مطالبات بـ«الحماية».. نيران الحرب تطول «الصليب الأحمر» في السودان
وقع عناصر الصليب الأحمر في فخ العنف في السودان، وبالتحديد في إقليم دارفور، ما يبرز التعقيدات التي تكتنف العمل الإنساني وإغاثة النازحين.
وأفرزت الحرب في السودان أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد يعيشها المواطنون في مخيمات النزوح في دارفور، تفاقمت مع إغلاق المسارات الآمنة لإيصال المساعدات، والصعوبات التي يواجهها نشطاء العمل الإنساني.
- «نحو الكارثة».. تداعيات غلق الممرات الإنسانية على أزمة دارفور
- مساعدات دارفور تتعثر في «الطينة».. اشتباكات الفاشر تهدد بـ«مجاعة»
إذ أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة، مقتل 2 من سائقيها وإصابة 3 موظفين على يد مسلحين بولاية جنوب دارفور غربي السودان.
وقال بيان صادر عن الصليب الأحمر اطلعت عليه "العين الإخبارية"، إن "اللجنة تؤكد مقتل اثنين من سائقيها على يد مسلحين في جنوب دارفور وإصابة 3 غيرهم من الموظفين".
وأوضح أن الفريق كان في طريق عودته من بلدة "ليبا" التابعة لإدارية منطقة "الملم"، لتقييم الوضع الإنساني للمجتمعات المتضررة من العنف في المنطقة.
وإقليم دارفور واحد من الأقاليم السودانية التي مورست فيها كل أنواع الانتهاكات الجسيمة ضد حقوق الإنسان منذ عقدين من الزمان، وتضرر بشكل أكبر مع اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.
ومنذ بداية القتال، اجتاحت قوات "الدعم السريع"، 4 عواصم ولايات أخرى في دارفور، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية، في ظل شح الغذاء والدواء والماء.
توفير الحماية الفورية
بدوره، قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان بيير دوربيس: "نشعر بحزن عميق على زملائنا الأعزاء ونقدم تعازينا الصادقة لعائلاتهم ونأمل في الشفاء العاجل للمصابين".
ودعا في بيان إلى توفير الحماية الفورية لجميع المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والعاملون في المجال الطبي. وألا يتم مهاجمتهم بشكل مباشر أبدا.
وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، قتل اثنان من موظفي الصليب الأحمر إثر إطلاق النار من دفاعات الجيش السوداني على قافلة تابعة للجنة كانت في طريقها لإجلاء مدنيين بينهم أجانب من كنيسة القديسة "مريم" بضاحية الشجرة، جنوبي العاصمة الخرطوم.
وفي حينه، أثارت الواقعة ردود أفعال غاضبة وسط منظمات دولية تنشط في العمل الإنساني.
وظلت الاتهامات تلاحق أطراف النزاع المسلح في السودان، بوضع قيود على عمل المنظمات الدولية وإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من الصراع في إقليم دارفور (غرب) وكردفان (جنوب)، والعاصمة الخرطوم والجزيرة (وسط).
كما حذرت منظمات دولية من اللجوء إلى استخدام الغذاء والدواء سلاحا للتجويع، مع ضرورة فتح المسارات الإنسانية لتوصيل المساعدات الغذائية والدوائية إلى النازحين في دارفور والمناطق المتأثرة بالنزاع في السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
تعقيد المشهد
بالنسبة إلى الكاتب والمحلل السياسي، الطاهر أبوبكر، فإن "آثار الحرب الكارثية تتطلب فتح المسارات الإنسانية لتوصيل المساعدات للمحتاجين وعدم اعتراض موظفي المنظمات الدولية وقتلهم".
وأوضح أبوبكر في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الأطراف المتصارعة في السودان ظلت على الدوام تعرقل وصول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تعقيد المشهد الإنساني في مناطق النزاع".
وأضاف، "مواد الإغاثة الإنسانية عادة ما تتسرب إلى الأسواق المختلفة في الأسواق".
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي، عباس عبدالرحمن، إن السلطات الحكومية عادة ما تضع العراقيل وتأخير الحصول على تأشيرات الدخول لموظفي المنظمات".
كما أشار عبدالرحمن في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن قوات "الدعم السريع"، وحلفاءها، "دائما ما يغلقون الطرق وينهبون قوافل المساعدات والشاحنات المحملة بالسلع والمواد التموينية، ما أدى إلى شح الغذاء في دارفور".
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023؛ أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وورق الأشجار في دارفور، لعدم توافر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في الإقليم.
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز