بوادر تمرد جماعي ضد قيادة إخوان موريتانيا
تفكك وخلافات بالجملة تجعل من التمرد الجماعي ضد قيادة حزب تواصل الإخواني في موريتانيا هو السيناريو الأقرب خلال الفترة المقبلة.
رفضت أغلب قيادات المكتب التنفيذي لحزب إخوان موريتانيا "تواصل" قرارا جديدا لرئيس الحزب محمد محمود يتعلق بنتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت في البلاد أواخر الشهر الماضي وأسفرت عن فوز محمد ولد الشيخ الغزواني.
وفشل الحزب في عقد اجتماع، الجمعة، لمناقشة هذه الأزمة، ما شكل ضربة جديدة للحزب الذي يعاني التفكك والصراعات منذ عدة أشهر.
وأثار توقيع رئيس حزب إخوان موريتانيا "تواصل" محمد محمود، الخميس على بيان للمعارضة، دون استشارة ما يعرف بالمكتب التنفيذي للحزب، ردود فعل قوية داخل التنظيم واعتبرها البعض "تفردا في القرار، ومظهرا للتناقض والارتباك الذي يطبع قراراته.
وكشف القيادي في التنظيم محمد يحيى أبيه، عن حصول حزب الإخوان "تواصل" على محاضر فرز مكاتب التصويت تتطابق مع ما أعلنته اللجنة المستقلة للانتخابات من نتائج، مستهجنا استمرار رفضه للنتائج، داعيا إلى الاعتراف بالواقع وتهنئة الرئيس المنتخب.
أما الرئيس السابق للحزب محمد جميل منصور فكان قد سارع قبل ذلك إلى تهنئة الرئيس المنتخب محمد الشيخ الغزواني إلى جانب عدد كبير من قيادات التنظيم، في حين ذهبت القيادة الحالية للحزب في اتجاه معاكس عندما وقَّعت مع عدد من أحزاب المعارضة بيانا يرفض هذه النتائج.
وكان محمد جميل منصور، الرئيس السابق المؤسس لحزب إخوان موريتانيا (تواصل)، وجه في الفترة الأخيرة انتقادات ضمنية إلى قيادات الإخوان على خلفية موقفهم من دعم المرشح الرئاسي رئيس الوزراء محمد ولد بوبكر.
وشكلت سلسلة تدوينات ولد منصور وأكبر منظري التنظيم في موريتانيا، المنتقدة لخطه السياسي، ضربة قوية لوحدة التنظيم الداخلية في مقتل، ووجهت له أكبر صفعة لحزبه منذ إنشائه عام 2007.
أزمة الإخوان في موريتانيا عكستها أخيرا نتائج الانتخابات الرئاسية، بالتراجع المريع للتنظيم وخروجه بشكل كلي من نواكشوط التي كان يسيطر على اثنتين من بلدياتها التسعة.
فيما حل المرشح من المدعوم من التنظيم في المرتبة الثالثة متراجعا إلى الخلف، عكس أغلب التوقعات.
وتوالت خلال الأشهر الأخيرة الانشقاقات التي دبت في التنظيم بعيد إعلان حزبهم "تواصل" دعم المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية المنصرمة محمد ولد بوبكر،.
وهي الخطوة التي أدت إلى تمرد العديد من القيادات المؤسسة للتنظيم والأطر الشبابية والكتل الانتخابية عن الحزب والتحاقها بالرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني غداة ترشحه للرئاسيات.
وكان آخر انشقاقات التنظيم مغادرة عضو مجلس شورى الحزب ورئيس لجنة الرقابة المهندس أحمد سالم دكلة، وقبله كتلة "راشدون" السياسية التي يقودها سيناتور التنظيم السابق الشيخ عمر الفتح، الذي كشفت تصريحات أخيره له عن حقيقة الإخوان وامتهانهم ممارسة "التدين المغشوش" و"احتكار الدين".
وأوضح الفتح، في رسالة موجهة إلى الرأي العام، أنه ورفاقه "ملتزمون بالمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل"، ومنحازون لاستقرار موريتانيا ومؤسساتها السيادية وللرئيس المنتخب (المرشح حينها) محمد ولد الشيخ الغزواني.
ولا يعد انشقاق القيادات وتمرد الكتل الشعبية عن سيطرة التنظيم، فحسب، المأزق الوحيد الذي يتردى فيه التنظيم الإرهابي على الساحة الموريتانية، بل تأتي هذه الانشقاقات متناغمة مع استمرار حملة الهدم والإغلاق ضد الجمعيات المحسوبة عليه، التي بدأت هي الأخرى تسقط تباعا وبوتيرة متصاعدة في قبضة الأمن.
وما بين مطرقة الانشقاقات وسندان إغلاق الجمعيات يترنح التنظيم ويتلقى الضربات التي تهدد كيانه، وفق ما يخلص إليه كثير من المراقبين للوضع الموريتاني.
aXA6IDMuMTQ1Ljc1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز