غياب المعارضة السورية يقلل فرص نجاح "أستانة 3"
تنطلق مفاوضات "أستانة 3"، الثلاثاء، وسط غياب للمغارضة السورية الأمر الذي يهدد فرص نجاحها
خلافا لسابقاتها، لن تشهد مفاوضات "الاستانة 3" حضور المعارضة السورية، بعد ان أكدت الأخيرة ذلك على لسان قادتها، مشترطة لحضورها استجابة موسكو لطلباتها .
ومن المقرر انطلاق مفاوضات "الاستانة 3"، الثلاثاء، وتستمر حتى غد.
وأعلن وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرات عبد الرحمانوف، بالأمس، أن الوفود المشاركين في الجولة الجديدة من المباحثات السورية في أستانة، وصلوا إلى العاصمة الكازاخستانية للمشاركة في المباحثات، وأضاف أن روسيا وتركيا وإيران، أكدوا مشاركتهم في تلك الجولة، موضحا إرسال دعوات للمشاركة إلى كل من الولايات المتحدة والأردن ومنظمة الأمم المتحدة بصفة مراقب.
فيما أعلن وفد فصائل المعارضة السورية، عدم المشاركة في المحادثات، وقال المتحدث باسم الوفد أسامة أبو زيد: "قررت الفصائل عدم المشاركة في محادثات أستانة".
في حين، أكد وفد الحكومة السورية مشاركته في "الأستانة 3"، برئاسة مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري.
ورفض وفد "قوى الثورة العسكري"، السبت الماضي، المشاركة في الجولة الثالثة من مباحثات الأستانة، إلا بعد تطبيق عدة شروط أبرزها الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وإيقاف التهجير القسري والتغيير الديمغرافي في حي الوعر وغيره من المناطق السورية، وتأجيل موعد مباحثات الاستانة الى ما بعد الهدنة المنتهية في 20 مارس/ اذار الحالي، واستكمال مناقشة وثيقة اليات وقف إطلاق النار قبل الذهاب الى الاستانة.
وتتهم المعارضة السورية النظام بانتهاك الهدنة التي كانت من أهم مخرجات محادثات "الاستانة1"، وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار في غوطة دمشق أعلنت عنه روسيا في 7 مارس/ اذار الحالي ويستمر حتى 20من الشهر ذاته.
وتنتظر المعارضة رد روسيا على خطاب يطالب موسكو بأن تلعب دور الضامن وتوقف انتهاكات وقف إطلاق نار هش توسطت فيه روسيا وتركيا في ديسمبر/كانون الأول، وذلك بحسب تصريح لقائد فصيل السلطان مراد "احمد عثمان".
ويبدو أن روسيا تحاول دفع تركيا للضغط على المعارضة للمشاركة في "الاستانة3"، حيث أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف محادثات هاتفية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، امس، تناولت التحضيرات للجولة الجديدة في آستانة.
ويرى مراقبون أن تلك المحادثات الهاتفية ربما تناولت سبل إشراك المعارضة السورية في جولة الاستانة الحالية، فرغم ما تبديه موسكو من اعتراض الربط بين اجراء الجولة الجديدة من المفاوضات والهدنة في الغوطة الشرقية، التي تطالب المعارضة الالتزام بها، الا ان نائب وزير الخارجية الروسي "غينادي غاتيلوف" أعرب عن أمل موسكو بأن يحضر كل الأطراف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، إن وزارة الدفاع تتواصل مع قادة المعارضة السورية، واعتبر قرار عدم حضورها مفاجأة، مؤكدا ان روسيا تتعامل مع الوضع.
كما وصف المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف محادثات السلام السورية في "الاستانة 3"، بدون مشاركة المعارضة، بالمعقدة للغاية، مؤكدا بان العمل لا يزال مستمرا.
واتهم رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات "أستانة 3" بشار الجعفري، تركيا، ضامن المعارضة، بالمسئولية عن عدم حضور المعارضة إلى أستانة، مشيرا إلى أن الوفد السوري لم يأتي ليلتقي الفصائل المسلحة، بل ليلتقي بضامنين اثنين هما إيران وروسيا.
وأشار الجعفري إلى أن النظام السوري حريص على إنجاح مسار أستانة سواء حضرت الفصائل المعارضة المسلحة أم لا.
ومن المقرر أن تناقش "الاستانة 3" وجود تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين في سوريا، وتنسيق مسودة اتفاق حول المنطقة التي انضمت إلى وقف إطلاق النار، وتشكيل فريق عمل لتبادل الأسرى، وبحث مقترح إنشاء لجنة دولية معنية بإزالة الألغام من مناطق الآثار السورية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، علاوة على تشكيل لجنة لصياغة الدستور السوري الجديد، بحسب رئيس إدارة العمليات في هيئة اركان القوات المسلحة الروسية، سيرجى رودسكوى.