ممارسة التمارين الرياضية في الشيخوخة تمنع تلف الحمض النووي
يشير بحث جديد لقسم الطب الباطني بجامعة يوتا الأمريكية إلى أن التمارين الرياضية المنتظمة في الشيخوخة يمكن أن تمنع عدم الاستقرار الجيني.
وعدم الاستقرار الجيني يتميز بتلف الحمض النووي وخلل التيلومير (أغطية واقية في نهايات الكروموسومات، وهي الهياكل الشبيهة بالخيط التي تحتوي على الحمض النووي الخاص بنا).
وسيتم عرض نتائج هذه الدراسة في قمة علم وظائف الأعضاء الأمريكية، وهو الاجتماع السنوي الرئيسي للجمعية الفسيولوجية الأمريكية، الذي يعقد هذا الأسبوع في لونج بيتش، بكاليفورنيا الأمريكية.
ووفقًا للباحث الرئيسي الدكتور جيسوك ليم، فإن "هذه النتائج الجديدة ستؤثر بشكل كبير على فهمنا لآليات كيفية تحسين التمارين الرياضية لصحة الأوعية الدموية على مستوى الاستقرار الجيني".
وتاريخيا، كانت التمارين الرياضية في أواخر العمر تعتبر غير فعالة، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن التمارين الرياضية في وقت لاحق من الحياة تقلل من خطر الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك، فإن العوامل المحددة التي تساهم في هذا التأثير لم تكن مفهومة بالكامل.
ولمعرفة ما إذا كانت التمارين الرياضية المنتظمة في الشيخوخة تمنع تلف الحمض النووي وخلل التيلومير، ركز الباحثون على الخلايا البطانية، التي تتفاعل بشكل مباشر مع تدفق الدم، وكشفت الدراسة أن التمارين الرياضية، وخاصة في مناطق الأبهر الأقل عرضة لتصلب الشرايين بسبب أنماط تدفق الدم المواتية، كانت مفيدة للاستقرار الجيني.
وفي الدراسة التي استمرت أربعة أشهر، تم منح 15 فأرا ذكرا إمكانية الوصول إلى عجلات الجري الطوعية وتم تصنيفهم إلى مجموعات عالية ومتوسطة ومنخفضة على أساس مسافات الجري الثابتة، وتم جمع أنسجة الأبهر المعرضة لأنماط تدفق الدم المختلفة لتقييم تلف الحمض النووي ووظيفة التيلومير.
وتشير النتائج إلى أن زيادة مستويات التمارين الرياضية في وقت لاحق من الحياة لها تأثير إيجابي على تلف الحمض النووي وخلل التيلومير.
ويعد تلف الحمض النووي عاملا مهما في شيخوخة الشرايين، وبينما هناك حاجة إلى مزيد من البحث، فإن هذه النتائج تضع الأساس للتدخلات المحتملة لتحسين صحة الإنسان في المستقبل.
وشدد الدكتور ليم على أنه "من خلال الكشف عن الاستجابات المتنوعة لمناطق الأبهر التي تعاني من أنماط مختلفة لتدفق الدم وأنواع الخلايا المختلفة للتمارين الرياضية، سيوفر هذا البحث أساسا متينا لنهج مفصل ومخصص للتدخلات الخاصة بصحة القلب والأوعية الدموية".