من اللاجئين إلى الدواعش.. أردوغان يواصل ابتزاز أوروبا
الممارسات الابتزازية أبرز وسائل أردوغان لقطع الطريق على أوروبا كلما انتقدت سياساته العدوانية وكذلك لتكريس ممارساته السلطوية.
لم تمر أيام قليلة على تهديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أوروبا بورقة اللاجئين قبل أن يصعّد من ابتزازه بوسيلة أخرى وهي عودة إرهابيي داعش إلى بلادهم التي ترفض الأمر وتعدهم "قنابل موقوتة".
- خبير ألماني: بقاء نظام أردوغان يهدد جهود أوروبا لمواجهة داعش
- من شارلي إبدو إلى مسجد "بايون".. أبرز الهجمات الإرهابية بفرنسا
وتعد هذه الممارسات الابتزازية أبرز الطرق التي يلجأ إليها أردوغان لقطع الطريق على بلدان القارة العجوز، كلما انتقدت السياسات العدوانية لأنقرة في المنطقة وكذلك تكريس ممارساته السلطوية، والانخراط السلبي في أزمات الإقليم.
ومع أن سياسة الابتزاز لم تمنح أردوغان سابقا إلا العداوات المجانية تجاه دول لطالما كانت حليفة لبلاده، إلا أنه يصر على الاستمرار في سياسة انتحار بطيء، يجزم مراقبون أنها ستنتهي به إلى طوق من الأعداء من صناعة سياساته المستهترة.
سياسة الباب المفتوح
وعقب ضغوط أوروبية على أنقرة لوقف العدوان على شمال شرقي سوريا (9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) وبينها حظر بيع السلاح، صعد أردوغان من تهديداته بفتح الأبواب أمام 3.6 مليون لاجئ موجودين بتركيا للهجرة إلى أوروبا.
وعادت أزمة اللاجئين لتثير قلق أوروبا بعد تراجع سيطرة أنقرة على حدودها وتزايد أعداد المتدفقين من تركيا باتجاه الجزر اليونانية بشكل كبير، بينما لا تفي الحكومة التركية بالتزاماتها بموجب اتفاق اللاجئين.
ويُعد أردوغان ورقة اللاجئين فرصة مكنته بعض الوقت من الضغط على أوروبا، للحصول على مساعدات مالية، عبر إبرام اتفاق في مارس/آذار 2016، لوقف عبور المهاجرين من أراضيها إلى دول القارة مقابل مساعدات مالية كبيرة حصلت منها تركيا على 5,6 مليار يورو من أصل 6 مليارات.
تهديد أوروبا بداعش
ومؤخرا، بدأ أردوغان في استخدام ورقة جديدة أكثر خطورة وتخشاها دول القارة العجوز وهي عودة إرهابيي داعش المعتقلين في سوريا.
وطالما حذرت تقارير أمنية غربية من قدرة عناصر "داعش" على استخدام السجون كبؤر لاستقطاب كوادر إرهابية جديدة وتشكيل خلايا نائمة.
وذكرت وسائل إعلام تركية، الإثنين، أن أنقرة بدأت في ترحيل إرهابيي تنظيم داعش المعتقلين لديها إلى بلدانهم بعد أيام من تهديد وزير الداخلية التركي بترحيلهم.
وأشارت إلى أنه تم ترحيل أمريكي من معتقلي تنظيم داعش بعد اتخاذ الإجراءات القانونية وسيتم ترحيل 7 إرهابيين ألمان، الخميس المقبل.
وفي تصريحات إعلامية، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو: "سنرسل عناصر داعش الذين هم في قبضتنا إلى بلدانهم سواء أُسقطت الجنسية عنهم أم لا".
وأضاف صويلو، خلال مشاركته في افتتاح برنامج تدريب لقوات الشرطة التركية في العاصمة أنقرة، أن "نحو 1200 مسلح من التنظيم الإرهابي يقبعون في السجون التركية".
وأوضح أنه عقب العملية التي أطلقتها تركيا لغزو الشمال السوري، تم القبض على 287 عنصرا من التنظيم، بينهم نساء وأطفال.
وأشار إلى أنهم يعملون على إحالتهم إلى السلطات القضائية، حيث سيتم إرسالهم إما إلى السجون وإما إلى مراكز الترحيل لإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وبدأت أنقرة عملية عسكرية في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الأراضي السورية، تسببت في أزمة إنسانية جديدة بسوريا، مع نزوح نحو 300 ألف مدني، إلى جانب مئات القتلى والجرحى أغلبهم من المدنيين.
وقوبل الهجوم التركي بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، كما أوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من مخيمات المنطقة.
علاقة مريبة بين داعش وتركيا
الخبير الألماني في شؤون الإرهاب، غيدو شتاينبرغ، قال إن الرئيس التركي قدم دعما لتنظيم داعش، وبقاء نظامه يُفشل جهود أوروبا في مواجهة الإرهاب.
وأضاف في حديث لراديو "سي آر إف" السويسري"، الخميس الماضي، أن تركيا على علاقة مريبة بإرهابيي داعش، حيث كانت بمثابة بوابة عبور الإرهابيين الأجانب والأسلحة للتنظيم الإرهابي في سوريا لسنوات".
واستطرد قائلا: "إن أوروبا لن تنجح في مكافحة بقايا تنظيم داعش أو درء خطرها في ظل بقاء النظام التركي الحالي، لذلك يجب عليها الاهتمام بتأمين حدودها".
وقال الخبير الألماني أيضا إنه "على الرغم من اتفاقية الهجرة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام ٢٠١٦، فإننا لا يمكننا الاعتماد على هذا الشريك المريب في هذا الملف أو مكافحة الإرهاب".
على مدار السنوات الماضية، اكتوت الدول الأوروبية ولا سيما فرنسا بالعديد من الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة المئات أبرزها هجمات باريس الدامية في 2015 وحادث الدهس ببرلين 2016.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA== جزيرة ام اند امز