نائب ليبي لـ"العين الإخبارية": بدء مصالحة وطنية بعد تطهير طرابلس
النائب الليبي سعيد مغيب يقول إنه بوجود هذه المليشيات لا يمكن أن تبني دولة أو أن يتم الحديث عن المدنية الحقيقية التي هي حلم الليبيين.
قال النائب البرلماني الليبي البارز سعيد مغيب إن العالم كله أصبح يدرك أن الجيش الوطني الليبي يقاتل مليشيات إرهابية في صفوف حكومة السراج في طرابلس، مؤكدا أنه سيتم طرح مصالحة شاملة عقب تطهير طرابلس من الإرهابيين.
- اجتماع "القاهرة 2".. النواب الليبي يضع خارطة لتسوية الأزمة
- مخرجات مؤتمر باليرمو حول ليبيا.. هزيمة لقطر وتركيا
وأكد مغيب في حوار خاص لـ"العين الإخبارية" أنه بوجود هذه المليشيات في المشهد الليبي لا يمكن أن تبني دولة أو أن يتحدثوا عن المدنية الحقيقية التي هي حلم الليبيين.
وأشار البرلماني الليبي إلى أن المليشيات تدعي الدفاع عن الدولة المدنية، متسائلا عن أي مدنية يتحدثون إذا كان باشاأغا وزير داخلية حكومة الوفاق قال بلسانه إن سبب قدوم الجيش لطرابلس هو المليشيات.
وقال إن: "المليشيات تجمعت في طرابلس تحت مسميات مختلفة وتحت أجندات مختلفة سواء عرقية أو مناطقية وإرهابية، وبينها من له أطماع سياسية كتنظيم الإخوان الإرهابي الذي يتحصل على تمويل من قطر وتركيا ويطمع أن تكون ليبيا في قبضته".
وتابع مغيب أن "لتركيا مخططا للسيطرة على شمال أفريقيا العربي رغم أن الشعب المصري أفسد ذلك المخطط حتى الآن".
وأوضح أن تركيا تنفذ هذا المخطط للضغط على الحكومة المصرية، لافتا إلى أنه "ليبيا أصحبت قاب قوسين من تطهير العاصمة للتمهيد لعودتها إلى قلب الوطن وبالتالي بعد تحرير كامل ترابها ومن ثم الوصول إلى المصالحة الوطنية وبناء الدولة المدنية".
المصالحة الوطنية
وبسؤال النائب الليبي البارز سعيد مغيب عن فكرة المصالحة فقال: "إن كل الدول التي شهدت نزاعات مسلحة تحتاج مصالحة في نهاية المطاف".
وأشار إلى أن "الجميع يود أن تعود اللحمة الوطنية إلى سابق عهدها بعيدا عن التخوين وما يشق الصف ويهدد النسيج الاجتماعي".
وقال: "إن المصالحة ستكون عقب تحرير العاصمة، فبعد تحرير أجزاء كبيرة من بنغازي ودرنة والهلال النفطي والجنوب لم يتبقَ إلى طرابلس وهي ليست استثناء، حينها نستطيع التحدث عن المصالحة من خلال الشيوخ والقبائل".
وبسؤاله عن هل تبدو فكرة المصالحة ولو بعد انتهاء الحرب على الإرهاب قريبة من ذهن الليبيين، رد مغيب بأن "الشعب الليبي حميم جدا وطيب ويجتمع في أي لحظة من اللحظات، والقبائل حين دعمت الجيش في الشرق منذ البداية لم يكن للسيطرة على مدينة معينة أو لعداوات شخصية وإنما كان دعما لقوات مسلحة نظامية كلفت من البرلمان".
وتابع "ما حدث من جرائم بعد 2011 لم تكن لها جذور بين القبائل والمدن بل هي أزمة طارئة وليست متأصلة وحدثت بعد ثورات الربيع العربي، وليبيا ليست استثناء عما حدث في بعض الدول العربية مثل اليمن وسوريا والعراق".
واستطرد أن "ليبيا تختلف عن هذه الدول العربية التي بها أعراق مختلفة بأنها على مذهب واحد وهي دولة إسلامية مالكية وليست فيها هذه الأعراق فنستطيع أن نتفاءل بحدوث مصالحة شاملة ولكن بعد سيطرة كاملة من الجيش المكلف من البرلمان".
القبول الدولي
بعد سيطرة الجيش الليبي على الهلال النفطي لم يستطع إدارة المؤسسة الوطنية للنفط؟ فهل سيترك له إدارة شؤون البلاد إلى حين الاحتكام إلى الصناديق؟
يرد مغيب "دول العالم تعمل حسب مصالحها، والآن مصلحة بعض الدول في أن تبقى المؤسسة الوطنية للنفط تحت سيطرة رئيسها مصطفى صنع الله، رغم كون الجيش الليبي هو من يقوم بتأمينها لكن في حالة سيطرة الجيش على العاصمة طرابلس ووجود البرلمان، سترجع كل المؤسسات إلى سابق عهدها وتكون هناك مؤسسات واحدة سواء بالنسبة للنفط أو المصرف المركزي".
وأشار إلى أن تحرير العاصمة يحتاج إلى استحقاقات لن يقبلها العالم إلا عبر مجلس النواب الموحد باعتباره الجهة التشريعية الوحيدة المنتخبة، ولذلك شارك النواب الليبيون في اجتماعات القاهرة 1 و2 لتوحيد رؤى أعضاء هذا المجلس لرأب الصدع الداخلي.
مؤتمر برلين
وحول موقف أعضاء مجلس النواب الليبي من مؤتمر برلين المزمع عقده قريبا قال "مغيب": "إن المؤتمر سيضم 5 دول، ولن تكون هناك مشاركة من أي طرف ليبي سواء شرعيا أو غير شرعي باعتباره مؤتمرا للدول".
ويضيف مغيب أنه "من حسن حظ الشعب الليبي وجود مصر العربية الجارة والأخت الكبرى في مؤتمر برلين"، مطالبا الحكومة المصرية أثناء المؤتمر بدعم القرار رقم 7 لمجلس النواب الليبي القاضي بنزع سلاح المليشيات وتفكيكها لتخليص ليبيا من الإرهاب.
واختتم مغيب حديثه بالقول: "إن النواب والشعب الليبي يثقون في الرؤية المصرية لحل مشكلات بلدهم"، قائلا: "مصر كانت دائما تقوم بدورها الذي نتوقعه منها، والدبلوماسية المصرية ستبذل قصارى جهدها لدعم الشعب الليبي وتطلعاته في بناء دولة ديمقراطية حديثة بعد تخليص بلدنا من الإرهابيين".