"حوار الأديان بالأزهر الشريف": الإسلام بريء من المتطرفين
الجلسة الأولى بمؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي تؤكد أهمية التعايش بين الحضارات وإيجاد قيم مشتركة.
أكد الدكتور كمال بريقع عبدالسلام حسن، المنسق العام لمركز حوار الأديان بالأزهر الشريف، أهمية تحديد دور المؤسسات الإسلامية لدحض ما يروجه المتطرفون، وتقديم صورة صحيحة عن الإسلام، الذي شدد على أنه بريء منهم.
جاء ذلك خلال رئاسته للجلسة الأولى بمؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي، والتي ناقشت جدلية الهيمنة الثقافية بين مفهومي الاعتدال والتطرف.
وقال بريقع: "جميع الحضارات مترابطة، منذ ظهور أول حضارة في العالم، ما يعني أن تفاعلا وتواصلا إيجابيا سيُخلق بين الحضارات"، مشيرا إلى أن عملية التواصل بين الحضارات فرصة للتعارف بين أشخاص لديهم تقاليد وثقافات مختلفة.
وأضاف: "علينا أن نحترم بعضنا البعض بغض النظر عن العرق أو اللغة التي نتحدث بها، وأن تكون هناك قيم مشتركة بيننا لنستطيع التعايش".
وقال الدكتور عبد الحق عزوزي، أستاذ جامعات في العلاقات الدولية والعلوم السياسية، مفكر مغربي: "لا توجد ثقافة لم تتأثر عبر تاريخها بغيرها، لذلك نلاحظ أنه في كل ثقافة قدر معين من العادات والعلوم والمعتقدات الدينية".
وأكد أن الجانب السيئ للهيمنة الثقافية يظهر عندما تتحول إلى تقويض أسس الثقافات القومية والمحلية، من أجل خلق نموذج واحد للتفكير ضد التعدد الثقافي الإيجابي.
وأضاف: "لا نريد حوارا لتنتصر ثقافة على ثقافة أخرى أو تهيمن دولة على أخرى، نريد حوارا ينتصر فيه التنوع البشري ويُصان به المصير الإنساني المشترك".
وقالت زينب السويج، المؤسسة المشاركة والمديرة التنفيذية للمؤتمر الإسلامي الأمريكي، إن غالبية المسلمين الأمريكيين شعروا بالانهيار بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 أكثر من غيرهم، وفتحوا مساجدهم للجميع ليعلموهم ما هو الإسلام.
وأضافت: "علينا أن نتحد بطريقة قوية لمسيرة قوية، وعلينا احترام حرية الأديان وكذلك حرية الأقليات، والعمل ضد التطرف".
وتابعت: "في المؤتمر الإسلامي الأمريكي، وهو يشكل المؤسسة التي ساهمت بتأسيسها، بدأنا بسلسلة محاضرات عن الإسلام والعالم الإسلامي، بينها محاضرات في الكونجرس. وبدأنا العمل مع الشباب، وهناك 80 مركزا جامعيا أنشئ عن حوار الأديان والإسلام، كما عملنا مع قوات الأمن والعائلات والشباب لتقليص دور المتطرفين في أمريكا، و14 بلدا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وأكدت "السويج" أهمية تمكين الشباب حتى يكون لديهم شيء إيجابي يفعلونه بدلا من تدمير المجتمع.
وقالت مريم سيمنتوالا، مستشارة سياسية في مركز مكافحة العنف والتطرف بوزارة الخارجية الأمريكية، إن تقليص حقوق الإنسان، وتحديدا تقليص حريتي المعتقد والتدين، يشجع ويحفز التطرف، مشيرة إلى أن الأمم التي تقوّض حرية الاعتقاد الديني هي التي يتولد فيها العنف.
وأضافت: "الاختلاف الديني من الممكن أن يكون جزءا من الأمن، فلا يجب على الحكومات الخوف من أولئك المختلفين، لا سيما المتدينين".