"لوبينيون" تحدد 3 أسباب لتوتر العلاقات بين فرنسا وتركيا
الباحث جون دومنيك مارشييه أكد أن أول أسباب الانتقادات الفرنسية لتركيا تعود إلى عدوان رجب طيب أردوغان على الشمال السوري.
حددت صحيفة لوبينيون الفرنسية 3 أسباب لتوتر العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وباريس، مؤخرا، رغم كونهما عضوين في حلف شمال الأطلسي.
وفي مقال له بصحيفة لوبينيون حمل عنوان "فرنسا وتركيا: موجة باردة خطيرة للغاية على الرغم من التعاون لمكافحة الإرهاب"، أكد الباحث جون دومنيك مارشييه أن أول أسباب الانتقادات الفرنسية لتركيا يعود إلى عدوان رجب طيب أردوغان على الشمال السوري.
أما السببان الآخران فيتمثلان في احتضان باريس بعض الأكراد مقابل تهديدات تركيا بإغراق أوروبا بالمهاجرين، إضافة إلى إرسال أنقرة مسلحين أجانب إلى بلادهم الأصلية وفي مقدمتها فرنسا.
الباحث الفرنسي مارشييه أكد في مقاله أن الهجوم التركي على الأكراد أثار غضبا قويا في باريس، في الوقت الذي تستمر عمليات إعادة الإرهابيين الأجانب إلى بلادهم الأصلية، وسط مخاوف فرنسية من فرار هؤلاء المتطرفين بعد استلامها لهم.
وبدأت السلطات التركية، الإثنين الماضي، إعادة 25 إرهابيا وعائلاتهم إلى بلدانهم الأصلية، بينهم 11 فرنسيا، بينما تريد الدول الغربية الحكم على هؤلاء الإرهابيين في العراق.
حادثة ثانية رصدها مارشييه، عكست بدورها حالة الجمود في العلاقات بين حليفي (الناتو)، وتتمثل في موقف باريس من عدوان أنقرة على شمال سوريا، والذي وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه "جنون".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه لم تتم دعوة السفير التركي في باريس لاحتفالات ذكرى هدنة كومبين الأولى، التي تُجرى في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، والتي أنهت بموجبها الحرب العالمية الأولى.
ولا يخفى على المتابعين للعلاقات الفرنسية التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد تمت دعوته للاحتفال نفسه، العام الماضي في باريس.
وفي المقابل، تم إرسال تعميم إلى السفراء الفرنسيين بعدم حضور فعاليات اليوم الوطني التركي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعن تصريحات ماكرون الخاصة بوضع الناتو بقوله إنه "في حالة موت دماغي"، رد أردوغان خلال زيارته الأخيرة لواشنطن: "كلمات غير مقبولة".
هنا أوضح الباحث جون دومنيك مارشييه أن الرئيسين الفرنسي والتركي لم يلتقيا أو يتحادثا منذ 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو وقت مباراة لكرة القدم بين البلدين.
وفيما يرتبط بالسبب الثالث لتوتر العلاقات الفرنسية التركية، رأى باحث صحيفة لوبينيون أن احتضان باريس للأكراد يثير غضب أنقرة، موضحا أن الفرنسيين أعلنوا التحالف مع القوات الكردية في سوريا كحليف عسكري على الأرض لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
ففي تصريحات سابقة لها، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلوانس بارلي: "لدينا واجب أخلاقي تجاه الأكراد الذين عملوا من أجلنا.. لا يمكن أن ينساها التاريخ".
كما تحتضن باريس مئات اللاجئين الأكراد، وكذلك المنظمات الكردية الحقوقية التي تندد بشكل مستمر استهداف الرئيس التركي لهم في حملات تطهير عرقي سواء بالعمليات العسكرية ضدهم أو بالاعتقالات.
وخلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية على غلاف أحد أعدادها صورة لأردوغان، مصحوبة بتعليق "مبيد"، في إشارة لحملات التطهير العرقي ضد الأكراد؛ الأمر الذي دفع أنقرة لتقديم شكوى ضد المجلة.
وتشهد العلاقات بين البلدين توترات أيضا، بعد اعتراف البرلمان الفرنسي بمجزرة الأرمن، وتخصيص يوم وطني لتأبين ضحايا الإبادة الجماعية لضحايا الدولة العثمانية عام 1915.
وقبل ذلك لوحت أنقرة عدة مرات بمساومة الاتحاد الأوروبي بملف اللاجئين والتهديد بإغراق أوروبا بالمهاجرين إذا لم تدفع جيدا لتركيا لبقائهم في البلاد.
والأسبوع الماضي، طالب برلمانيون أوروبيون بقطع المساعدات عن تركيا عقابا لأردوغان الذي يبتز دول القارة بإرسال الإرهابيين إلى بلادهم، كما دعوا إلى رفض قاطع لانضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.
aXA6IDE4LjExNy43OC4yMTUg جزيرة ام اند امز