تجنيد الأفارقة.. موجة حوثية جديدة لاستغلال المهاجرين
لا تقتصر جرائم مليشيات الحوثي على الزج بالأطفال في المعارك المشتعلة في اليمن فقط، بل يتعدى ذلك إلى تجنيد أفارقة للقتال ضمن صفوفها.
ولأسباب كثيرة لعل أبرزها تعويض خسائرها البشرية، اتجهت مليشيات الحوثي إلى جعل الأفارقة وقودا لحروبها العبثية؛ إذ دفعت بالعشرات منهم في المعارك المحتدمة، لا سيما محافظة مأرب اليمنية.
وبحسب سكان في العاصمة صنعاء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" شريطة عدم ذكر أسمائهم، فإن التوجه الحوثي لم يكن وليد اللحظة، بل كان قائما منذ 3 أعوام، حينما اعتبرت مليشيات الحوثي الجاليات الأفريقية في صنعاء، مصدرا مهما لرفد جبهات القتال التي تتعرض فيها خسائر بشرية مستمرة .
لكن الأشهر القليلة الماضية زادت من وتيرة تجنيد الأفارقة في ظل المعارك في محافظة مأرب، إذ شهدت منازل وأحياء الجالية الأثيوبية، أعمال ترويع غير مسبوقة، بعد أن شن عناصر مليشيات الحوثي، اقتحامات عدة، بعضها ليلية أسفرت عن اعتقال عددا من الأثيوبيين بتهم كيدية، وفقا لذات المصادر.
كما أن الاعتقالات طالت عاملين في مهن متواضعة خصوصا العاملين في غسيل السيارات، حيث تم نقلهم إلى جهات غير معلومة، والبعض منهم لا يزال مصيره غير معروف حتى الآن.
وتستخدم مليشيات الحوثي طريقتين لاستقطاب الإثيوبيين للقتال ضمن صفوفها، الأولى تتمثل في الترغيب من خلال تقديم وعود بالحصول على المال، فيما الأخرى تتم عبر الاعتقال باستخدام القوة.
ووفقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي تخضع المجندين لدورات تعبئة "نفسية" يتم خلالها تقديم وعود بالحصول على مزايا مالية لا حصر لها، قبل إدخالهم في دورة قتالية تمتد لأسابيع.
ولعل الرافضين "للخيارين الحوثيين" يواجهون مصيرا قاتما يصل حد الموت؛ إذ أن المليشيات المدعومة إيرانيا لا تتسامح مع من يعبر عن رفضه للانتهاكات والجرائم التي ترتكبها.
وتستشهد المصادر بما حدث للإثيوبيين قبل أشهر من عمليات حرق متعمدة داخل مركز احتجاز في صنعاء، كان عقوبة فجة ترتقي إلى ارتكاب جرائم حرب، بعدما رفضوا القبول بعروض التجنيد ضمن صفوف المليشيات، أو دفع مبالغ مالية لتجنب ذلك .
إقرار حوثي
وتعترف مليشيات الحوثي بتجنيد الأفارقة ضمن صفوفها من خلال مواكب التشييع التي تنظمها لقتلها، لكن عدد المجندين الملتحقين في صفوفها لم يعرف تحديدا؛ إذ تحيط المليشيات المدعومة من إيران أعدادهم بجدار من السرية ، خشية التبعات الحقوقية والقانونية .
وتنشر مليشيات الحوثي بين حين وآخر، صورا لأشخاص لقوا حتفهم في معارك القتال الدائرة في البلاد، بأسماء أفريقية مضاف إليها شعار الحركة الإرهابية والكنيات التي تطلقها على عناصرها الصرعى.
وكانت الحكومة اليمنية، نددت قبل أشهر بجرائم مليشيات الحوثي بحق الأفارقة ، ورفضت جريمة إجبارهم على القتال ضمن صفوفها لتعويض خسائرها البشرية.
كما يعلن الجيش اليمني باستمرار عن قتل أفارقة يقاتلون ضمن صفوف مليشيات الحوثي ، فضلا عن أسر أعداد آخرين يحملون الجنسيات الصومالية والإثيوبية.
ويتواجد في اليمن نحو مليوني مهاجر أفريقي يشكل الإثيوبيين والصوماليين غالبيتهم، كما يتواجد 171 ألف لاجئ منهم في صنعاء بحسب تقديرات هيئات تابعة للأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA==
جزيرة ام اند امز