إصبعك قد يكشف مدى قوتك البدنية

لطالما اعتقد علماء قراءة الكف أن طيات اليد تخبئ أسرار مصيرنا وعلاقاتنا، لكن العلم الحديث يأخذ منظورًا مختلفًا تمامًا؛ إذ كشفت أبحاث حديثة أن طول أصابع اليد، وتحديدًا نسبة طول الإصبعين الثاني والرابع، قد يكون مؤشرًا دقيقًا على قدراتنا البدنية والتحمل الريا
وكشف باحثون من جامعة جنوب أستراليا عن أن نسبة طول الإصبع الثاني إلى الرابع (المعروفة بنسبة ( 2D إلى 4D) الفرق النسبي بين طول السبابة والخنصر، قد تكون مؤشرا بسيطا لكنه موثوق على قدرة الشخص في تحمل الأنشطة الرياضية طويلة المدى مثل الماراثون وركوب الدراجات لمسافات طويلة.
وقد حلل العلماء بيانات 22 دراسة سابقة شملت أكثر من 5000 مشارك من 12 دولة، ووجدوا أن الأشخاص الذين يكون طول خنصرهم أطول من سبابتهم، أي نسبة (2D إلى 4D) منخفضة، يتمتعون بلياقة قلبية تنفسية أفضل وقدرة أعلى على تحمل التمارين الرياضية لفترات طويلة.
وقالت الباحثة بيثاني جاور: "رغم أن قياس أطوال الأصابع قد يبدو مجرد هواية، إلا أن الأبحاث أثبتت أنه مؤشر بيولوجي دقيق يعكس قوة العضلات وقدرة التحمل البدني".
وأضافت أن هذه النسبة ترتبط بقدرة الشخص على ممارسة التمارين بشدة معتدلة إلى عالية لفترة طويلة قبل الوصول إلى التعب المفرط، وهو ما يجعل أصحاب الإصبع الرابع الأطول أكثر قدرة على النجاح في الرياضات التي تتطلب تحملًا طويل الأمد.
من جانبه، أوضح البروفيسور غرانت تومكينسون أن هذه النسبة تتشكل خلال مراحل التطور الجنينية، حيث يؤدي التعرض العالي لهرمون التستوستيرون في الرحم إلى انخفاض نسبة (2D إلى 4D) مما يعزز قدرة الجسم على الاستجابة للتمارين المكثفة.
لكن الباحثين حذروا من التعميم المفرط، إذ يرتبط طول الخنصر الأكبر أيضًا بسمات سلوكية متنوعة بعضها سلبي مثل اضطرابات الشخصية، بينما يرتبط طول السبابة الأكبر بصفات أخرى مثل انخفاض العنف وزيادة احتمال السمنة.
يُذكر أن هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة "الأمريكان جورنال أوف هيومان بيوولوجي"، و تؤكد نتائج أبحاث سابقة تربط بين طول الأصابع واللياقة البدنية، لكنها تدعو إلى الحذر في تفسير هذه العلاقات بشكل قطعي.