مليشيا الحوثي تجبر اليمنيين على التبرع بالدم لجرحاها
مصادر يمنية تقول إن فرقا طبية موالية للحوثيين نفذت نزولا ميدانيا، طال عددا من المرافق الحكومية، وتم إجبار الجميع على التبرع بالدماء
اضطرت مليشيا الحوثي الانقلابية لفرض حملة إجبارية للتبرع بالدم لجرحاها، كإحدى العواقب الوخيمة لتصعيدها العسكري في عدد من الجبهات اليمنية، خصوصا بمأرب والحديدة والبيضاء.
وأعلنت المليشيا الانقلابية، الخميس، تدشين المرحلة الثالثة من التبرع بالدم لجرحى مجاميعها المسلحة الذين تعرضوا لإصابات في المعارك الدائرة مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، أو بغارات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة أخرى.
وذكرت المليشيا الحوثية أن الحملة الثالثة سوف تستمر حتى نهاية مطلع يوليو الجاري، وذلك في صنعاء وعموم المحافظات الخاضعة لسيطرتها، من أجل إنقاذ أرواح المئات من جرحاها في مستشفيات صنعاء.
ورغم دفع المليشيا الحوثية بعدد من القيادات البارزة لتقدم عملية التبرع، وعلى رأسهم محمد علي الحوثي، إلا أن مصادر طبية أكدت لـ"العين الإخبارية" أن حملة التبرع بالدم تحولت إلى إجبارية في جميع الدوائر الحكومية الخاضعة لسيطرتها.
وكشفت المصادر أن فرقا طبية موالية للحوثيين، نفذت نزولا ميدانيا طال عدد من المرافق الحكومية بصنعاء، وتم إجبار جميع الموظفين على التبرع بالدماء لجرحى الانقلابيين.
ووفقا للمصادر، فقد طافت الفرق الطبية إدارات المرور ومصلحة الهجرة والجوازات ومؤسسة الاتصالات، وعدد من المصالح الخدمية، وتم إجبار طواقمها على التبرع، فضلا عن مرتاديها من المواطنين.
وتخوف سكان في صنعاء من نزول عشوائي خلال الأيام القادمة إلى الأحياء السكنية، وإجبار المواطنين على التبرع بالدم لجرحى المليشيا الحوثية، خصوصا في ظل سوء التغذية الحاد الذي تعيشه المجتمعات في مناطق سيطرة الانقلابيين.
وتحاول المليشيا الحوثية إنقاذ جرحاها بعد تزايد الدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أنصارهم، بخصوص وجود إهمال غير مسبوق من السلطات الانقلابية لجرحى الحرب.
خسائر بشرية مهولة
تتكتم المليشيا الحوثية في العادة عن خسائرها في المعارك الدائرة مع القوات الحكومية بعدد من الجبهات، لكن لجوئها لحملة تبرع إجبارية يكشف بوضوح حجم الخسائر البشرية في صفوفها، وذلك جراء التصعيد الواسع الذي تشنه على مأرب والبيضاء وإشعال جبهات الساحل الغربي بالحديدة.
ومنذ تصعيدها الكبير في نهم والجوف والبيضاء وأطراف مأرب، تعرضت المليشيا الحوثية لأكبر عملية استنزاف، تمثلت بمقتل أكثر من 2000 مقاتل خلال الشهرين الماضيين، وذلك وفقا لإحصائيات صادرة عن مؤسسات حوثية.
وقال مصدر طبي بصنعاء لـ"العين الإخبارية" إن الطاقة الاستيعابية للمستشفى العسكري بالعاصمة قد نفدت، جراء التدفق اليومي للجرحى وغالبيتهم إصابات خطيرة وبحاجة لعمليات جراحية معقدة وتبرع بالدماء.
ولجأت المليشيا الحوثية إلى استحداث مستشفيات ميدانية في أطراف مأرب والجوف من أجل إنقاذ جرحاها بشكل فوري عبر إسعافات أولية، قبيل نقلهم إلى صنعاء، وفقا للمصادر.
وخلافا لآلاف الجرحى تكتظ بهم مشافي صنعاء، تعرضت مليشيا الحوثي لخسائر واسعة في أعداد القتلى، وذلك بالتزامن مع تصاعد المعارك شرقي وغرب البلاد.
وكشفت إحصائيات رسمية أذاعتها وسائل إعلام حوثية عن مقتل 114 عنصرا من مليشيا الحوثي، خلال الفترة من 14 وحتى 21 يوليو الجاري، وذلك بناء على عمليات الدفن والتشييع اليومي.
ووفقا للمصادر، فإن من بين الخسائر الحوثية 18 قياديا ميدانيا وزعيما قبليا في 10 محافظات خاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية، على رأسها صنعاء بـ34 قتيلا تليها صعدة المعقل الرئيسي للانقلاب بـ21 قتيلا.
aXA6IDMuMTQ3LjI4LjExMSA= جزيرة ام اند امز