بالصور.. لاجئون على حدود أوروبا بين "لهيب" السياسة و"لسع" البرد
يلتحفون السماء في برد قارس على حدود أوروبا، هكذا يدفع لاجئون بالمئات أغلبهم عراقيون منذ أيام ضريبة أزمة متصاعدة بين بيلاروسيا وأوروبا.
فلا أوروبا فتحت أبوابها لدخول المهاجرين، الذين تتهم جارتها اللدودة بإرسالهم انتقاما، ولا بيلاروسيا، آوت اللاجئين ليعودوا أدراجهم، علّهم يجدون بيوتا دافئة، وفراشا يلم أجساما أضناها التعب، وأرهقها الانتظار.
بعيون ترنو إلى أوروبا القريبة، ينظر أطفال رضع في أحضان أمهاتهم، إلى مصير مجهول، فيما يبذل الآباء جهدهم لجلب حطب من الغابة الفسيحة، التي لا تسمع صوت المناجي، علّهم يخففون من وطأة برد قارس، لم تنفع فيه خيم صغيرة، بالكاد تخفي صبية صغارا عن لفيح مناخ أوروبي يكاد يجمد أعضاءهم الضعيفة.
وفي أزمة لا يلوح في الأفق لها حل، ينظر اللاجئون إلى الجنود البولنديين، وهم يحرسون بوابة أوروبا، التي تدفع باللائمة على الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، متهمة إياه باستغلال أوضاع أولئك المهاجرين لأغراض سياسية.
ومنذ أيام تفاقمت الأوضاع على الحدود البولندية-البيلاروسية، حيث أعلنت بيلاروسيا أن مئات من المهاجرين وصلوا إلى منطقة الحدود، بينما أعلنت بولندا أن البعض منهم حاول اختراق الحدود.
من أين جاء المهاجرون؟
تشير تقارير إلى أن المهاجرين قدموا من بلدان مختلفة، وتتراوح أعدادهم بين 1500 إلى 2000 شخص، فيما تؤكد معطيات أن أغلبهم عراقيون من القومية الكردية، تحاصرهم القوات البولندية عند معبر بروزجي على حدود الاتحاد الأوروبي.
وتتهم حكومتا ألمانيا وبولندا غريم التكتل الأوروبي الموالي لروسيا ألكسندر لوكاشنكو، بنقل اللاجئين من مناطق الأزمات إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة، أي من أراضيه إلى بولندا ثم إلى ألمانيا.
ويقول الاتحاد الأوروبي، في اتهاماته لمينسك، إن لوكاشنكو يجذب مهاجرين من الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا، ثم يدفعهم للعبور إلى بولندا في محاولة لإحداث فوضى عنيفة على الجهة الشرقية للتكتل.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: "نواجه هجوما هجينا وحشيا على حدود الاتحاد الأوروبي. يبلاروسيا تعمل على استخدام محنة المهاجرين كسلاح بطريقة خبيثة وصادمة".
وكان لوكاشنكو حليف الكرملين المقرب، أعلن في نهاية مايو/أيار الماضي أنه لن يمنع المهاجرين من مواصلة السفر إلى الاتحاد الأوروبي، كرد فعل على العقوبات الغربية المشددة ضد بلاده.
أزمة تتصاعد
وأمس الأربعاء اتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بشن هجوم من نوع مختلف بدفع المهاجرين عبر الحدود إلى بولندا، الأمر الذي يفتح الباب لعقوبات جديدة على مينسك في أزمة تثير المخاوف من استدراج روسيا وحلف شمال الأطلسي إلى مواجهة.
واتخذت روسيا خطوة نادرة بإرسال قاذفتين استراتيجيتين بقدرات نووية للقيام بدورية في المجال الجوي لبيلاروسيا، تعبيرا عن دعمها لحليفتها المقربة التي تخوض مواجهة بخصوص المهاجرين مع الاتحاد الأوروبي.
جاء قرار موسكو بتصعيد الموقف بينما يبحث الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة فرض عقوبات لمعاقبة مينسك، على ما يصفه التكتل بأزمة مصطنعة.
الأمم المتحدة دخلت على خط الأزمة، حيث دعت ميشيل باشيليت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، الدول للتهدئة وحل الأزمة التي "لا يمكن قبولها"، قائلة: "لا يجب أن يُضطر هؤلاء المئات من الرجال والنساء والأطفال لقضاء ليلة أخرى في طقس شديد البرودة دون مأوى مناسب وطعام وماء ورعاية طبية".
دعوة الأمم المتحدة للتهدئة قوبلت بتصعيد أوروبي، إذ قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحفيين بعد اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن: "مع مطلع الأسبوع القادم وبشكل سريع جدا سيكون هناك عقوبات موسعة للغاية ضد بيلاروسيا".
مضيفة: "سوف ننظر في إمكانية فرض عقوبات على شركات الطيران التي تسهل تهريب البشر إلى مينسك ومنها إلى حدود بيلاروسيا مع الاتحاد الأوروبي".
ويتهم الكرملين أوروبا بعدم الالتزام بالمُثُل الإنسانية الخاصة بها ومحاولة "خنق" بيلاروسيا، بخطط إغلاق جزء من الحدود. وقالت إنه من غير المقبول أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مينسك بسبب الأزمة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه يأمل ألا "ينجر" الأوروبيون الذين يتحلون بالشعور بالمسؤولية "إلى دوامة خطيرة بشكل واضح".
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg جزيرة ام اند امز