الذهب الأحمر.. من غزة إلى أسواق الخليج
الدونم (1000 متر مربع) ينتج ما بين 2.5 إلى 3 أطنان فراولة، في حين تبلغ تكلفة زراعة الدونم نحو 4 آلاف دولار.
من أراضي غزة إلى أسواق الخليج العربي، وصلت أول شحنة من الفراولة، لتفتح باب الأمل لدى المزارعين بموسم خير في ظل انتكاسات اقتصادية كبيرة.
ولم يخف المزارع أبومحمد غبن، سعادته مع تلقيه اتصالا بنجاح أول عملية تصدير من غزة للفراولة إلى أسواق الإمارات العربية المتحدة والبحرين، ما يعني توفير فرص جيدة لتسويق المحصول.
وقال غبن: "واجهنا خلال السنوات الماضية مشكلة التسويق التي كادت تقتصر على السوق المحلي، ما يضطرنا إلى خفض الأسعار بشكل كبير يلحق بنا خسائر فادحة، نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة، إلى جانب زيادة العرض مع قلة الطلب".
وأضاف أنه سعيد جدا، لأن خيرات فلسطين وتحديدا غزة، تشق طريقها إلى بلاد الخليج العربي، فهي أسواق واعدة وتمثل فرصة كبيرة للمزارع والتاجر الفلسطيني، مبديا ثقته بأن المستهلك الخليجي سيسعد من جانبين الأول جودة المحصول الفلسطيني من الفراولة، وكذلك أنه سيجد في ذلك سبيلا لدعم الاقتصاد الفلسطيني.
وأوضح أن الدونم (1000 متر مربع) ينتج ما بين 2.5 إلى 3 أطنان فراولة، في حين تبلغ تكلفة زراعة الدونم نحو 4 آلاف دولار.
فرصة لتعويض الخسائر
ويعول المزارع محمود زايد على هذا الموسم، لتعويض خسائر المواسم السابقة التي تسببت بها القيود الإسرائيلية.
وأوضح زايد أن زراعة التوت الأرضي متعبة ومكلفة، وتحتاج إلى تربة خاصة لا تتوفر في القطاع إلا في بيت لاهيا تقريبا، وتبدأ بتهيئة التربة وتسميدها لزراعة التوت الأرضي، ويبدأ ذلك في سبتمبر/أيلول ويستمر حتى ديسمبر/كانون الأول، مشيرا إلى أهمية التصدير الخارجي لأنه يرفع السعر، فالبيع للسوق المحلي يكون بأسعار منخفضة حال لم يكن هناك تصدير.
أسواق الخليج
عملية التصدير الأولى من التوت الأرضي من غزة إلى الخليج، بدأت فعليا الأربعاء الماضي.
وأكد أدهم البسيوني، الناطق باسم وزارة الزراعة في قطاع غزة، تصدير أول شحنة من الفراولة من القطاع إلى عدد من الدول الخليجية.
وذكر أن عينة تجريبية من التوت الأرضي بمقدار 3 أطنان صدرت بالفعل إلى دولتي الإمارات والبحرين، آملا أن تزيد الكميات المصدرة سواء الفراولة أو غيرها من المحاصيل الفلسطينية.
وبدأت زراعة الفراولة (التوت الأرضي) في فلسطين في نهاية الستينيات في قطاع غزة، بمساحة تجريبية تقدر بدونم ونصف، وبعد أن حققت نجاحاً ملحوظاً، أخذت بالاتساع تدريجياً حتى وصلت إلى 2500 دونم في عام 2005، وباتت توصف بالذهب الأحمر، لعوائدها الجيدة.
غير أن الحصار الإسرائيلي الذي تعرض له قطاع غزة بدءًا من عام 2006، أدى لخسائر فادحة لمزارعي الفراولة وكذلك الورود، وتسبب بتقليص مساحات الأراضي المزروعة بالفراولة لتصل إلى 950 دونما فقط في عام 2011، فيما أنعش سماح الاحتلال بتصدير المحاصيل الزراعية الأمل مجددا لدى مزارعي غزة.
1700 دونم
ويؤكد محمود اخليل، رئيس جمعية التوت الأرضي في بيت لاهيا، أن الكمية المصدرة الأولى وهي عبارة عن 3 أطنان، وصلت بالفعل للإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
وأوضح اخليل لـ"العين الإخبارية" أن "التوت المصدر يمتاز بمواصفات جودة عالية جدا وننافس مواصفات التوت بالدول الأخرى".
وأشار إلى أن هناك 1700 دونم مزروعة بالتوت الأرضي هذا الموسم بينما كان السنة الفائتة نحو 1100 دونم فقط، مشيرا إلى أن التوت الأرضي يزرع في أراضي بلدة بيت لاهيا فقط، لتربتها المناسبة وتوفر مياه حلوة.
ويعتمد نجاح زراعة الفراولة على عدة عوامل، منها: الصنف، وموعد الزراعة، ونوع التربة، ومياه الري، ونظام الزراعة سواء بشتلات طازجة أو مبردة، وطرق مكافحة الآفات والأمراض، وعمليات خدمة المحصول منذ بداية الزراعة وحتى الحصاد.
ووفق اخليل، فإن مزارعي غزة صدروا العام الماضي 2200 طن توت أرضي لأسواق الضفة الغربية، وفي السابق كان يتم التصدير لأسواق أوروبا، قبل أن تضع إسرائيل عراقيل في طريق ذلك.
ويعمل 400 مزارع فلسطيني بغزة في زراعة التوت الأرضي ويعمل في كل دونم اثنان من العمال على الأقل، ما يعني أن هناك آلاف الأسر من المزارعين والعمال والتجار الذين يستفيدون من تصديرها إلى الخليج، ويمثل ذلك مصدرا مهما للاقتصاد الوطني.
وأوضح أن الإجراءات الإسرائيلية، المتمثلة في حجز البضائع وتفتيشها على 4 معابر، تؤدي إلى تأخير في التصدير ما يؤثر على جودة الثمار.
وتصدر البضائع من غزة عبر معبر كرم أبوسالم، ومنه تنتقل إلى جسر الملك حسين لتصل الأردن ومنه إلى الدول الخليجية في رحلة تستغرق ما لا يقل عن 48 ساعة في حال كانت الطريق والإجراءات مسهلة.
ويأمل اخليل أن يجري تخصيص معبر واحد للتوت الأرضي ولكل فواكه وخضار غزة المصدرة، من أجل تسريع تصديرها وبالتالي احتفاظها بجودتها الكاملة.