انتخابات أمريكا.. كيف سيبدو الكونغرس حال فاز الجمهوريون؟
رغم أن انتخابات التجديد النصفي الأمريكية انطلقت، اليوم الثلاثاء، إلا أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، استبق الانطلاق وإعلان النتائج مسارعا إلى التشكيك فيها.
وألقى ترامب بظلال من الشك على نتائج الانتخابات، في حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي: "نعيد الكرة مجددا في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، الانتخابات المزورة"، وفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية.
لكن إلى ماذا استند ترامب للتشكيك في نتائج الانتخابات؟ إلى مقال منشور على موقع إخباري يميني، لم يذكر أي وقائع خاصة بالتزوير، بل يشير إلى بيانات لا أساس لها من الصحة حول الاقتراع الغيابي بالولاية.
يتوقع أن تشكل ولاية بنسلفانيا عامل الحسم في تحديد الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ الأمريكي، لذلك لم يكن ترامب الجمهوري الوحيد الذي يشكك في نتائجها.
عقب إعلان رئيس لجنة الانتخابات بالإنابة في بنسلفانيا، لي تشابمان، في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز، أن الأمر قد يستغرق "أياما" لاستكمال عملية فرز الأصوات، قال المرشح الجمهوري، دوج ماستريانو، الذي يروج لنظريات المؤامرة إن طول المدة ليس سوى محاولة للتلاعب بنتائج الانتخابات.
في السياق ذاته، نشر السيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية تكساس، تيد كروز، تغريدة على حسابه في تويتر يؤيد فيها تشابمان بالقول: "لماذا تستغرق المدن التي يسيطر عليها الديمقراطيون أياما لفرز أصواتها؟ في الوقت الذي تقوم فيه بقية البلاد بذلك ليلة الانتخابات".
كريستينا كارامو، الرافضة لنتائج رئاسيات 2020، والمرشحة الجمهورية في ولاية ميشيجان، رفعت دعوى قضائية تطالب بوقف الاقتراع الغيابي في ديترويت، واعتبار بطاقات الاقتراع التي أدلى بها الناخبون في مراكز الاقتراع هي الصحيحة، وهو ما يعني احتمالية رفض آلاف الأصوات في ديترويت - التي يمنح دستورها السكان الحق في طلب الاقتراع الغيابي عبر البريد.
وأشارت الشبكة إلى أن وجود أكثر من 300 مرشح جمهوري من منكري نتائج الانتخابات على لوائح المرشحين يثير مخاوف من حدوث فوضى قد لا تنتهي سريعا، وفقا لمحللين.
كيف سيبدو الكونغرس؟
وتحت عنوان كيف سيبدو الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون؟ توقع تقرير لموقع يو إس إيه توداي، إجراء تحقيق مع عدد من المسؤولين الأمريكيين إضافة إلى محاولة عزل الرئيس.
وقالت الصحيفة إن الديمقراطيين عندما سيطروا على مجلس النواب عام 2019، بدأوا سلسلة من التحقيقات ضد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو ما يرجح أن يفعله الجمهوريون مع الرئيس بايدن.
الانتخابات النصفية ستحدد السيطرة على الكونغرس ومعها مصير أجندة الرئيس جو بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب ستضع الكثير من العراقيل في طريق بايدن خلال العامين الأخيرين من ولايته.
وعندما سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب عام 2018، بدأوا سلسلة تحقيقات مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ومعاملاته التجارية، بما في ذلك تحقيقات حول إقراراته الضريبية، والدور الذي لعبه في الهجوم على الكابيتول.
ويبدي الجمهوريون استعدادا للقيام بالأمر ذاته إذا سيطروا على مجلس النواب العام المقبل، فتوقعوا الكثير من التحقيقات في برامج بايدن والمعاملات المالية لابنه هانتر بايدن.
ومن المتوقع أن يرأس النائب جيمس كومر، الجمهوري عن ولاية كنتاكي، وهو أبرز عضو جمهوري في لجنة الرقابة بمجلس النواب، أقوى لجنة تحقيق في الغرفة. وقد تعهد كومر بالتحقيق في تعاملات هانتر بايدن المالية والامتثال لقوانين الضرائب.
يمكن لأغلبية الحزب الجمهوري أن تفتح أيضًا تحقيقات في انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان ووزارة العدل.
كما تعهد زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي، الذي سيترشح لرئاسة مجلس النواب في حال سيطرة الحزب الجمهوري على المجلس، بفتح تحقيق فوري في تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي منتجع الرئيس السابق ترامب مار إيه لاغو.
عزل الرئيس
طالب بعض الجمهوريين في مجلس النواب بعزل بايدن إذا تولى الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس النواب. وقدمت النائبة مارجوري تايلور جرين، الجمهورية من جورجيا، عدة طلبات لعزل بايدن.
لكن الجمهوريين في مجلس النواب يتوخون الحذر في إجراءات العزل. فمثل هذه الخطوة ستحظى باهتمام إعلامي كبير وقد تأتي بنتائج عكسية إذا لم يوافق عليها الناخبون. وهو ما حدث في تسعينيات القرن الماضي، عندما أدت إجراءات عزل بيل كلينتون إلى خسارة الحزب الجمهوري بعض مقاعد الكونغرس وعززت شعبية الرئيس.
المساعدات لأوكرانيا
من ناحية أخرى، إذا سيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب، فإن استمرار المساعدات الأمريكية لأوكرانيا ستكون موضع شكوك. فقد أعرب نواب جمهوريون في مجلس النواب عن أنهم سيحدون أو يوقفون التمويل لأوكرانيا.
وتحت عنوان "لماذا يعول ترامب على انتخابات التجديد النصفي هذا العام؟"، قالت شبكة سي إن إن إن فوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ أو النواب في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني سيعود بالفائدة السياسية على ترامب - سواء أكان له الفضل في تحقيق هذا الانتصار أم لا.
ويرى بعض الجمهوريين أن ترامب يفكر في استخدام الانتصار الجمهوري كخلفية لإطلاق حملته الرئاسية، وهو أمر منطقي تمامًا - لأن هذا ما يفعله.
وأشارت الشبكة إلى أن ترامب ادعى مرارًا الفضل في "صنع" عدد من المرشحين بدءا من جي دي فانس في أوهايو إلى رون ديسانتيس في فلوريدا. وهو يتفاخر بشكل دائم بالمرشحين الذين أيدهم للفوز في الانتخابات التمهيدية.
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg جزيرة ام اند امز