القياسي بنسبة 3% من 71.5 دولار للبرميل، ليغلق في نهاية جلسة يوم الجمعة إلى 73.63 دولار.
والسؤال، هل عمليات الصعود المتواصلة هي مدفوعة بتوقعات إزاء استئناف الولايات المتحدة عقوباتها على إيران ومواصلة دول منظمة أوبك خفض الإمدادات وسط طلب قوي، أم أن هناك أسبابا أخرى غير معلنة؟.
يقول الخبير النفطي، وضاح ألطه (عراقي مقيم في الإمارات)، إن أسبابا غير نفطية في الأساس، هي وراء صعود أسعار النفط الخام.
وأضاف ألطه، وهو عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية البريطاني في الإمارات، أن التوترات الجيوسياسة في المنطقة (ضربة سوريا)، والتهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على إيران، تعد سببا رئيسا في صعود أسعار الخام.
وأشار في تصريح لـ "العين الإخبارية"، إلى أن أسبابا أخرى مرتبطة بالتزام "أوبك" بقرار خفض الإنتاج كان له دور ثانوي في صعود سعر البرميل.
وقالت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين منظمة "أوبك" والمنتجين المستقلين، يوم الجمعة، إن الالتزام باتفاق خفض الإنتاج بلغ 149% في مارس/أذار الماضي.
إلا أن الخبير النفطي، أرجع ارتفاع النسبة إلى خفض إنتاج النفط في دول مثل فنزويلا، وليبيا ونيجيريا، لأسباب عطلت من زيادة الإنتاج.
وتابع: "أسعار النفط الحالية، متناقضة مع التقارير القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية"، التي تشير إلى زيادة متواصلة في الإنتاج، إلى 10.5 ملايين برميل، وهو مستوى قياسي.
وقدر ألطه، متوسط سعر برميل النفط وفق ظروف السوق النفطية الحالية، عند 70 دولارا بحد أقصى، بدلا من حدود 74 دولارا فعليا.
كذلك، يأتي ارتفاع أسعار الخام، مناقضة لمخزونات الدول الصناعية، إذ يبلغ إجمالي احتياطيات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD نحو 2.8 مليار برميل، وهو رقم لا يزال مرتفعا، بحسب الخبير النفطي العراقي.
والجمعة الماضية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن ارتفاع أسعار النفط المسجلة عند حدود 74 دولارا، "مصطنع في ظل الكميات المعروضة المرتفعة".
ويترقب منتجو النفط، انتهاء معروض النفط الخام خلال وقت لاحق من العام الجاري، ومعاودة التوازن إلى السوق النفطية.