"ريمديسيفير" يواجه "أزمة تسعير" بعد انتصاره على كورونا

التكلفة الباهظة للعقار يمكن أن تؤدي إلى اتهامات لشركة "جيلياد" بمحاولة الاستنفاع من الفيروس الذي حصد أرواح أكثر من 74 ألف أمريكي

أصبح "ريمديسيفير" أول عقار تصدق عليه إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد في حالات الطوارئ، وذلك بعدما أظهر نتائج واعدة خلال التجارب السريرية.

• أمريكا تعتمد "ريمديسيفير" لعلاج كورونا

ويبدو أنه سيكون أمام الشركة المنتجة للعقار "جيلياد ساينز"، ومقرها كاليفورنيا، معضلة في تسعيره، خاصة أن للشركة تاريخا يتعلق بالأدوية باهظة الثمن.

وقالت مجموعة بحثية إن "جيلياد" قد تسعر الكورس العلاجي فيما يتراوح ما بين 10 دولارات و4500 دولار بناءً على فاعلية التكلفة للعقار، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

ومن شأن التكلفة الباهظة للعقار أن تؤدي إلى اتهامات للشركة بمحاولة الاستنفاع من الفيروس الذي حصد أرواح أكثر من 74 ألف أمريكي.

وحتى الآن، تجنب الرئيس التنفيذي للشركة، دانييل أوداي، الإجابة عن أي تساؤلات تتعلق بتكلفة ريمديسيفير، لكنه قال خلال مؤتمر عبر الهاتف: "لا أشير إلى أنه لن يكون هناك تركيز متواصل وضغط على تسعير العقار.. لكنه يجرى الآن بطريقة يمكننا من خلالها تقدير الابتكار الذي تأتي به الصناعة".

تخطط الشركة للتبرع بإمدادات العقار الموجودة لديها حتى الآن، التي ستعالج نحو 140 ألف مريض، وتقول إنها لن تنظر في أمر التسعير حتى الحصول على مزيد من البيانات.

وخلال اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض، الجمعة، تعهد الرئيس التنفيذي للشركة بتوفير العلاج للمحتاجين.

ويقول محللو وول ستريت إن عقار "ريمديسيفير " سيحقق مبيعات بقيمة 750 مليون دولار أو أكثر عالميًا العام المقبل، ومليار دولار عام 2022، بافتراض تواصل الجائحة.

وسيتعين على "جيلياد" وغيرها من مصنعي الأدوية تجنب ظهورهم بمظهر من يحاول استغلال أزمة صحة عالمية لتحقيق أرباح، طبقًا لمستشارين بصناعة الأدوية ومشرعين سابقين. 

وطبقًا لتقرير صادر عن معهد المراجعة الاقتصادية والسريرية، على الأرجح سيتكلف العقار نحو 9.32 دولار، أي ما يقارب 10 دولارات، لتصنيع كورس علاجي واحد لمدة 10 أيام، لذا، فإن أقل تكلفة لتعويض تكلفة إنتاج العقار هي 10 دولارات، لكن سيكون هناك حاجة للمزيد حال أرادت جيلياد جني الأرباح.

وقال معهد المراجعة الاقتصادية والسريرية إن العقار يجب أن يتكلف نحو 390 دولارًا حال واصلت النتائج إثبات أنه يمكنه تقليص فترة التواجد بالمستشفى دون أن يقلص خطر الوفاة.

وأضاف أنه حال أثبتت تجارب العقار قدرته على إنقاذ الأرواح، فيمكن للشركة أن تفرض سعرا بقيمة 4460 دولارًا لكل علاج.

وقالت مجموعة مناصرة المستهلكين "بابليك ستيزن/Public Citizen"، خلال بيان، إنه يجب تحديد سعر العقار بدولار يوميًا، موضحة أنه حال نوت الشركة تسعير العقار بأكثر من دولار، عليها أن تكشف تمامًا عن تكلفة الأبحاث والتطوير، وجميع المساهمات العامة المرتبطة بتطوير "ريمديسيفير".