تقرير: ليبيا هدف محتمل لتنظيم القاعدة بسلاح تركي
حذرت مؤسسة "سلفيوم" للدراسات والأبحاث من احتمالية تنفيذ تنظيم القاعدة عدة عمليات داخل البلاد، مستخدمة دعما تركيا بالسلاح والتسهيلات.
وكشفت المؤسسة البحثية الليبية أن أبوعبيدة العنابي، أمير تنظيم القاعدة الجديد في بلاد المغرب الإسلامي، من المحتمل أن يستهدف ليبيا بعملية أو "عمليات متزامنة"، يعلن بها عن نشاطه ووجوده الدموي كأمير جديد للتنظيم، ربما بدأ فعليا في التجهيز لها.
وأوضحت المؤسسة، في تقرير لها، أن الجزائري مبارك يزيد المكنى "أبوعبيدة العنابي" تولى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إمارة التنظيم بعد مقتل عبدالمالك دروكدال أمير تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في مالي على يد قوات عملية برخان الفرنسية يونيو/حزيران الماضي، بعد صراع زعامة في التنظيم.
وأشار إلى أن ديناميكية وعمل تنظيم القاعدة خاصة والجماعات التكفيرية عامة يدرك أنه عند تولي أمير جديد لأي تنظيم يحاول مباشرة أن يعلن عن نفسه، عبر عملية إرهابية لهدف سهل المنال قوي التأثير.
لماذا ليبيا؟
وعددت المؤسسة في تقريرها أسباب تحرك التنظيم باتجاه ليبيا، مؤكدة أن ليبيا تعتبر المنطقة الرخوة والميدان الهش الذي يمكن أن يكون الهدف الأول للأمير الجديد للتنظيم، الذي يمكن من خلاله الإعلان عن نفسه، بالنظر إلى وضع منطقة نشاطه وعمله في "بلاد المغرب الإسلامي" وجزء من الساحل والصحراء.
وتابعت أنه توجد تنظيمات ليبية تابعة للقاعدة مثل "أنصار الشريعة" و"الجماعة الليبية المقاتلة" ومجالس شورى بنغازي ودرنة وإجدابيا، والتي نشطت عناصرها مع عملية المليشيات العسكرية المعروفة بـ"بركان الغضب" وتنتشر الآن في مناطق غرب ليبيا يمكنها أن تسهل العمليات اللوجستية والرصد والإمداد المعلوماتي لأي عملية إرهابية يفكر العنابي في القيام بها.
وأضافت أن مجموعات من تنظيم جبهة النصرة وفصائل أخرى إرهابية من هيئة تحرير الشام التابعين لتنظيم القاعدة في سوريا العاملين كمرتزقة في قوات داخلية وقوات أمن حكومة الوفاق -غير الدستورية- تسهل الحصول على المعلومات الأمنية عن حركة الأجانب والشركات الأوروبية (وربما الفرنسية) وكل ما يتعلق بتأمينهم.
وأشارت "سلفيوم" إلى علاقة حكومة أردوغان بتنظيم جبهة النصرة والفصائل السورية والعراقية الأخرى المبايعة لتنظيم القاعدة والنفوذ التركي في غرب ليبيا وعلاقته ببقية التنظيمات الإرهابية، سواء في ليبيا أو الساحل والصحراء، مؤكدة أنه يمكن للعنابي استغلال هذا النفوذ التركي في تمرير معدات وأسلحة وأفراد من وإلى ليبيا.
ونوهت بأن العنابي له تاريخ في عملية موقع "تيقنتورين" الغازي في صحراء الجزائر، مما يجعل من المواقع النفطية في الصحراء الليبية خاصة التي يوجد بها أوروبيون أو أجانب هدفا محتملا وممكنا، خاصة تلك التي تحت سيطرة حكومة الوفاق وبعيدة عن حماية الجيش الوطني الليبي.
وأردفت أن الأهداف الأجنبية مثل البعثات والسفارات التي تؤمنها داخلية وأجهزة الوفاق الأمنية المخترقة من المرتزقة السوريين والتنظيمات الإرهابية الليبية والنفوذ التركي تجعلها أيضا أهدافا محتملة.
من هو العنابي؟
أبوعبيدة العنابي هو المسؤول اﻹعلامي الأبرز في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ودائم الظهور في إصدارات التنظيم المصورة، ويدرك أهمية إدارة التوحش والخوف ضمن المنابر الإعلامية.
وتزامن الإعلان عن إمارة العنابي الإعلان أيضا عن إعدام الرهينة السويسرية بياتريس ستوكلي التي كانت محتجزة لدى التنظيم في كيدال بشمال مالي، بما يوحي أنها محاولة للإعلان عن مرحلة دموية سيخوضها الأمير الجديد.
ويعد العنابي أحد أبرز المخططين لعملية "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، والتي كان أحد قياديها في منشأة تيقنتورين الغازية في عين ميناس جنوبي الجزائر يناير 2013، والتي تم خلالها احتجاز أكثر من 600 رهينة عبر عملية دقيفة نفذها 32 عنصرا من التنظيم.
كما يعد العنابي المسؤول عن عملية باب الزوار في العاصمة الجزائر بتفجير مركز للدرك الجزائري، والتي خلفت 30 قتيلا وأكثر من 200 جريح، ما يعني أن له تاريخا في تنظيم العمليات الإرهابية ذات التنظيم الأمني الدقيق.
خلية أوباري
مؤخرا، تمكن الجيش الليبي من التعامل مع خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي وموالية لتركيا في مناطق من سبها وغدوة إلى أم الأرانب ومرزق.
كما أعلن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني اعتقال 7 إرهابيين خلال استهدافه أحد أوكار تنظيم القاعدة في عملية نوعية في منطقة أوباري بجنوب غربي البلاد -قريبة من مواقع نفطية-، بحوزتها أسلحة وقواذف بعد تسللها من مالي.
وفي اليوم التالي للقبض على خلية أوباري سلم الجزائري بن خيه عيسى المنضوي تحت تنظيم القاعدة الجزائري نفسه للسلطات الأمنية الجزائرية في منطقة "تين زاواتين" جنوب الجزائر قادما إليها من مالي. وسلم ما بحوزته من أسلحة، والتي كان ملفتا فيها وجود البندقية الألمانية G3.
وتؤكد "سلفيوم" البحثية أنه من غير المعتاد وجود هذا النوع ليس مع أفراد التنظيم وحسب بل في كامل المنطقة، مما يؤكد أن ثمة سلاح جديد غير معتاد وصل للتنظيم، وأن النفوذ التركي ونشاط جمعية "تيكا" التركية في النيجر ومالي هو مجرد واجهة لتقديم الدعم التركي إلى الجماعات الإرهابية الناشطة هناك.
الجيش الليبي يتصدى
تشهد مناطق الجنوب الغربي خروقات أمنية نتيجة تسلل بعض العناصر الإرهابية التي تم جلبهم من تركيا لأغلب القرى الواقعة في الصحراء الجنوبية، حيث وجدت حاضنة لهم بفضل سيطرة المرتزقة التشاديين الموالين لمليشيا حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.
وتعمل قوات الجيش على تأمين احتياجات الجنوب من الوقود ومواد التموين، لحل الأزمة التي تفاقمت مؤخرا خاصة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، وانتشار السوق السوداء والمهربين.
وتأتي مساعي أنقرة للتوسع في الجنوب الليبي -منبع النفط والمياه الجوفية والذهب الخام وغيرها من الثروات- عقب فشل تحركات تركية عسكرية للسيطرة على الهلال النفطي أو التقدم نحو ما يعرف بالخط الأحمر -سرت الجفرة- وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ونجاحات اجتماعات لجنة 5+5 العسكرية الليبية، التي يرفضها أردوغان.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز