«جافدوس».. «طوفان المهاجرين» يطوق جزيرة الـ70 يونانيا
على بقعة سمراء صغيرة وسط زرقة البحر الأبيض المتوسط، يعيش 70 شخصا حياة مثالية هادئة لا تشوبها سوى تدفق المهاجرين.
ففي جزيرة "جافدوس" اليونانية الصغيرة يوجد 4 أطفال فقط، 3 منهم أبناء إيفي جورجاكا الذي يكسب رزقه من تربية النحل والأغنام والخنازير والماعز، والعمل في مكتب تذاكر العبارات بميناء الجزيرة.
ويعيش جورجاكا بعيدا عن الهموم مستمتعا بأشعة الشمس الساطعة طوال العام تقريبا والطرق الفارغة والشواطئ الرملية الطويلة.
أزمة
لكن الجزيرة الهادئة الواقعة في أقصى نقطة جنوب أوروبا انتهى بها الأمر لتصبح الخط الأمامي لأزمة الهجرة في أوروبا، بعدما برزت كأحدث هدف لعصابات تهريب البشر، وفقا لما ذكرته صحيفة "التلغراف" البريطانية.
وقالت الصحيفة إنه منذ بداية العام الجاري، وصل أكثر من ألف مهاجر بالقوارب إلى الجزيرة، انطلق معظمهم من طبرق بالساحل الليبي.
وأوضحت أن هذه الأرقام قد تكون متواضعة مقارنة بتدفق المهاجرين على السواحل الأوروبية، لكنّ تأثيرها هائل على الجزيرة الصغيرة التي شهدت الأسبوع الماضي وصول 91 مهاجرًا في يوم واحد، وهو عدد يفوق عدد سكانها.
وقالت السيدة جورجاكا، التي تعيش في الجزيرة منذ 16 عاماً: "إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فإن الجزيرة ستتغير".
وأضافت: "ستكون هناك حاجة لضباط الشرطة وخفر السواحل والبحرية.. لا نريدهم هنا.. نحن نقدر الحرية والهدوء الذي لدينا".
وجافدوس هي واحدة من أبعد المناطق النائية في اليونان، وليس لديها مرافق أو موظفون للتعامل مع وصول القوارب الصغيرة، باستثناء اثنين من موظفي المجلس وضابط شرطة واحد.
المزيد من القوارب
من جانبه، طلب ليفتيريس لوجياكيس، نائب عمدة الجزيرة، المساعدة من الحكومة في أثينا التي أمدته بطعام وبطانيات إضافية، لكن ليس الكثير منها مما يثير المخاوف من أن يصبح الوضع أسوأ بكثير.
وقال لوجياكيس: "أعتقد أنه سيكون هناك المزيد من القوارب هذا الصيف.. من السهل على المهاجرين أن يأتوا إلى هنا، فلا توجد وكالة فرونتكس (وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي)، ولا توجد قوات بحرية أو خفر سواحل لوقفهم".
وأضاف أن "سكان الجزيرة يشعرون بالقلق من أن نصبح مثل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وأن نتعرض للاجتياح من قبل المهاجرين".
وبرزت جافدوس كوجهة جديدة للمهاجرين بسبب الضغوط في أماكن أخرى، وبشكل أساسي الحملة على قوارب المهاجرين من قبل خفر السواحل اليوناني و"فرونتكس" في بحر إيجه.
ومن العوامل الأخرى -أيضا-، السياسات المتشددة التي تنتهجها رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي راهنت بالكثير من رأس مالها السياسي لوقف قوارب المهاجرين القادمة من شمال أفريقيا.
ويخشى سكان جافدوس، التي لا تتجاوز مساحتها 11 ميلاً مربعاً، أن يهدد تدفق المهاجرين أسلوب حياتهم الفريد أو يضر بالسياحة، حيث من المقرر أن يبدأ الموسم في عيد الفصح، بالتزامن مع دفء الطقس وهدوء البحار، الأمر الذي قد يشجع المزيد من المهاجرين.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز