تقسيم الدوائر.. لعبة ذات حدين بالانتخابات الأمريكية
يمثل إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية عاملا ضاغطا على الساسة في الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، بانتخابات الغد.
وتنطلق غدا الثلاثاء، انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس الأمريكي، والتي تشمل جميع مقاعد مجلس النواب، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ.
ونظرا لأن أعضاء مجلس النواب يخدمون لمدة عامين، فسيجري التنافس على جميع مقاعد المجلس البالغ عددها 435 غدا الثلاثاء.
وبالنسبة لمجلس الشيوخ، فإن أعضاءه يتم انتخابهم لمدة ست سنوات متداخلة، ولذلك يتم إجراء انتخابات كل عامين لنحو ثلث أعضاء مجلس الشيوخ. وهذا العام، يجري التنافس على 35 مقعدا من مقاعد المجلس.
ووفقا لتقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن إحدى المفارقات في خريطة سباق مجلس النواب هذا العام، هو تغيير التقسيمات الإدارية للولايات، وهو إجراء يتم مرة كل عشرة أعوام بعد التعداد السكاني، وتبدو المفارقات من عدة جوانب:
- يٌقصد بهذا الإجراء مراعاة النمو السكاني وتوزيع الأفراد بين الولايات، كما يجري ضمن هذا الإجراء مراجعة الحدود الدستورية بين الولايات والتقسيمات للدوائر الانتخابية في البلاد.
- وينتقد البعض هذا الإجراء والذي يطلق عليه" Gerrymandering" لكونه يتلاعب بالحدود الانتخابية بتقسيم مدينة أو ولاية أو قطر إلى مناطق أو دوائر انتخابية مصطنعة لمصلحة أي من الحزبين السياسيين الكبيرين.
- تمت صياغة مصطلح تغيير التقسيمات الإدارية "gerrymandering" بعد مراجعة خرائط إعادة تقسيم الدوائر في ولاية ماساتشوستس لعام 1812، والتي وضعها الحاكم آنذاك البريدج جري.
- يحدد التقسيم الحدود الجغرافية، حيث تكون كل دائرة داخل الولاية لديها نفس عدد الناخبين في أي دائرة أخرى في الولاية.
- تؤثر الخريطة الناتجة عن هذا التقسيم الذي يتم كل عشر سنوات، على انتخاب نواب الولاية في مجلس النواب الأمريكي والهيئات التشريعية المحلية (في الولاية نفسها).
- لطالما اعتبرت إعادة تقسيم الدوائر ممارسة سياسية، وفي معظم الولايات، يسيطر على هذه العملية المشرعون في الولاية وأحيانًا الحاكم.
وعندما يسيطر حزب واحد على الهيئات التشريعية للولاية ومكتب الحاكم، يكون في وضع قوي يمكّنه من تحديد حدود المقاطعات لصالحه وإلحاق الضرر بمعارضيه السياسيين.
ومنذ عام 2010، سهلت الخرائط التفصيلية والحوسبة عالية السرعة، التلاعب في الدوائر الانتخابية من قبل الأحزاب السياسية في عملية إعادة تقسيم الدوائر، من أجل السيطرة على تشريعات الولاية وتمثيلها في الكونغرس.
انتخابات مشحونة
ووفقا لتقرير أكسيوس، ففي هذا العام، خفض إعادة تقسيم الدوائر عدد المقاعد المتأرجحة التقليدية. لكن احتمال حدوث موجة جمهورية كبيرة حولت العديد من المقاعد الآمنة إلى ساحات قتال تنافسية لعدة أسباب:
- في عام 2020، كان هناك 51 مقاطعة في مجلس النواب تدعم الرئيس جو بايدن أو الرئيس السابق دونالد ترامب بخمس نقاط أو أقل. لكن هذا العام، تبدل الرقم إلى 34 منطقة فقط، ممن تحسب تقليديا على أي من الحزبين الكبار.
- يمكن أن ينتهي الأمر بالعديد من الولايات التي سيطر فيها الديمقراطيون على إعادة تقسيم الدوائر، إلى إفراز نتائج عكسية (فوز الجمهوريين).
- في نيفادا مثلا، فإن جميع مقاعد مجلس النواب الثلاثة التي يسيطر عليها الديمقراطيون معرضة للخطر.
- وأظهر استطلاع جديد أجرته كلية إيمرسون، أن الجمهوريين كانوا متقدمين في ثلاثة من مقاعد مجلس النواب الأربعة على مستوى الولاية.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز