الإمارات بالصدارة في التحول نحو الطاقة المتجددة والنظيفة
الإمارات في صدراة الدول التي تتحول نحو الطاقة المتجددة والنظيفة
تقود دولة الإمارات الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال.
وعلى الرغم من امتلاكها واحدة من أكبر احتياطيات النفط على مستوى العالم، إلا أن دولة الإمارات استعدت مبكراً لوداع آخر برميل نفط، وتسعى الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات إلى تحقيق بيئة مستدامة وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطبيق التنمية الخضراء.
وقالت هيئة كهرباء ومياه دبي، في تقرير لها، إن "دولة الإمارات رسخت خلال الأعوام الماضية مكانتها الريادية العالمية في قطاع الطاقة المتجددة، وعكفت على تنفيذ مشاريع نوعية لتنويع مصادر الطاقة من خلال استغلال الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية حيث تقع دولة الإمارات ضمن نطاق الحزام الشمسي، ويصل حجم الإشعاع الأفقي العالمي “GHI” في دبي إلى 2,200 / كيلو واط ساعة للمتر المربع في العام، بينما يصل حجم الإشعاع الطبيعي المباشر "DNI" إلى 1,900 / كيلو واط ساعة للمتر المربع في العام، ويمكن استخدام هذه الأشعة لإنتاج الطاقة باستخدام كل من تقنية الخلايا الكهروضوئية وتقنية الطاقة الشمسية المركزة.
وأوضح التقرير أن إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 تستهدف مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والأحفورية النظيفة، لضمان تحقيق توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، وأن تستثمر الدولة 600 مليار درهم حتى عام 2050 لضمان تلبية الطلب على الطاقة، وضمان استدامة النمو في اقتصاد دولة الإمارات، كما تهدف الإستراتيجية إلى رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40 % وتحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.
وأشار التقرير إلى أن دبي تعد من المدن الذكية الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والبديلة والسباقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية، بما يدعم تحقيق التنمية المستدامة في الإمارة.
وتهدف إستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى تنويع مصادر الطاقة في الإمارة وتوفير 7 % من الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25 % بحلول عام 2030 و75 % بحلول عام 2050.
وتعد دبي المدينة الوحيدة في المنطقة التي تطلق مثل هذه الإستراتيجية الواعدة بمستهدفات محددة وبنطاق زمني يرسم ملامح مستقبل الطاقة حتى عام 2050.. وتتكون الإستراتيجية من 5 مسارات رئيسية هي البنية التحتية والبنية التشريعية والتمويل وبناء القدرات والكفاءات وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة.. وتندرج تحت مسار البنية التحتية مبادرات مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية والذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية على مستوى العالم في موقع واحد بطاقة تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 وباستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم.
وحول استراتيجيات هيئة كهرباء ومياه دبي لتعزيز قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة قال سعادة سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إن الرؤية الثاقبة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تشكل خارطة طريق للهيئة ونبراسا تهتدي به في مسيرة عملها ومبادراتنا الطموحة ومشاريعنا التطويرية للمساهمة في تحقيق رؤية الإمارات 2021 التي تهدف إلى أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة من أفضل دول العالم بحلول عام 2021 وخطة دبي 2021 التي تهدف إلى أن تكون دبي مدينة ذكية مستدامة في مواردها ذات عناصر بيئية نظيفة صحية ومستداة وتعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للمال والأعمال والسياحة ونموذج يحتذى في تحقيق أعلى معايير كفاءة الطاقة وزيادة نسبة الطاقة المتجددة.. كما تعمل الهيئة على تحقيق أهداف إستراتيجية إدارة الطلب على الطاقة والمياه لتقليل الطلب بنسبة 30 % بحلول 2030 وإستراتيجية الحد من الانبعاثات الكربونية التي تهدف إلى خفضها بنسبة 16 % حتى عام 2021 بهدف جعل دبي ضمن المرتبة الأولى عالميا بين المدن الأقل في البصمة الكربونية.
وأشار الطاير إلى أن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي تنفذه الهيئة عنصر فاعل في سياق تحقيق إستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ومبادرة "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات وتحقيق التنمية المستدامة، منوهاً أن المجمع يوفر فرصاً استثمارية واعدة لتعزيز الشراكات والاستثمارات في مجال الطاقة بين القطاعين العام والخاص، حيث تطرح الهيئة مشروعات المجمع وفق نموذج المنتج المستقل.
وأشار التقرير إلى أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد حيث أعلن في يناير 2012 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن إطلاق مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والذي يعد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، ويمتد على مساحة تبلغ 77 كيلومتراً مربعاً، وستبلغ قدرته الإنتاجية 1000 ميجاوات بحلول عام 2020 وصولاً إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم، وسيسهم المجمع عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
وفي يونيو 2016 اطلقت الهيئة الهيئة مرحلة جديدة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة بعد النجاح الذي حققته دبي في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وستدخل المرحلة الأولى من مشروع الطاقة الشمسية المركزة حيز التشغيل بحلول إبريل 2021 للوصول إلى 1000 ميجاوات بهذه التقنية بحلول عام 2030.
وسيستخدم المشروع تقنية التخزين الحراري لمدة زمنية تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة يومياً مع مراعاة العوامل الفنية والاقتصادية، ما يسهم في رفع كفاءة وفعالية الإنتاج وتوفير إمدادات مستدامة من الطاقة تحقيقاً لسعادة المجتمع.
وأضاف التقرير أنه تم إطلاق مركز البحوث والتطوير في 2014 وهو حالياً في مرحلة التنفيذ على أن تكتمل جميع أقسامه بحلول عام 2020، وتتمحور أعمال مركز البحوث والتطوير حول 4 مجالات تشغيلية رئيسية تشمل إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ستركز البحوث بالتعاون مع مؤسسات عالمية على عدد من المجالات أبرزها دراسة تقنية الألواح الكهروضوئية والحد من آثار الغبار على كفاءتها وأداءها واختبار موثوقيتها على المدى الطويل، بهدف تطوير مواصفات ومعايير تتلائم مع البيئة المحلية.
كما عملت الهيئة على إنشاء مركز تفاعلي للابتكار مجهز بأحدث التقنيات الحديثة للطاقة المتجددة والنظيفة لتعزيز مستوى الوعي في المجتمع حول الطاقة المتجددة والمستدامة وصقل القدرات الوطنية وتعزيز تنافسية الأعمال، وذلك بتصميم ريادي مبتكر يضم طابقا أرضياً و4 طوابق بارتفاع 90 متراً، والمركز مجهز بأحدث التقنيات المتجددة والنظيفة، وسيكون بمثابة متحف ومعرض للطاقة الشمسية والطاقة المتجددة.
وتعمل محطة ضخ وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بتقنية التناضح العكسي/Reverse Osmosis/ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إنتاجية تبلغ 50 متراً مكعباً /نحو 11 ألف جالون/ يومياً حيث يأتي هذا المشروع ضمن جهود الهيئة في مجال تعزيز البحوث والتطوير، كما يهدف إلى تزويد منشآت البحث والتطوير في المجمع بمياه الشرب عالية الجودة. وتتعاون الهيئة مع المؤسسات العالمية لأغراض البحث العلمي في مجال تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية.
وحظي مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية منذ الإعلان عنه باهتمام كبير من المطورين العالميين وتلقت الهيئة عروضاً مهمة من عدة جهات عالمية تعمل في هذا المجال الحيوي الأمر الذي يعكس ثقة واهتمام المستثمرين في مثل هذه المشروعات الضخمة التي تتبناها حكومة دبي.
aXA6IDMuMTQ5LjI1My43MyA= جزيرة ام اند امز