لوأد ضغوط الحوثي.. حراك حكومي وأممي لدعم خطة الإغاثة باليمن
كثّفت حكومة اليمن وتيرة مباحثاتها مع الأمم المتحدة وممثلي وكالات إنسانية، وأعربت عن تفهمها لضغوط يمارسها الحوثيون على المنظمات الدولية.
وعقدت الحكومة اليمنية، الأحد، 6 لقاءات منفصلة مع مسؤولين أمميين ومديري المنظمات الدولية في البلاد في مسعى لتعزيز العمل المشترك مع وكالات الأمم المتحدة قبيل انعقاد مؤتمر المانحين الدوليين لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2021، بحسب ما نقلت وكالة "سبأ" الرسمية.
وتسعى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر المانحين لتمويل خطة الاستجابة في الأيام المقبلة، ومن المقرر رفعها لمستوى الدعم لخطة هذا العام باليمن بعد تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية أجنبية من قبل الإدارة الأمريكية في 19 يناير/كانون الثاني.
وتستهدف حكومة اليمن من حراكها الفاعل احتواء القلق الأممي وبعض المنظمات الدولية بعد العقوبات الأمريكية على الحوثيين وإفشال ضغوط المليشيات لابتزاز المنظمات الدولية.
وجدد رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك، في لقاء عبر تقنية "الفيديو الكونفرانس" مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، تعهدات حكومته بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق اليمنية وإزالة أي عقبات عقب تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية.
وفيما أعرب عبدالملك عن تطلعه لدعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لبرنامج حكومته الجديدة خلال عام وصفه بـ"عام التعافي"، أكد مخاطبا المسؤول الأممي الرفيع على ضرورة إعادة تقيم مسار السلام الحالي بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف الحكومة لدى وصولها مطار عدن وأثبتت التحقيقات تنفيذه من قبل مليشيا الحوثي.
وأوضح رئيس الوزراء خطط حكومته لتسهيل العمل الإنساني بما فيها إنشاء لجنة لتطوير آلية للتعامل مع جهود تيسير وصول المساعدات، وكذا ضمان استمرار عمل القطاع الخاص والبنوك خاصة في توفير المواد الغذائية الأساسية، متعهدا بمنح المزيد من التسهيلات للأعمال الإغاثية والإنسانية.
وأشاد رئيس الوزراء بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات والوكالات التابعة لها، إلى جانب شركاء اليمن وفي مقدمتهم السعودية ودول التحالف العربي للتخفيف من المعاناة الإنسانية جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الموالية لإيران.
من جهة أخرى، جدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إدانته لهجوم مطار عدن الدولي ووصفه بــ"البشع"، وذلك عقب مرور شهر لهذا الحادث الدامي، مؤكدا أن وجود الحكومة على الأرض في عدن يعطي دفعة لدعم جهود الإغاثة في اليمن.
وأبدى لوكاك استعداد الأمم المتحدة لدعم الحكومة في جهودها لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية ورفع مستوى الدعم لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام.
وكشف المسؤول الأممي البارز أن الأمم المتحدة تسعى لعقد مؤتمر المانحين لتمويل خطتها الإنسانية باليمن في "أقرب وقت ممكن" حتى تستمر ولا تتعرقل جهود الإغاثة القائمة.
رفض لضغوط الحوثي
من جهته، تسلّم وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور أحمد بن مبارك، وثائق اعتماد مديرٍ جديدٍ لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) في اليمن، كما ناقش مع مدير عمليات منظمة نداء جنيف، ومديرها بالبلاد، تجنيد مليشيا الحوثي للأطفال واستخدامهم كمقاتلين في صفوفها وكدروع بشرية لقواتها.
وأشاد وزير الخارجية اليمني، خلال لقاءين منفصلين بعدن، بدور المنظمات الدولية في الجانب الإنساني للنازحين خاصة في محافظة مارب بعد تعرضهم لانتهاكات جسيمة من قبل المليشيات الانقلابية الحوثية ونزوحهم إلى مارب، موطن أكبر تجمعات النزوح بالبلاد.
وشدد على أهمية توسيع الأنشطة والعمليات الإنسانية في العاصمة الموقتة عدن وبقية المحافظات اليمنية، مؤكدا توجه حكومة بلاده للعمل كفريق واحد مع الأمم المتحدة في تدعيم خطة الاستجابة الإنسانية لإيصال المساعدات الإغاثية لكافة المواطنين على كامل الأرض اليمنية.
وأعرب المسؤول اليمني تفهم حكومة بلاده لما تتعرض له المنظمات الدولية من ضغوطات تفرضها عليهم مليشيا الحوثي الإرهابية في مناطق سيطرتها وأهمية كشف المنظمات للعالم حقيقة المليشيات الحوثية كمعرقل لأعمالها وتصرفاتها والتي اعتبرها أنها "غير المقبولة".
وكان نائب وزارة التخطيط والتعاون الدولي، الدكتور نزار باصهيب، عقد لقاءين منفصلين في عدن مع مديرة مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لشركة كومتيد تو جود في منطقة الشرق الأوسط لبحث التسهيلات لتنفيذ برامجها في البلاد.