بالأرقام.. المهاجرون من ليبيا بين الحلم المفقود وجحيم مليشيا السراج
كشف تقرير إيطالي عن مصير المهاجرين الذين يعترض طريقهم إلى أوروبا، مؤكدا أنهم يعودون لبراثن مليشيا طرابلس، التي تخضعهم لأعمال قسرية.
وقال تقرير مؤسسة (ميغرانتس) التابعة لمجلس الأساقفة الإيطاليين، عن وضع المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط، إن مهاجرا واحدا يصل إلى أوروبا من بين كل 140 ممن ينطلقون من ليبيا، مؤكدا أن 139 آخرين يتم إعادتهم مرة أخرى.
وأكد تقرير (ميغرانتس) أنه يتم تلقي مئات الرسائل الصوتية عبر تطبيق (واتساب) من مهاجرين في ليبيا منذ صيف 2018".
وأشار إلى أن من بين الـ140 مهاجرًا يتم إعادة اثنين فقط إلى بلدانهم، فيما يبقى الـ137 الآخرين في مراكز احتجاز مليشيا السراج، تحت رحمة ممارسات يفلت مرتكبوها من العقاب، مؤكدا أن المليشيا تخضع المهاجرين لعمل قسري غير مدفوع الأجر تحت طائلة السلاح.
وشهدت العاصمة الليبية خلال الأسبوع الماضي، واقعتين منفصلتين، كشفتا عن الجحيم الذي يعيش فيه المهاجرون في ليبيا، تحت سطوة المليشيات المسلحة، التي تتغذى على آلامهم وابتزازهم وأسرهم، مقابل إطلاق سراحهم، وسط غياب القانون والمساءلة من قبل حكومة السراج.
الواقعة الأولى، تمثلت في اختطاف شابين سودانيين، واحتجازهما وتعذيبهما وتوثيق تلك الواقعة في مقاطع فيديو لابتزاز عائلتيهما ومطالبتهما بفدية تقدر بـ7 آلاف دولار مقابل الإفراج عنهما.
الواقعة الثانية، تمثلت في تكبيل مليشيات مسلحة، مهاجرين يرجح أنهما من الجنسية المصرية بأغلال من حديد، واحتجازهما في أحد الأماكن بالعاصمة طرابلس، في محاولة لطلب فدية من ذويهما، إلا أن المنطقة العسكرية بطبرق شرقي ليبيا، تمكنت من فك أسرهما.
ويعيش آلاف المهاجرين في مراكز احتجاز تديرها حكومة فايز السراج بطرابلس، في ظروف غير آدمية، وفي مرمى نيران المليشيات.
وسجلت في تلك المراكز جرائم بحق المهاجرين بينها إجبارهم على المشاركة في أعمال ذات طابع عسكري، كما يتم استخدام بعضها كمخازن للأسلحة والذخيرة.
وقتل مهاجر نيجيري في العاصمة طرابلس حرقا على يد عناصر المليشيات المسلحة في المصنع الذي يعمل فيه بمنطقة تاجوراء شرقي طرابلس، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة.
وفي تموز/يوليو، قتل رجال أمن ليبيين مهاجرين سودانيين في بلدة الخمس الساحلية غرب البلاد، قيل إنهم حاولوا الفرار بعد أن اعترضهم خفر السواحل الليبي في البحر المتوسط.
وفي أيار/مايو الماضي، هاجمت عائلة أحد المهربين الليبيين مجموعة من المهاجرين من بنجلاديش في بلدة مزدة الصحراوية، وأطلقت النار عليهم ما أدى إلى مقتل 30 منهم على الأقل، وفق المنظمة الدولية للهجرة.