المصالحة في السويداء السورية.. خريطة طريق بدعم أمريكي-أردني

الحكومة السورية تعلن خريطة طريق لإرساء مصالحة في محافظة السويداء بدعم أمريكي وأردني.
واليوم الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خريطة طريق بدعم من الولايات المتحدة والأردن لإرساء المصالحة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث وقعت أعمال عنف دامية في يوليو/ تموز الماضي.
وقال الشيباني في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي توم براك: "وضعت الحكومة السورية خريطة طريق واضحة للعمل...تدعم العدالة وتقوم على بناء الثقة".
وأشار إلى أن الخريطة تستند إلى خطوات من ضمنها "محاسبة" من اعتدى على المدنيين و"تعويض المتضررين" و"إطلاق مسار للمصالحة الداخلية".
نص خارطة الطريق
واتفقت الدول الثلاث على التعاون لتنفيذ الخطوات التالية، بشكل عاجل، وفي إطار الاحترام الكامل للسيادة السورية:
1- تدعو الحكومة السورية لجنة التحقيق المستقلة الدولية بشأن الجمهورية العربية السورية لإجراء تحقيق حول الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظة السويداء مؤخراً، وتلتزم الحكومة بمحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات في تلك الأحداث، وفق القانون السوري.
2- ستتخذ الحكومة السورية الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من تشير الأدلة إلى ارتكابه انتهاكات أو كان طرفاً في ارتكاب التجاوزات ضد المدنيين وممتلكاتهم.
3- تؤمن الحكومة السورية، وبدعم من الأردن والولايات المتحدة استمرار إيصال كميات كافية من المساعدات الإنسانية والطبية للمحافظة، وبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية ودول أخرى.
4- تستمر الحكومة السورية في جهودها المستهدفة إعادة كل الخدمات الأساسية في المحافظة، ويدعم الأردن والولايات المتحدة جهود تأمين التمويل الكافي من المانحين الدوليين.
5- تنشر الحكومة السورية قوات مؤهلة ومدربة تابعة لوزارة الداخلية على طول طريق السويداء- دمشق لضمان حرية الحركة الآمنة للمواطنين والتجارة، وبدعم من المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية في المساعدة في تجاوز المعوقات العملية.
6- تسحب الحكومة السورية كل المقاتلين المدنيين من الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وتنشر قوات شرطية مؤهلة ومدربة ومنضبطة على الحدود الإدارية للمحافظة، استناداً لاتفاق عمّان، وتتخذ كل الخطوات اللازمة لتمكين سكان قرى السويداء التي شهدت اقتتالاً خلال الأحداث المؤسفة من العودة إلى قراهم.
7- ستدعم الدول الثلاث جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاستكمال إطلاق كل المحتجزين والمختطفين وتسريع عملية التبادل.
8- تعلن الحكومة السورية خططها بشأن إعادة بناء القرى والممتلكات المتضررة. ويقوم الأردن والولايات المتحدة بدعم جهود تحصيل الدعم اللازم.
9 – ستقود الحكومة السورية جهود تكريس سردية وطنية تحتفي بالوحدة والتعددية والمساواة بين جميع السوريين وسيادة القانون، كما ستسرع جهودها المستهدفة احتواء وإنهاء خطاب الكراهية الذي يروج للانقسام والعنف والطائفية والتمييز العرقي والطائفي، وبما في ذلك من خلال اعتماد التشريعات التي تجرم خطاب الكراهية. وسيقدم الأردن والولايات المتحدة المساعدة القانونية لاعتماد هذه التشريعات إن كان هناك حاجة.
10- سيدعو الأردن، وبالتنسيق مع الجمهورية العربية السورية، وفداً من المجتمعات المحلية في السويداء (الدروز، والمسيحيين، والسنة)، ووفداً آخر من ممثلي العشائر البدوية في محافظة السويداء لاجتماعات للمساعدة في تحقيق المصالحة.
11- سيعمل الأردن والولايات المتحدة مع الحكومة السورية والمجتمعات في السويداء للتوافق على ترتيبات أمنية وإدارية قصيرة ومتوسطة الأمد للفترة الانتقالية وصولاً لإعادة الاندماج الكلي للمحافظة في المؤسسات الحكومية، وستنطلق هذه الجهود من حقيقة أن محافظة السويداء جزء أصيل من سوريا، وأن المصالحة الوطنية يجب أن تتحقق، وستستهدف المناقشات الوصول إلى تدابير بناء الثقة وخطوات عملية لمعالجة التحديات الراهنة، بما يتسق واتفاقات جولتي المباحثات في عمان.
وستتضمن هذه الترتيبات خططاً لتحقيق ما يلي:
– تشكيل قوة شرطية محلية، تضم كافة المجتمعات في المحافظة، وستكون هذه القوة تحت قيادة شخصية (من المحافظة) تعينها وزارة الداخلية، وستحدد المفاوضات تركيبة هذه القوة وتكوينها.
– تفعيل كل المؤسسات المدنية الإدارية في المحافظة، وبالتعاون بين المجتمع المحلي في المحافظة ومؤسسات الدولة ذات الصلة.
– بالتنسيق مع المجتمع المحلي في السويداء، تشكيل مجلس محافظة يمثل كل مكونات المجتمع المحلي في السويداء، ويناط بالمجلس مهمة التفاعل مع الحكومة السورية وقيادة الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية.
-استكمال إطلاق سراح جميع المحتجزين والمخطوفين وتعداد المفقودين وتحديدهم.
– إدارة تدفق المساعدات للمحافظة بالتعاون مع الحكومة.
– إنهاء التدخل الخارجي في محافظة السويداء والتأكيد على الالتزام بأن المحافظة جزءٌ لا يتجزأ من سوريا.
– تسهيل الوصول إلى كل الأدلة، بما في ذلك الجثث وشهادات الشهود وكاميرات المراقبة في المناطق التي شهدت عمليات اقتتال.
-التعاون مع الحكومة السورية ولجنة التحقيق المستقلة الدولية بشأن الجمهورية العربية السورية لضمان المساءلة القانونية لكل من يثبت ارتكابه انتهاكات.
– التوافق على خارطة طريق للمصالحة مع الحكومة.
12- تعمل الولايات المتحدة، وبالتشاور مع الحكومة السورية، على التوصل لتفاهمات أمنية مع إسرائيل حول الجنوب السوري تعالج الشواغل الأمنية المشروعة لكل من سوريا وإسرائيل، مع التأكيد على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وسيدعم الأردن هذا الجهد، وبما في ذلك عبر اجتماعات مشتركة.
13- ستنشئ سوريا والأردن والولايات المتحدة آلية عمل لمراقبة تطبيق خارطة الطريق، بما يحترم السيادة السورية بالكامل.
«أكثر استقرارا»
تأتي خريطة الطريق بعد سويعات من إعلان السلطات السورية استحداث منصب قائد الأمن الداخلي في مدينة السويداء، وعيّنت فيه قائدا محليا درزيا، في خطوة تندرج في إطار المساعي لتهدئة التوتر بالمحافظة.
وأفاد التلفزيون الرسمي، نقلا عن مصدر في وزارة الداخلية، بتعيين سليمان عبد الباقي مديرا لمديرية الأمن في مدينة السويداء.
وقال وزير الداخلية أنس خطاب في منشور على إكس، إن التعيينات الجديدة جرت "بمشاركة فاعلة من أبناء المحافظة ومن مختلف المكونات"، واعتبرها بداية لمسار "أكثر استقرارا" في المحافظة.
من جانبه، قال عبدالباقي في تسجيل مصور نشره عبر موقع فيسبوك، إن وزير الداخلية كلفه بإدارة الملف الأمني داخل السويداء، مؤكدا متابعته لملف المختطفين من أبناء المدينة.
وطالب قائد الأمن الداخلي الجديد أهالي السويداء بإرسال قوائم تضم أسماء المختطفين أو المفقودين لمتابعة الملف.
أعمال عنف
أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 516 مختطفا من الدروز في محافظة السويداء، بينهم 103 سيدات منذ بدء أعمال العنف بالمحافظة في يوليو/تموز الماضي.
وفي غضون ذلك، استقبل وزير الداخلية أنس خطاب الثلاثاء أعضاء لجنة التحقيق الخاصة بأحداث السويداء، وبحث "أبرز المعوقات التي تعترض عمل اللجنة.. والسبل الكفيلة بتجاوزها".
وشهدت محافظة السويداء لمدة أسبوع، بدءا من 13 يوليو/تموز المنقضي، اشتباكات بين مسلحين دروز ومقاتلين بدو، قبل أن تتحول إلى مواجهات دامية، ما استدعى تدخل القوات الحكومية لوقف الاشتباكات.