تجنيد القاصرين.. مليشيا الحوثي تعيد طفلا مفقودا في تابوت
مصادر حقوقية قالت لـ"العين الإخبارية"، إن الأسرة كانت تتوقع أن عملية الاختطاف عبارة عن ابتزاز مادي من قبل أي طرف
"قتل للطفولة بدم بارد".. مشهد يتكرر كثيرا داخل اليمن الذي يعاني من إجرام المليشيات الحوثية، فداخل إحدى الأسر اليمنية، حيث عجز أهالي الطفل عبدالعزيز الذرحاني، عن إيجاد نجل ذي الـ13 ربيعا، بعد تعميم صورة على منصات التواصل الاجتماعي مقرونة بمكافأة مالية لمن يعثر عليه.
الأسرة التي تقيم بمديرية "جُبّن" بمحافظة الضالع جنوبي اليمن، فقدت طفلها عبدالرحمن في 14 يوليو/تموز الجاري، وعلى مدار الأيام الماضية، ظلت تبحث عنه في كل البلدات المجاورة وصولا إلى محافظتي إب وعدن، لكن لم تجد له أي أثر.
خطف الأطفال
ولم تكن أسرة الذرحاني، تتوقع أن طفلها تم اختطافه من قبل المليشيا الحوثية، ونقله للقتال في صفوف المسلحين بمحافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد.
وقالت مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية"، إن الأسرة كانت تتوقع أن عملية الاختطاف عبارة عن ابتزاز مادي من قبل أي طرف، ولذلك قامت بنشر إعلان الفقدان مقرونا برقم هاتف محمول للتواصل، وذكر مكافأة مالية لمن يعثر عليه.
وأشارت المصادر، إلى أن المشرفين الأمنيين للمليشيا، كانوا اختطفوا الطفل عبدالرحمن منتصف يوليو/ تموز الجاري، و أوهموه بأنه سيشارك معهم في دورة صيفية، لكن المفاجأة كانت إرساله إلى جبهات القتال.
ولأنه طفل غير محترف القتال، لم يُكمل "عبدالرحمن" الأيام العشر حتى عاد إلى أهله جثة هامدة، حيث قامت المليشيا بإطلاق كنية "أبو علي" عليه، تماما كما تخلع الأسماء التنظيمية لكافة مجاميعها المسلحة.
وقوبلت الجريمة باستنكار حقوقي وشعبي ورسمي واسع، حيث ندد المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) بعملية استدراج الطفل عبدالرحمن، وتجنيده للقتال في صفوفها ضد الحكومة الشرعية.
وقال المركز، في بيان، حصلت عليه "العين الإخبارية"، إن المليشيا استدرجت الطفل أثناء ملتقى بأحد المساجد في مديرية "جُبّن" بالضالع، وشوهد في يوم اختفائه، يخرج من منزل أسرته في وقت كان 3 من مليشيا الحوثي ينتظرونه على مقربة من مسكنه.
تجنيد أكثر من 20 ألف طفل
وفقا لمنظمات حقوقية يمنية ودولية، تتصدر مليشيا الحوثي الانقلابية عمليات تجنيد غير قانونية للأطفال دون السن القانونية باليمن، وذلك بعد رصد أكثر من 20 ألف طفل خلال 5 أعوام من الانقلاب.
ورفضت المليشيا الحوثية كافة الدعوات الأممية الداعية لتجريم تجنيد الأطفال، وواصلت اختطافهم من المدارس والأحياء السكنية بهدف تغطية العجز الكبير بقياداتها الذي قتلوا بمعارك مأرب والبيضاء.
ومن جانبه اعتبر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الطفل الذرحاني، بأنه واحد من آلاف الأطفال الذين عادوا إلى أسرهم أشلاء أو في صناديق أو بإعاقات بدنية ونفسية بعد أن اختطفتهم مليشيا الحوثي وغسلت عقولهم واستدرجتهم لجبهات القتال، ثم دفعت بهم لمحارق الموت خدمة للمشروع التوسعي الإيراني.
وطالب الوزير اليمني، في تغريدات له على تويتر، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفل.
وقال إن تلك المنظمات مطالبة بموقف حازم إزاء هذه الجريمة البشعة وكافة جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق أطفال اليمن التي تمثل انتهاكا غير مسبوق لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تحرم تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال القتالية.