حيوانات الرنة بالسويد.. ضحية منسية للتغيرات المناخية المتطرفة بأوروبا
يدعو السكان الساميون الأصليون في السويد إلى توفير حماية أكبر لحيوانات الرنة.. فما قصة هذه الحيوانات وما علاقتها بالمناخ؟
كان الساميون أول السكان الأصليين في شمال أوروبا والدول الإسكندنافية، وكانت النرويج والسويد موطنًا لأكبر عدد من السكان. ولديهم تراث ثقافي غني مرتبط برعي حيوانات الرنة، وغالبًا ما يعيشون أسلوب حياة شبه بدوية بسبب هجرة الرنة. لذا يدعون إلى توفير حماية أكبر لهذه الحيوانات، التي تُقتل بالآلاف على الطرق في البلاد.
- الولايات المتحدة تعلن معايير جديدة ترمي إلى تخفيض انبعاثات الميثان
- المجموعة الأفريقية: تفعيل صندوق الخسائر والأضرار إنجاز تاريخي
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، صدمت المركبات وقتلت أكثر من 10 آلاف من حيوان الرنة على الطرق السويدية، مما أدى إلى تحويل جوانب الطرق إلى "مقابر للحيوانات". وفقا لإحصاءات الشرطة.
فغالباً ما تنجذب حيوانات الرنة، التي تهبط من الجبال إلى الأراضي المنخفضة في فصل الشتاء، إلى الملح الموضوع لإزالة الجليد عن الطرق، التي أصبحت مزدحمة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة نتيجة لزيادة النشاط الصناعي مثل التعدين.
وكانت المنطقة الأكثر تضرراً هي الطريق بين سكروفن وموسكوجارفي، اللتين تقعان جنوب شرق مدينة كيرونا الشمالية.
ويحث البرلمان السامي السويدي على بناء المزيد من أسوار الحياة البرية والممرات الطبيعية لتمكين قطعان الرنة من عبور الطرق بشكل أكثر أمانًا.
ويقول جان رانيرود، رئيس لجنة تربية الرنة في البرلمان السامي، إن الطرق المنحنية والمستنقعات تمثل مشكلة خاصة، ورغم أن ممرات الحياة البرية ساعدت في ذلك، إلا أن بناءها مكلف للغاية.
ورغم أن الرنة ليست مهددة بالانقراض، لكن السكان في هذه المناطق تضرروا بشدة من عوامل مثل الصيد والمرض ونقص الغذاء وأزمة المناخ.
وقد أضاف رانيرود، "إن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات لحماية حيوانات الرنة التي يتراوح عددها بين 200 ألف و300 ألف حيوان، بما في ذلك خفض حدود السرعة والمزيد من سياج الصيد والممرات الطبيعية".
وقال رانيرود، الذي عمل راعياً لحيوانات الرنة طوال حياته على مدى 45 عاماً الماضية: "من الطبيعي أن يكون الأمر محزناً للغاية بالنسبة للمتضررين". "إنه عبء ثقيل أن ترى حيواناتك تُدهس."
وأضاف أن أزمة المناخ كانت عاملا مساهما، حيث دفعت الثلوج الرطبة القطعان نحو المناطق التي توجد بها طرق رئيسية.
وقد أعرب البرلمان السامي عن قلقه إزاء الظروف المتغيرة في أوضاع حيوانات الرنة نتيجة للاحترار العالمي، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من صعوبة ظروف الثلوج الشتوية بالنسبة لنقل الرنة وإطعامها.
إن أكثر من 90% من هذه المناطق بالسويد تتمتع بحالة بيئية جيدة أو عادلة، وفقًا لبحث أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي، وهو ما يعد شهادة على فعالية إدارة السكان الأصليين على المدى الطويل في إدارة البيئات الطبيعية المعقدة.
ويعد تضمين هذه المعرفة البيئية التقليدية وتمكين السكان الأصليين للمشاركة في الحلول القائمة على الطبيعة جزءًا أساسيًا من قدرتنا على استعادة الطبيعة والحفاظ عليها.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز